ـ[السراج]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 10:44 ص]ـ
(وضممتُ) في بداية البيت الأخير في المقطوعة السابقة. للتنويه.
الثامنة عشرة:
(بدوي الجبل) عدد566
... لكن الجوهر الحقيقي للفكر والإبداع يبقى الضمانة والفيصل الأخير، الأمر الذي كان لدى شاعرنا بدوي الجبل يمثل يقينا لا شك فيه، وبالتالي عزاء أقنع نفسه به، وقد عبّر عنه بشعر أجمل تعبير في كل المحطات وكل الأغراض والحالات التي جسدها شعره، ولا أقول المناسبات،لأن الشعر عند بدوي الجبل كان هواء وماء وكان دواء، كان بوحا وكان شجىً ونشوة حزن وفرح، ولادة واكتشافا، ويكفي أن نتوقف عند حوارية الشعر وتتويج الشاعر وتمجيد جماليات الكون الشعري في قصيدة البدوي التي حملت عنوان " تتويج ملك العراق فيصل الثاني " فيبدأ بدوي الجبل قصيدة المناسبة هذه بحديث الشعر قائلا:
شادٍ على الأيك غنّانا فأشجانا=تبارك الشعر أطيابا وألحانا
ترنّح البان واخضلّت شمائله=فهل سقى الشعر من صهبائه البانا؟
هل كنتُ أملكُ لولا عطر نعمته=قلبا على الوهج القدسي نديانا؟
أيطمع الشعر بالإحسان يغمره؟ =والشعر يغمر دنيا الله إحسانا
لو شاء نمنم هذا النجم قافية=ونغّم الفجر أحلاما وأوزانا
لو شاء عطّر هذا الليل غالية=ونضّر الرمل أشواقا وريحانا
لو شاء أنزل بدر التّمّ فاحتفلتْ=به الندامى سراجا في زوايانا
ولو سقى الشمس من أحزانه نديت=على هجير الضحى حبا وتحنانا
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 02:21 م]ـ
العربي مجلة عظيمة بحق
تابعت أعدادها إلى أن انتقلت إلى الدوحة فانقطعت عنها
وإني بشوق لمعاودة العناق مع هذه الجميلة:)
ـ[السراج]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 03:16 م]ـ
شاكرٌ مرورك أيها البحر ..
تستحق (العربي) المتابعة والقراءة ..
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 09:52 م]ـ
(مزدة الليبية) عدد534
... وقد وردت إلينا قصيدتان من ليبيا بهذه المناسبة الأولى من الشاعر الأستاذ محمد أبوكم نقتطف منها هذه الأبيات:
سلام من محبيك=وكل قاطن مزده
ومن للأ وأم السدر=والقصبات ممتدة
وفي صحرائها الحمراء=يمرح وحشها وحده
فكم باتت مُسَهّدة ترى=الأحلام في السّهده
وكم قاست من الغازين=والباغين والرّدة
فهذا بعضُ ماضيها=وحاضرها كما الوردة
والقصيدة الثانية للشاعر علي محمد الفقيه يقول في بعض أبياتها:
صباح الخير من مزده=يسير إلى ثرى كنده
هنا من مزدة العشاق=أرض الحب والوردة
رياضاً نبتها شعر=تصوغ لأهلها عقده
وهذا الحب نرسله=نقيا عاطرا وحده
كنسمات الصبا يسري=يحيي روحكم ورده
كعصفور يغنيكم=طليقٍ لم يطق قيده
يجيء الشعر من قلبي=وهذا بعض ما عنده
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 11:50 ص]ـ
(نجاة السلطان العثماني) عدد 509
... من هنا لم يعرف الشعر العربي، لا عند القدماء ولا عند الإحيائيين الصورة الانسانية الواقعية للحاكم بقدر ما عرف الصورة النمطية العامة التي ينبغي أن تجمع بين خيوطها الزائفة الأربة التي أحصاها قدامة بن جعفر – في كتابه " نقد الشعر " – وهي العقل والشجاعة والعدل والعفة. وليس أدل على ذلك ما كتبه شوقي عن نجاة السلطان العثماني من قذيفة أطلقت عليه سنة 1950 م:
بأي فؤاد تلتقي الهول ثابتا=وما لقلوب العالمين ثبات؟
إذا زلزلت من حولك الأرض رادها=وقارك حتى تسكن الجنبات
وإن خرجت نار فكانت جهنما=تغذي بأجساد الورى وتقات
وترتج منها لجة ومدينة=وتصلى نواح حرها وجهات
تمشيت في برد الخليل فخضتها=سلاما وبردا حولك الغمرات
وسرت وملء الأرض حولك أدرع=ودرعك قلب خاشع وصلاة
ضحوكا وأصناف المنايا عوابس=وقورا وأنواع الحتوف ضغاة
يحوطك أن خان الحماة انتباههم=ملائك من عند الإله حماة
تشير بوجه أحمدي منو=عيون البرايا فيه منحسرات
يحيي الرعايا والقضاء مهلل=يحييه والأقدار معتذرات
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 08:47 م]ـ
(عبدالله الطيب) عدد 552
حديث الاغتراب بما يصاحبه من لوعة وحنين هو المسيطر على الشاعر في رحلاته وتنقلاته من جنوب الوادي – في السودان – إلى شماله في مصر، مروراً بأسوان وصخر أسوان، وتأملاً من نافذة قطار الصعيد، وهو اغتراب وحنين وذكرى أفسح له عبدالله الطيب مساحة واسعة من خلجات وجدانه وإبداع ريشته القادرة على التصوير في قصيدته " غربة وذكرى " إحدى قصائد ديوانه " أصداء النيل " الذي أظهرت طبعته الأولى عام 1957:
طال اغتراب الوحيد عن وطنه=وحنّ هذه الدّجى إلى سكنهْ
وادّكر الأقربين فانهملَ الدمعُ=كسحّاح وابلٍ هَتِنه
لا خير في البعد لا ينال به الـ=مرءُ سوى ما يزيد في حَزَنِهْ
والدهر كرّارةٌ نوائبهُ=لا تؤمن الغائلاتُ من محنِه
منّاك وعداً حتى اغتررتَ بهِ=فقد غرِمْتَ العزيز في ثمنِه
شوقاً إلى النيل ذي البشاشة كمْ=سعدتُ في ريفه وفي مُدنه
وكم تحسّيتُ من سلافته=مُكرّمَ العِرضِ غيرَ مُهمتَهنِه
لولا المقادير كان أحرزني=ما لا ينال العُداة من أمَنِه
ولم أقض الأيام مُدجنةً=في بلد قد سئمتُ من دَجَنِه
¥