لم يكن مجازي إذن موفقا، فلا تفسير عندي لأفصح عنه، سوى أننا نكتسب اللغة من المسموع والمقروء، وقد كان استخدامي لكلمة مدنف مجازا دارجا في وصف العاشقين، الذين أضناهم العشق.
جاء في تزيين الأسواق:
ولا شبهة أن الروح ألطف ما في البدن، فلذلك كان العشق أول ما يتشبث بها فهذا دليل على أنه يقابل الأمراض كلها ومن ثم قال المعلم العشق نصف الأمراض وشطر الأعراض وقسيم الأسقام وجل الآلام وهذا واضح، لأن الروح ولا شك أن سريان اللطيف في اللطيف أسرع ملاكاً وأعظم استملاكاً ويليه، اللطيف في الكثيف كالحمى في البدن ثم الكثيف في الكثيف كالفالج فيه فعلى هذا يتجه، كلام المعلم بل أقول أن العشق غالب الأمراض ....... وأما العشق فعاقبته إفساد البدن ....
ونقل ابن خلكان في ترجمة العلاف ما ملخصه:
أن العشق جرعة من حياض الموت وبقعة من رياض الثكل لكنه لا يكون إلا عن أريحية في الطبع ولطافة في الشمائل وجود لا يتفق معه منع وميل لا ينفع فيه عذل.
قال أحمد شوقي:
مُستَهامٌ في هَواهُ مُدنَفٌ 00 يَتَرَضّى مُستَهاماً مُدنَفا
يا خَليلَيَّ صِفا لي حيلَةً 00 وَأَرى الحيلَةَ أَن لا تَصِفا
وقال العباس بن الأحنف:
هَذا كِتابُ فَتىً لِغَيبِكِ حافِظٍ 00 كَلِفٍ بِذِكرِكِ يا ظُلَيمَةُ مُدنَفِ
نَدِمَ المُحِبُّ عَلى المُقامِ فَلَم يَزَل 00 مُذ غِبتِ بَينَ تَنَدُّمٍ وَتَلَهُّفِ
فَوَدِدتُ أَنّي إِذ تَخَلَّفَ لَم أَسِر 00 أَولَيتَهُ إِذ سِرتُ لَم يَتَخَلَّفِ
وقال المتنبي:
وَكَم لِلهَوى مِن فَتىً مُدنَفٍ 00 وَكَم لِلنَوى مِن قَتيلٍ شَهيدِ
وَأَغرى الصَبابَةَ بِالعاشِقينَ 00 وَأَقتَلَها لِلمُحِبِّ العَميدِ
وَكُن فارِقاً بَينَ دَعوى أَرَدتُ 00 وَدَعوى فَعَلتُ بِشَأوٍ بَعيدِ
وقال البهاء زهير
فَوقَ خَدَّيهِ لَنا 00 وَردَةٌ فَوقَ الصِفَه
أَنا مِنها مُدنَفٌ 00 وَهيَ مِنّي مُدنَفَه
وجاء في بديع أسامة بن منقذ:
أيا منْ فؤادي به مدنفُ 00 حجبتَ، فلي مقلةٌ تذرفُ
لئن منعوا مقلتي أن ترا 00 كَ فقلبي يراكَ ولا يطرفُ
وأنت أخي النبيل، لا شك في أنك تعلم هذا المجاز في استخدام كلمة مدنف، فمعاذ الله أن أسنخدمها لقصد آخر، فأنت العاشق:
وما أنا إلا عاشقٌ كل عاشقٍ 0 أعق خليليه الصفيين لائمهْ
وقد يتزيا بالهوى غير أهله 0 ويستصحب الإنسان من لا يلائمهْ
فيا أيها الخَيُّ والأخ والأُخيُّ
ما دمتَ قد رأيتَ غضاضة في مشاركة غير ملائم آنفا، فإنني مريحك من استصحابه لاحقا، غير أني سأقرأ مشاركتاك آتيا، طلبا للعلم والمعرفة.
بارك الله لك، وبك، ودمت عاشق نحو
بملء الفم أعتذر عن المفردة، فصفحا جميلا
زميلك الجهالين مدنفُ نحوٍ ولغة
ـ[المبتدأ]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 12:01 م]ـ
الأخ العزيز , جهالين
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك على كلماتك الرقيقة , وأحيي فيك نشاطك وحيويتك ورقيق عباراتك ,
وسؤالي هنا عن تذكير الفعل: ألا يمكن أن يكون جائزا لأن العدد المذكرهو فاعل الفعل هنا وقد وقع حائلا بينه وبين المعدود المؤنث؟
معذرة عن التأخر في الرد.
دمت بخير , والله يحفظك
ـ[عاشق النحو]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 12:33 م]ـ
اخي جهالين قد قبلت اعتذارك
ونحن هنا في هذا الفصيح اسرة واحده لاغير متحابين في الله
اخي
جهالين سوال لك
اعرب
((اعتذارك قد قبلت))
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[14 - 06 - 2005, 08:40 م]ـ
أخي عاشق النحو
إعراب (اعتذارك قد قبلت): لبننا صافٍ، زيتنا في دقيقنا
أخي المبتدأ
سرني أنك بيننا، فلا تُطلْ هناك، مُحبوكَ هنا
نقلت بتصرف عن محمد الأنطاكي صاحب المحيط في أصوات العربية ونحوها وصرفها:
الحالات التي يجوز فيها تذكير الفعل أو تأنيثه:
1ـ إذا كان مرفوعه مؤنثا مجازيا ظاهرا
(طلعت / طلع الشمس).
2ـ إذا كان مرفوعه مؤنثا حقيقيا مفصولا عنه بغير إلا
(جاءت / جاء إلى المدرسة طالبة).والتأنيث أفصح
3ـ إذا كان مرفوعه ضميرا منفصلا لمؤنث
(إنما قامت / قام هي، ما قامت/ قام إلا هي).
4ـ إذا كان مرفوعه الظاهر مؤنثا، والفعل فعل مدح أو ذم
(نعمت/نعم المرأة فاطمة).
5ـ إذا كان مرفوعه مذكرا مجموعا جمع مؤنث سالما
(جاءت/جاء الطلحات).
6ـ إذا كان مرفوعه جمع تكسير لمؤنث أو مذكر
(ذهب/ ذهبت الرجال، فُتحت/ فُتِحَ النوافذ).
¥