ـ[السراج]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 07:31 ص]ـ
الحادية عشرة:
(الذخائر والتحف) عدد 351
.... ومن قبيل ذلك الإنفاق المبالغ فيه في الولائم، ما ذكر من أن عبدالله المأمون لما أراد أن يزوج ابنته أم الفضل بأبي جعفر محمد بن علي الرضا أولم وليمة عظيمة جاء عنها في الرواية على لسان الريان ابن خال المعتصم:
(وإني لكذلك إذ سمعت كلاما كأنه من كلام الملاحين في مجاوباتهم، فإذا بالخدم يجرون سفينة من فضة فيها قلوس من ابريسم مملوة غالية، فخضبوا لحى أهل الخاصة بها، ثم مدوا الزورق إلى أهل العامة فطيبوهم).
والقصة التي يرويها الكاتب تشير إلى قدر الإسراف والمبالغة في الإنفاق حين يرسل صاحب الوليمة لضيوفه سفينة " مصنوعة " من فضة يجرها الخدم بحبال القلوس مصنوعة من ابريسم (وهو نوع من الحرير) وقد ملئت بنوع مميز من طيب مركب يسمى غالية يكفي لتطييب لحى الخاصة والعامة جميعا .. !
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 08:49 ص]ـ
تطواف جميل منك أخي السراج على حدائق الأدب، لتقطف لنا أطيب الثمرات، جزاك ربي خيراً.
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 12:09 م]ـ
شكراً لمرورك أخي الغنّام ..
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 12:55 م]ـ
الثانية عشرة:
(عمر أبو ريشة) عدد 551
... ويحفل شعره بصور رائعة منها قوله:
لا تُطفئ المصباح إن الكرى=لم يتكئ بعدُ على مقلتيّ
وقوله:
رب طيفٍ عاتبٍ نعرفه=جال في أحداقنا مستفهما
وإذا القبلة نادتنا حبا=بين شقي شفتينا وارتمى
ومع أن له شعرا غزليا رقيقا حمل الكثير من الخصائص الرومانسية كتبه على مدار حياته الشعرية، إلا أن شعره الوطني هو الذي ذاع وانتشر أكثر من سواه:
كم نَبَتْ أسيافنا في ملعبٍ=وكَبَتْ أفراسنا في ملعبِ
من نضال عاثر مصطخبٍ=لنضال عاثر مصطخبِ
شرف الوثبة أن ترضى العلى=غلب الواثب أم لم يغلبِولعل أشهر ما يحفظه له الجمهور من شعر قصيدته التي كتبها عقب مؤتمر القمة الذي انعقد في المغرب ومنها ما قاله:
إن خوطبوا كذبوا أو طولبوا غضبوا=أو حوربوا هربوا أو صوحبوا غدروا
خافوا على العار أن يُمحى فكان لهم=على الرباط لدعم العار مؤتمرُ
وكانت له آراء طريفة في عدد من شعراء زمانه. فقد ذكر مرة أن الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري شاعر مدح من الطراز الرفيع، وأن بدوي الجبل وقع في المدح الذي وقع فيه الجواهري في حين أنه هو لم يمدح أبدا، وأن الواقع يقول إنه " لم ينجُ دائما من شراك هذا الباب، إذ ولجه مرات عدة منها هذه الأبيات في مدح الملك عبدالله بن الحسين ملك شرق الأردن:
سيد العرب ما جفاني خيالٌ=أن أطلعتني على ابكارِهْ
خانني الحظ مرتين فبم أحمل=إلى سيدي ظلال فخارِهْ
إن عقدا نظمتُهُ في سجاياك=ترفّ العلياء في تذكارِهْ
لك مني ما تنتقي، ولجيد النجم=ما تستحق من أحجارِهْ
ـ[السراج]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 06:32 م]ـ
الثالثة عشرة:
(بدر شاكر السياب وليلى) عدد 551
كان السياب في حالة حب دائمة حتى وهو على حافة الموت! يؤكد هذه الحقيقة صديقه الشاعر الكويتي علي السبتي بقوله: " لقد حدثني مرة عن واحدة من علاقاته النسائية، عن ممرضة لبنانية اسمها " ليلى " تعرّف عليها بدر عندما رقد ذات مرة في مستشفى بيروت، وكانت ليلى هي الممرضة المسئولة عن علاجه، لقد كانت تعطف عليه، وهو يفسر من جانبه هذا العطف بأنه حب! لقد أخبرت بدرا وهو راقد في المستشفى الأميري (الكويت) بأنني ذاهب إلى بيروت لفترة قصيرة فطلب مني أن أمر على المستشفى اللبناني وأن أسلم لع على ليلى الممرضة التي يحبها وتحبه! وفي بيروت ومن أجل معالجة السياب نفسيا (الذي كان على حافة الموت) أدار السبتي حوارا مع ليلى ...
وفي اليوم التالي، تسلم الشاعر علي السبتي رسالة من الممرضة ليلى إلى " محبوبها " السياب، ثم غادر بيروت متوجها إلى الكويت، حيث كان بدر شاكر السياب راقد في المستشفى الأميري.
ويضيف الشاعر السبتي: " في لحظة اللقاء الأولى معه سألني بدر: هل قابلت ليلى؟ ما أخبارها؟ ضحكتُ، ثم قلت له وأنا أمد له رأسي، هذه قبلتي أولا لك بمناسبة عودتي من لبنان، وهذه قبلة ثانية، طلبت مني ليلى أن أطبعها على جبينك، فرح بدر كثيرا بهذا الكلام، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامات عريضة غطت على وجهه، وطلب مني ورقة، كتب على الفور قصيدة عمودية مطولة عنوانها " ليلى " وهي من أجمل قصائده الغزلية ومنها هذه الأبيات:
قرّبْ بعينيك منّي دون إغضاء=وخلّني أتملّى طيف أهوائي
أْبْصَرتها؟ كانت الدنيا تفجّر في=عينيك دنيا شموس ذات آلاءِ
أبْصَرت ليلى فلبنان الشموخُ على=عينيك يضحك أزهارا لأضواءِ
إني سألثمها في بؤبؤيك كمن=يُقبّلُ القمر الفضي في الماءِ
ليلى هواي الذي راح الزمان به=وكاد يفلتُ من كفيّ بالداءِ
حنانها كحنان الأم دثّرني=فأذهب الداء عن قلبي وأعضائي
¥