ـ[السراج]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 06:29 ص]ـ
السابعة:
(موناليزا – للشاعر السوداني – محمد المهدي المجذوب) عدد 469
- مقاطع –
( ... والمجذوب واحد من هؤلاء الذي أغوتهم لوحة " الموناليزا " وأمدتهم ببعض سحرها وغموضها. فعكف – في قصيدته – على تحري هذه الصورة النورانية التي لا تلوح إلا لعشاق الحب الروحي الأسمى، عشاق الوجد الصوفي والحب الإلهي .. )
هي أمن وكم أتوقُ إلى أمن وضعفٌ يثيرني واقتدارُ
هي كالبحر ليس يؤمن منها، جانب فيه عاصف وقفارُ
وجبالٌ من حيث لا يدرك الظن تهاوى وما حواها قرارُ
حبها مقمر فليس يضل الليل فيه ولا يغيبُ النهارُ
هي كأس في ظلها ضحك الأنوار خدرٌ يذوب فيه السرارُ
ملء عيني فكيف أعجز أشواقي لون يشفّ عنه الأزارُ
إن حبي أسره فهمي سر، وحنين بلا مهاد وظنُّ
زهرة في جنوبها العسل الخفاق روض بقطرة مستكنُّ
حبها الروحُ ملء روحي على قربي منها وقربها كم تضنُّ
أنت حبي فما ينالك شعر، نال مني ولا ينالك فنُّ
نفس عب فيه من دمي المحرور نفح أشمّه وأجنُّ
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 06:17 م]ـ
الثامنة:
(شاهد قبر) عدد 350
من استطلاع عن مالطة كتبه صلاح حزين
من المضحك المبكي أن تكون شواهد القبور، وبعض الجثث التي وجدت في مقابر المسلمين قرب الرباط و" مدينة " هي أكثر الشواهد دلالة على وجود العرب في مالطة ...
... ومن أشهر شواهد القبور التي عثر عليها والتي لا تزيد على الثلاثين في أحسن الأحوال الشاهد الذي عرف باسم ميمونة، وهو عبارة عن لوح من الرخام، كتب عليه بالخط الكوفي الجميل.
" بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على النبي محمد، وعلى آله وسلم تسليما، لله العزة، والبقاء، وعلى خلقه كتب الفناء. ولكم في رسول الله أسوة حسنة. هذا قبر ميمونة بنت حسان بن علي الهذلي، عرف بابن السوسي، توفيت رحمة الله عليها يوم الخميس السادس عشر من شعبان الكائن من سنة تسع وستين وخمسمائة، وهي تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له " ثم كتبت هذه الأبيات من الشعر:
انظُرْ بعينك هل في الأرض من باقي=أو دافعٍ للموت من راقي؟
الموت أخرجني قسراً فيا أسفي=لم ينجني منه أبوابي وأغلاقي
وصرتُ رَهْنا بما قدمت من عملي=مُحصى عليّ وما خلّفتهُ باقي
يامن رأى القبر إني قد بَلِيْتُ به=والتربُ غيّر أجفاني وآماقي
في مضجعي ومقامي في البلى عبر=وفي نشوري إذا ما جئت خلاقي
أخي فَجد وَتُبْ "
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 07:51 ص]ـ
التاسعة:
(البادهنج، أشار إليه الأدب العربي) عدد 351
لا شك أن القارئ عندما يقع نظره على لفظ " البادهنج " سيتساءل: كاهو البادهنج؟ وماذا يعني؟ هل هو اسم لنوع من العطور؟ أم هو اسم صنف من الزهر يماثل البنفسج مثلا؟ أم أن له صلة بحجر البادر زهر أو الدهنج. لن أطيل في تقريب معنى البادهنج إلى الأذهان، لكن أقول إنه ليس هذا وليس ذاك أيضا، ولا يمت إلى ما ذكرناه بصلة.
فالبادهنج جهاز علمي للتهوية، مصمم ببراعة مدهشة، على أدق الأسس الفنية، ابتكره العرب في العصر العباسي لتكييف أجواء الدور والقصور، بيد أن كل من تناول هذا الجانب الحضاري " تكييف الأجواء عند العرب وتهويتها " لم يشر إلى هذا الجاز التقني الطريف متقن الصنعة ..
... وجاء ذكره في " ألف ليلة وليلة "، ففي تضاعيف إحدى الحكايات ورد القول التالي: " وفيه بادهنج إلى جانب المطبخ ".
وسماه أبو الحسن عبدالكريم الأنصاري " راووق النسيم " يقول:
ونفحة بادهنج أسكرتنا=وَجَدتُ بروحها برد النعيم
أتتنا من أنيق الشكل سمحٍ=تراه مثل راووق النديم
صفا وجرا الهوا فيه رقيقاً=فسميناه راووق النسيم
وكان القاضي الفاضل وزير صلاح الدين الأيوبي أكثر الناس ولوعا بالبادهنج، وله فيه أشعار وأقوال. وأقدم من ذكره من الشعراء مهيار الديلمي (ت 428 هـ)، يقول في قصيدة يصف فبها هواء بيت مجلوب من بادهنج قد شيد على سطحه مفتوح الجناحين لمهب الجنوب والشمال:
وأهدى الهواء له ناشر=جناحين لو حملاه لطارا
تنصت للريح مستفهما=بأذنين لا يحملان السرارا
إذا عبرت مطلقات الربا=ح ليسكنه ظلْن فيه أسارى
فتلفظ منها السموم الشرار=ويلفي إلينا النسيم الحبارا
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 11:21 ص]ـ
العاشرة:
(الشاعر) عدد 410
... كما تميز البحتري – يبن شعراء عصره – بحاسة صوتية نادرة، جعلته قادراً على استخدام المؤازر لموضوعه الشعري في موكب بديع من الأصوات والأنغام.
وهذه القصيدة التي قالها في مدح الخليفة العباسي " المتوكل " الذي جمعته به علاقة حميمة ومودة قوية دليل على قوة شاعريته وعذوبة لغته ويسر تناوله وروعة تصويره، وهي الصفات التي استحق بها أن يصفه المتنبي – عن جدارة واستحقاق – بأنه الشاعر.
يقول البحتري:
عذيري فيك من لاح إذا ما=شكوت الحب حرّقَني ملاما
فلا وأبيكِ، ما ضيعتُ حِلما=ولا قارفتُ في حُبيك ذاما
ألام على هواك، وليس عدلا=إذا أحببتُ مثلك أن أُلاما
لقد حرّمتِ من وصلي حلالا=وقد حلّلتِ من هجري حَراما
أعيدي فيّ نظرة مُستَثِيبٍ=توخى الأجر أو كره الأثاما
ترى كبدا محرّقةً، وعيناً=مؤرقةً، وقلباً مستهاما
تناءت دار علوةَ بعد قربٍ=فهل ركبٌ يُبلّغها السلاما
وجدد طيفها لوما وعتبا=فما يعتادنا إلا لماما ...
أمينَ الله دُمت لنا سليما=ومُلِّيت السلامةَ والدواما
أرى " المتوكلية " قد تعالت=محاسنها، وأكملت التماما
قصور كالكواكب لامعات=يكدن يُضئن للساري الظلاما
وبر مثل برد الوشي فيه=جنى الحوذان يُنشر والخزامى
إذا برق الربيعُ له كسته=غوادي المزنِ والريح الرخامى
غرائب من فنون النبت فيها=جنى الزهر الفرادى والتؤاما
تُضاحكها الضحى طورا وطورا=عليها الغيث ينسجم انسجاما
ولو لم يستهلّ بها غمامٌ=بريِّقه لكنت لها غماما
¥