تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوم يرون تقدمة الشعر لليمن في الجاهلية بامرئ القيس، وفي الإسلام بحسان ابن ثابت، وفي المولدين بالحسن بن هانئ وأصحابه، وأشعر أهل المدر بإجماع من الناس والاتفاق حسان بن ثابت.

وقال أبو عمرو بن العلاء: ختم الشعر بذي الرمة، والرجز برؤبة العجاج.

وزعم يونس: أن العجاج أشعر أهل الرجز والقصيد، وقال: إنما هو كلام؛ وأجودهم كلاما أشعرهم، والعجاج ليس في شعره شيء يستطيع أحد أن يقول: لو كان مكانه غيره لكان أجود، وذكر أنه صنع أرجوزته:

قد جبر الدين الإله فجبر

في نحو من مائتي بيت، وهي موقوفة مقيدة، ولو أطلقت قوافيها وساعد فيها الوزن لكانت منصوبة كلها.

وقال أبو عبيدة: إنما كان الشاعر يقول من الرجز البيتين والثلاثة ونحو ذلك إذا حارب، أو شاتم، أو فاخر؛ حتى كان العجاج أول من أطاله وقصده، وشبب فيه، وذكر الديار واستوقف الركاب عليها، واستوصف ما فيها، وبكى على الشباب، ووصف الراحلة، كما فعلت الشعراء بالقصيد، فكان في الرجاز كامرئ القيس في الشعراء.

وقال غيره: أول من طول شعر الرجز الأغلب العجلي، وهو قديم، وزعم الجمحي وغيره أنه أول من رجز.

وقال ابن رشيق في العمدة: ولا أظن ذلك صحيحا؛ لأنه إنما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نجد الرجز أقدم من ذلك.

وكان أبو عبيدة يقول: افتتح الشعر بامرئ القيس وختم بابن هرمة. وقالت طائفة: الشعراء ثلاثة: جاهلي، وإسلامي، ومولد، فالجاهلي امرؤ القيس، والإسلامي ذو الرمة، والمولد ابن المعتز، وهذا قول من يفضل البديع وخاصة التشبيه على جميع فنون الشعر، وطائفة أخرى تقول: بل الثلاثة: الأعشى، والأخطل، وأبو نواس، وهذا مذهب أصحاب الخمر وما ناسبها، ومن يقول بالتصرف وقلة التكلف، وقال قوم: بل ثلاثة: مهلهل، وابن أبي ربيعة، وعباس بن الأحنف، وهذا قول من يؤثر الأنفة، وسهولة الكلام، والقدرة على الصنعة والتجويد في فن واحد، وليس في المولدين أشهر اسما من الحسن، ثم حبيب، والبحتري، ويقال: إنهما أخملا في زمانهما خمسمائة شاعر كلهم مجيد، ثم تبعهما في الاشتهار ابن الرومي، وابن المعتز، وطار اسم المعتز حتى صار كالحسن في المولدين وامرئ القيس في القدماء، ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا، هذا كله كلام ابن رشيق.

ـ[أنوار]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 05:23 م]ـ

زاوية ماتعة .. جزاكم الله خيرا ..

لي عودة .. بحول من الله

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 10:36 م]ـ

قال سويد بن كُراع:

أبيت بأبواب القوافي كأنما=أصادي بها سربا من الوحش نُزّعا

أكالئها حتى أعرس بعدما=يكون سُحَيرا أو بُعيد فأهجعا

عواصي إلا ما جعلت وراءها=عصا مزبد تغشى نحورا وأذرعا

أهبت بغر الآبدات فراجعت=طريقا أملّته القصائد مهيعا

بعيدة شأو لا يكاد يردها=لها طالب حتى يكل ويظلعا

إذا خفت أن تروى عليّ رددتها=وراء التراقي خشية أن تطلّعا

وجشمني خوف ابن عفان ردّها=فثقفها حولا جريدا ومربعا

وقد كان في نفسي عليها زيادة=فلم أر إلا أن أطيع وأسمعا

ومن اتخذ هذا سياسة له أوشك أن يخرج قصيدة تستحق أن تروى.

ـ[الباز]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 11:02 م]ـ

شكرا لكم جميعا ..

وأسوة بأخي الأستاذ عامر مشيش أورد قول عدي بن الرقاع:

وقَصيدَةٍ قَد بِتُّ أَجمَعُ بَينَها=حَتّى أُقَوِّمَ مَيلَها وَسِنادَها

نَظَرَ المُثَقِّفِ في كُعوبِ قَناتِهِ=حَتّى يُقيمَ ثِقافُهُ مُنآدَها


وقال الجاحظ:
أجودُ الشعر ما رأيتَه متلاحمَ الأجزاء، سهلَ المخارج،
فتعلم بذلك أنه أفرغ إفراغاً واحداً، وسبك سبكاً واحداً؛
فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان

ـ[أنوار]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 01:35 ص]ـ
لا يخفى على أحد منكم قصة عبد الملك بن مروان وسؤاله بنيه وآل بيته أن يقول كل منهم أحسن ما سمع من الشعر .. فذكروا لإمرىء القيس والأعشى وطرفة .. ثم قال: أشعرهم والله الذي يقول:

وذي رحمٍ قلَّمتُ أظفار ضغنه. . . . . بحلمي عنه وهو ليس له حلم.

كان عبد الملك بن مروان ذا حس نقدي عالٍ .. ولكن: هل كان يفضل شعر معن بن أوس وأشار بهذه القصيدة .. أم أن هذه القصيدة هي أفضل الشعر ..

من وجهة نظري البسيطة ..
أرى أن هذه القصيدة يتقدمها الكثير من الشعر .. ثم ما الذي دعاه لتفضيلها .. في حين أنها لم تحوِ صوراً بليغة .. بل تطفو معانيها على السطح، وتشبيهاتها بسيطة جداً .. فضلاً عن المطلع وما به من ثقل .. ؟؟

ـ[الباز]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 10:00 م]ـ
الأخت الكريمة أنوار:

يقول الآمدي في الموازنة بين أبي تمام و البحتري:

فإن كنت - أدام الله سلامتك - ممن يفضل سهل الكلام وقريبه، ويؤثر صحة السبك وحسن العبارة وحلو اللفظ وكثرة الماء والرونق فالبحتري أشعر عندك ضروةً.
وإن كنت تميل إلى الصنعة، والمعاني الغامضة التي تستخرج بالغوص والفكرة، ولا تلوي على غير ذلك فأبو تمام عندك أشعر لا محالة.
فأما أنا فلست أفصح بتفضيل أحدهما على الآخر، ولكني أوازن بين قصيدتين من
شعرهما إذا اتفقتا في الوزن والقافية وإعراب القافية، وبين معنى ومعنى، فأقول: أيهما أشعر في تلك القصيدة وفي ذلك المعنى ..
ثم أحكم أنت حينئذ على جملة ما لكل واحد منهما إذا أحطت علماً بالجيد والردئ.

فمن بين مقاييس جودة الشعر الهامة في النقد العربي:
1 - موافقته حال المتلقي.
2 - حثه على مكارم الأخلاق والفضائل و احتواؤه على ما يشبه الحكم و الأمثال.
3 - وضوحه و مسابقة معناه للفظه.
4 - الطبع و انعدام التكلف

-في رأيي- هذه المقاييس مجتمعة حدت بعبد الملك بن مروان لتفضيل
شعر ابن أوس على غيره ..
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير