ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 11:11 م]ـ
أخي معمر
لا شك أني كنت مخطئا في إعراب (نحن) خبرا، وفي تعلق الظرف بها، علمتني أن الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي لا يجوز، فلجَعبتك السلامُ امتثالا واحتفالا.
أخي النبراس
لم أتعلم بعد لماذا يصر النحاة على أن إذا لا تدخل إلا على جملة فعلية، فالمرفوع بعدها فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 06 - 2005, 02:10 ص]ـ
أخي الكريم الأستاذ معمر
أحسنت وبارك الله فيك، وتقبل مني هذه الملحوظات السريعة:
أليست رواية: فخير نحن عند البأس منكم، أنسب من رواية: عند الناس، مع الشطر الثاني الذي فيه الداعي المثوب، وهو المستغيث المستنصر في الحرب؟
وبعد هذا البيت:
ولم تثق العواتق من غيور **** بغيرته وخلّين الحجالا
وعلى رواية: عند البأس، يكون (عند) ظرف زمان.
أما على رواية: عند الناس، فـ (عند) ظرف مكان.
وفي كلتا الروايتين يتعلق الظرف عند باسم التفضيل: خير.
وكذلك (إذا) متعلق باسم التفضيل (خير) وليس متعلقا بالفعل (قال) و (قال) ليس جوابا للشرط، فإن قيل كيف يتعلق ظرفان للزمان بعامل واحد؟ قلت ذلك جائز إن كان أحدهما عاما والآخر خاصا، كأن تقول: خرجت ليلا بعد العشاء، ويجوز أن يكون الظرف الثاني بدلا من الأول.
وأنشد الرضي هذا البيت على أن (يالا) صارت كلمة واحدة محكية، ورأيه مبني على رأي أبي علي الفارسي الذي نقله ابن جني في الخصائص مع ثناء بليغ على شيخه، وفيه أجاز أن تكون ألف (يا) في (يالا) منقلبة عن واو لأنها مجهولة الأصل.
ومنهم من جعل المنادى محذوفا تقديره: يا قوم، ولا: ناهية، حذف الفعل بعدها، أي: لا تغدوا.
همسة: يمكن تخريج قولك أيها الأخ العزيز: (فتخريج أبو علي الفارسي للبيت:) على أن يكون (تخريج) منونا، ويكون خبرا لمبتدأ مقدر أي: فهذا تخريجٌ أبو علي البيتَ، والمشار إليه هو الكلام الآتي بعد انقضاء الجملة، فيكون أبو علي فاعلا للمصدر (تخريج) والبيت مفعول به للمصدر، وإذا قلت: للبيت، فالجار والمجرور متعلقان بالمصدر.
مع التحية الطيبة.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 12:54 ص]ـ
بليغنا الأغر
باعتزاز وخفر، أنزل في مضاربك الغرر، مستمطرا رصانة سحائبك الدرر
ألا يكون قول معمر (فتخريج أبو علي الفارسي) على سبيل الحكاية، ثم إنني قد قرأت في النحو التطبيقي لعبده الراجحي:
إذا: وهي ظرف زمان لما يستقبل من الزمان، وأغلب استعمالتها أن تكون شرطية، فيكون جواب الشرط هو الذي يعمل فيها النصب، أما جملة الشرط فتكون مضافا إليه، و إذا كانت إذا غير شرطية، تجردت للدلالة على الزمان، كما في قول الله تعالى: (والليل إذا يغشى). فهي تتعلق بيغشى
فهل هي فجائية، والفجائية تتعلق بخبر ما بعدها مذكورا أو مقدرا
أفد داعيك المثوب في حذر، فقد قال يا لَلأغر
ـ[أبومصعب]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 01:08 م]ـ
أحسن الله إليكم أستاذنا الموفق الأغر، وجعل هذه الفوائد في ميزان حسناتك،
أما (فتخريج) فقد انتبهت إليها بعد كتابتها وقلت قد يكون لها تخريج على رأي الكوفيين، لكن مثل هذا لا يغيب على أمثالكم فجزاكم الله خيرا و لا تحرمونا من أمثالها
وهذه تتمة البحث في البيت
قال محي الدين عبد الحميد:
الشاهد فيه - أي البيت -: في البيت شاهدان لهذه المسألة، وكلاهما في قوله (فخير نحن)،
أما الأول فإن (نحن) فاعل سد مسد الخبر، ولم يتقدم على الوصف - وهو (خير) - نفي ولا استفهام وزعم جماعة من النحاة - منهم أبو علي وابن خروف - أنه لا شاهد في هذا البيت، لأن قوله (خير) خبر لمبتدأ محذوف، تقديره (نحن خير - إلخ) وقوله (نحن) المذكور في البيت تأكيد للضمير المستتر في (خير)، وانظر كيف يلجأ إلى تقدير شيء وفي الكلام ما يغني عنه؟
وأما الشاهد الثاني فإن (نحن) الذي وقع فاعلا أغنى عن الخبر هو ضمير منفصل، فهو دليل للجمهور على صحة ما ذهبوا إليه من جواز كون فاعل الوصف المغني عن الخبر ضميرا منفصلا ...
فالظاهر أن محي الدين عبد الحميد رحمه الله أعمل اسم التفضيل على اللغة القليلة قال ابن مالك رحمه الله:
وَرَفعُهُ الظَّاهِرَ نَزرٌ وَ مَتَى * عَاقَبَ فِعلاً فَكثِيراً ثَبَتَا
كَلَن تَرَى في النَّاسِ مِن رَفِيق * أولَى بهِ الفَضلُ مَنَ الصِّدِّيقِ
قال ابن عقيل رحمه الله:
فلا تقول: (مررت برجل أفضلَ منه أبوه) فترفع (أبوه) ب (أفضل) إلا في لغة ضعيفة حكاها سيبويه
وهذا كلام سيبويه رحمه الله 2/ 30:
وتقول (مرر ت بعبد الله خيرٌ منه أبو ه). فكذلك هذا وما أشبهه. ومن أجرى هذا على الأول فإنه ينبغي له أن ينصبه في المعرفة فيقول: (مررتُ بعبد الله خيراً منه أبوه). وهي لغةٌ رديئة. وليست بمنزلة العمل، نحو (ضارب)، و (ملازم)، وما ضارعه، نحو: (حسن الوجه). ألا ترى أن هذا عمل ٌ يجوز فيه (يضرب) و (يلازم) و (ضربَ) و (لازَمَ). ولو قلت: (مررت بخيرٍ منه أبوه) كان قبيحاً وكذلك (بأبي عشرة أبوه). ولكنه حين خلَص للأول جرى عليه، كأنك قلت: (مررتُ برجلٍ خيرٍ منك)
¥