تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[النفس]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 11:24 م]ـ

جزاك الله خيرا سيدي الأغرفقد كنت أول من رحب بي. ثم أحسنت الظن بي إذ حسبتني أهلا لسؤال كهذا, وإنما قصدت من مداخلتي استثارة أمثالك من الفضلاء. ومع ذلك فإن الوصول لجواب مناسب قد يستغرق زمنا مناسبا لمقدمات في نحو كهذا الذي أريد الاهتمام به والتنبيه عليه. ولعلنا نبدأ بالقاعدة التالية:

[[النفس على الفطرة مبنية, ولكن شياطين الإنس و الجن يعربونها, فإما رفعا على نار المجوس أو نصبا على صليب النصارى أو جرا إلى غضب الله على اليهود]

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 09:16 م]ـ

أخي العزيز / النفس جعلك الله ممن زكّاها فأفلح

المبني لا تؤثر فيه عوامل الإعراب، فما السبيل إلى إفهام هؤلاء الذين يعربون النفس المبنية أنهم يخالفون الفطرة الإنسانية؟

أما سؤالي عن التعلق في نحو النفوس فكنت أريد أن تبين وجه الشبه بين الظروف التي تحتاج إلى التعلق، لأنها أوعية زمانية أو مكانية للأفعال، وبين تعلق القلوب التي هي أيضا أوعية للخير أو الشر، فهلا زدتنا من القواعد في نحو النفوس؟

مع التحية الطيبة والتقدير.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 04:41 ص]ـ

أخي الكريم عزام

دعنا نناقش المسائل مسألة مسألة:

قلت أخي الكريم:

هناك فرق كما تعلم بين جاء من أقصى المدينة رجل وجاء رجل من أقصى المدينة

ففي الأولى تعلق شبه الجملة بالفعل جاء فدل على أن المجيء كان من أقصى المدينة وفي الثانية تعلق برجل للدلالة على صفة الرجل وعلى اشتهار أمر سيدنا موسى فيقول تعالى: جاء من لا يعرفه موسى وأخبره بالمؤامرة، وهذا موجود في درة التنزيل وغرة التأويل.

وأقول:

(من أقصى المدينة) كما ذكرت لك في آية القصص يمكن أن تتعلق بالفعل جاء، ويمكن أن تتعلق بصفة محذوفة لرجل، ويمكن أن تتعلق بالفعل يسعى، هذا من الناحية النحوية، فإن كان التعلق بالفعل جاء، أو بالفعل يسعى كان المعنى، أن بداية المجيء أو بداية السعي كان من أقصى المدينة، فقد يكون الرجل من سكان أقصى المدينة أو من غيرهم ولكن ابتداء مجيئه أو سعيه كان من أقصى المدينة، وليس هذا هو المراد والله أعلم، وإنما المراد أن هذا الرجل كان من سكان أقصى المدينة، لأن أقصى المدينة كما يفهم من السياق كان محل إقامة فرعون وملأه، فـ (أقصى المدينة) صفة للرجل، وهو مؤمن آل فرعون والله أعلم.

ومثل ذلك آية يس، ليس المراد ذكر جهة المجيء مجردة من دلالة أخرى، ولكن أقصى المدينة ذكرت للدلالة على أن الرجل كان من الملأ الحاكم في تلك القرية، أعلن إيمانه ودعا قومه للإيمان، فأقصى المدينة أيضا صفة للرجل ولكنها قدمت عليه، فصارت حالا له، كما تقول: جاء رجل مسرع، فتأتي بالصفة بعد الموصوف، فإذا قدمت الصفة للعناية بها على الموصوف نصبتها على الحال فقلت: جاء مسرعا رجل.

وسبب العناية بأقصى المدينة في آية يس والله أعلم، أن المرسلين كانوا ينتظرون جوابا من الحكام من أقصى المدينة، فكأن أعينهم كانت تنظر إلى تلك الجهة لمعرفة مدى استجابة أولي الأمر، فلما كانوا متطلعين إلى أقصى المدينة جاء ذكرها أولا، أما آية القصص، فلم يكن موسى يتوقع أن يأتي أحد من أقصى المدينة ليخبره أن الملأ يأتمرون به ليقتلوه، وإنما جاء الرجل متطوعا من غير أن يكون بينه وبين موسى اتفاق بأن يعلمه بما يجري في قصور أقصى المدينة، ولذلك قدم الرجل على أقصى المدينة. والله أعلم.

مع التحية الطيبة.

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 12:11 م]ـ

شكرا لك أخي الأغر

استفدت منك كثيرا

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 07:34 م]ـ

الأستاذ عزام لاتزال بين الحين والآخر تتحف رواد الفصيح بدرر فريدة انتظمت على صدر الفصيح عقدا نفيسا يجتذب الأنظار ويسترق الأبصار فتطيل الوقوف به متأملة إبداع نسجه وجميل صناعته. فلله أنت ولتبق على العهد أيها الأخ الفاضل.

الأستاذ المفضال الأغر، أسأل الله ألا يحرمنا من إشراقاتك الباهرة ومطارحاتك المؤصلة وإن كنت حين أطالعها أشعر بضآلة حجمي وقلة حيلتي فكثير مما تطرحه يتسامى عن حدود معرفتي وفلك بصيرتي ولكني أستفيد منع علم الله أعظم الفائدة فلتتعهدنا دائما بزياراتك المنتظمة ومداخلاتك المثرية.

وقد زاد ألق هذه الصفحة بمداخلات الأستاذ النفس المعجبة حتى الاندهاش فأهلا به بيننا وسهلا.

وكما قال أستاذنا العمدة فقد استفدنا كثيرا من كل المداخلين هنا.

(وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) (القصص:20) (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (يّس:20)

أستاذي الدكتور الأغر اسمح لي بسؤال ولد من رحم مداخلتك الثرية:

أجزت ـ يا رعاك الله ـ أن يتعلق الجار والمجرور (من أقصى .. ) في آية (يس) بصفة لرجل وهو متأخر عن الجار والمجرور وحينئذ لا يصح إعرابه صفة بل يعرب حالا فالتابع لا يتقدم متبوعه؛ فهل يصح أن يتعلق الجار والمجرور في آية (القصص) بالفعل جاء أم تراه غير جائز؟

(لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) ما رأيته أستاذي العزيز هنا هو ما اختاره الجمهور وأجاز بعضهم تعليق الجار ومجروره المتقدم بالوصف المتأخر توسعا إذ يجيز النحاة التوسع في الظرف والجار والمجرور أكثر من غيرهما فلا أرى تخطئة من يعلق لك بناصحين.

بيد أنني أرى ـ وهو رأي شخصيّ ـ أن اللام في هذه الآية ليست حرفا أصليا حتى تحتاج إلى متعلق مع مجرورها بل هي ـ في نظري ـ حرف زائد للتقوية والعامل المقوّى بها هنا هو الوصف (الناصحين) وقوته من وجهين:

أولهما: كونه فرعا في العمل فالعمل أصلا للفعل وليس للوصف.

ثانيهما: تقدم معموله عليه وهو الضمير فأصل الكاف مفعول به للوصف ولما تقدمت وكان العامل موسوما بالسمتين الآنفتي الذكر احتيج إلى اللام مللتقوية ليس غير وحرف التقوية حرف زائد والزائد من حروف الجر لا يجتاج مع مجروره إلى متعلق. والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير