تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 03:39 م]ـ

مرحبا بك أخي الكريم جهالين وحياك الله

الحكاية في مثل قول أخينا معمر غير واردة، وإنما تجوز حكاية الكلمة إذا كنا نتحدث عنها فنحكيها كما وردت في النص، فمثلا إذا قلنا: مررت برجل خير منه أبوه، وأردنا أن نتحدث عن كلمة (أبوه) فنحيكها كما أوردتها الآن، أقول مثلا: إن (أبوه) يجوز أن يكون فاعلا لاسم التفضيل (خير) إن كان (خير) مجرورا على أنه صفة، وهذه لغة ضعيفة، والجيد أن نجعل (خير) مرفوعا على أنه خبر مقدم، ونجعل (أبوه) مبتدأ مؤخرا.

ففي الكلام السابق تحدثت عن الكلمتين (خير) و (أبوه) وأوردتهما على الحكاية أي على الصورة التي ورد كل منهما عليها في النص ولم أعمل فيهما العوامل.

أما (إذا) فقد تمحضت في البيت للظرفية، فتتعلق بما قبلها وتضاف إلى الجملة التي بعدها، وإذا تمحضت للظرفية فلا مانع عندي أن تضاف إلى الجملة الاسمية مثل (إذ) أما الشرطية فيجب أن تكون داخلة على الجملة الفعلية، لأن الشرط يستلزم الفعل.

وإذا في قوله تعالى (والليل إذا يغشى) متمحضة أيضا للظرفية، وهي متعلقة بحال من الليل، أي: أقسم بالليل كائنا وقت غشيانه، كما أقسم سبحانه بالليل في حالة إدباره في قوله عزّ وجل: والليل إذ أدبر، وفي قراءة إذا أدبر. وليست (إذا) متعلقة بيغشى، وإنما هي مضافة إلى جملة يغشى، فقد يكون ما ذكره الراجحي سهوا، فلا خلاف في أن المتمحضة للظرفية تضاف للجملة التي بعدها ولكن الخلاف في الشرطية، فقد قيل إنها متعلقة بجوابها، وقيل إنها متعلقة بشرطها، فالذين قالوا إنها متعلقة بجوابها جعلوها مضافة لشرطها، والذين علقوها بشرطها لم يجعلوها مضافة، وتجد على هذا الرابط حديثا عن تعلق (إذا)

http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=31854#post31854

أما إذا الفجائية فلها شأن آخر، لأنه لا دلالة فيها على الزمان.

مع التحية الطيبة والتقدير.

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 05:01 م]ـ

شيخنا الكبير، الأغر النحرير

استفدت تماما من الرابط الذي أشرتَ إليه، آملا أن أمشي على حبال إذا، عندما لا أجد الأغر منقذا.

تلميذ صغير

ـ[أبومصعب]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 05:30 م]ـ

فَخَيْرٌ نحنُ عنْد البَأسِ مِنْكُم * إذَا الدَّاعِي المُثَوِّبُ قَالَ يَالاَ

والفصل بين المعمول والعامل،

منع النحاة الفصل بين المعمول والعامل إلا في مسائل نصوا عليها في كتبهم، وهو كذلك في كتاب سيبويه رحمه الله، وأكثر ما أجازوا الفصل به الظرف والجار والمجرور

وقد فصل الظرف بين كان ومعمولها:

قال ابن مالك:

وَلاَ يَلى العَامِلَ مَعمُولُ الخبَر * إلا إذَا ظَرفاً أتَى أَو حَرفَ جَرّ

كما فصل بين المشبهات بليس وبين معمولها:

قال ابن مالك:

إعمَالُ لَيسَ أُعمِلت مَادُونَ إن * مَعَ بَقَا النَّفِى وَتَرتِيبٍ زُكِن

وَسَبقَ حَرفِ جَرٍّ وَظَرفٍ كمَا * بِى أنتَ مَعنِيًّا أجَازَ العُلَمَا

قال سيبويه رحمه الله 1/ 159:

لأن الظرف لا يفصل في قولك: (ما اليوم زيد ذاهباً) و (إن اليوم عمراً منطلق)

وفي إن وأخواتها:

أورد فيه سيبويه رحمه قول الشاعر:

فَلاَ تَلْحِنِي فِيهَا فَإِنَّ بِحُبِّهَا * أَخَاكَ مُصَابُ القَلْبِ جَمٌّ بَلاَبِلُهْ

وقد فصلوا بين الجار والمجرور وهما بمنزلة الشيء الواحد

قال ابن مالك رحمه الله:

فَصلَ مُضَافٍ شِبهِ فِعلٍ مَا نَصَب * مَفعُولاً أو ظَرفاً أجِز وَلَم يُعَب

وقرأ الشامي (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَتْلُ أَوْلادَهَمْ شُرَكَائِهُمْ)

وقال سيبويه رحمه الله 1/ 234:

ولا يجوز: يا سارق الليلةَ أهلِ الدار إلا في شعر كراهية أن يفصلوا بين الجار والمجرور.

وقال 1/ 236: (ومما جاء في الشعر قد فصل بينه وبين المجرور قول عمرو بن قميئة:

لَمّا رَأَت ساتسدِما اِستَعبَرَت * لِلّهِ دَرُّ اليَومَ مَن لامَها) انتهى.

ففصل بين المضاف (در) والمضاف إليه (من) ب (اليوم)

ومن شواهد سيبويه:

كَأَنَّ أَصواتَ مِن إِيغالِهِنَّ بِنا * أَواخِرِ المَيسِ إِنقاضُ الفَراريجِ

ففصل لضرورة الشعر، بالظرف بين المتضايفين. والأصل: كأن أصوات أواخر

الميس من إيغالهنّ بنا إنقاض الفراريج

وقال الشاعر:

إذا جارةٌ شلت لسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ * لهَا إِبلٌ شلت لها إبلان

أراد: إذا جارةٌ لسعد بن مالك شلت إبلٌ لها شل من أجلها قطيعان من الإبل.

والفصل في الشاهد

فَخَيْرٌ نحنُ عنْد البَأسِ مِنْكُم * إذَا الدَّاعِي المُثَوِّبُ قَالَ يَالاَ

ليس من باب الفصل بين المعمول والعامل بالجار والجرور أو الظرف، لكن المهم المتقرر أنهم فصلوا بين المضاف والمضاف إليه - وهما كالشيء الواحد - في الشعر كثيرا،

وعلى اعتبار (خير) مبتدأ و (نحن) خبر ف (نحن) على قول البصريين معمول ل (خير)

قال ابن مالك رحمه الله:

وَرَفَعُوا مبتَدأً بالإبتِدَا * كَذَاكَ رَفعُ خَبَرٍ بالمُبتَدَا

وعليه فلا فصل بين المعمول والعامل!!!، والظاهر من هذا أن أبا علي الفارسي لا يرتضي جعل (خير) مبتدأ و (نحن) خبرا

وقال سيبويه رحمه الله 1/ 238: ويجوز في الشعر على هذا: مررت بخير وأفضل من ثم.

وكلامه في سياق الفصل بين المعمول والعامل

ثم إن في (خير) زيادة تنوين، أفلا تعطيه هذه الزيادة زيادة في العمل!

(خيرٌ) اسم تفضيل، ويزيد على أسماء التفضيل بالتنوين فهل تسوغ له هذه الزيادة رفع الظاهر؟ وهل تسوغ له الفصل بينه وبين معموله بأجنبي؟

قال سيبويه رحمه الله:

والاسم المنون قد يفصل بينه وبين الذي يعمل فيه، تقول: هذا ضاربٌ بك

زيداً، ولا تقول هذا ضاربُ بك زيدٍ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير