تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 - 06 - 2009, 10:29 م]ـ

بعد هذه القراءات المتأنية التي أبدع فيها الأستاذ جلمود، وجدتُنِي أتساءل:

فهذه القصيدة التي صدرت عن وعْي وصِدْق وتجريب للحياة كان المظنون أن يكون قائلها طاعِنا في السن حين قالها، ولكن الشاعر كان يومها دون الثلاثين؛ فكأنه استشرف ما سيكون عليه حال الأقوياء بعد زوال قوتهم: يتساوى في ذلك الإنسان والحيوان والطير والنبات والدول والشعوب حتى الجماد إذا سُلِب التماسك بين أجزائه فالمآل واحد لكل هؤلاء: ضعفٌ وخَوَرٌ يُطْمِع الضعفاء ويُغْري السفهاء أن يستهينوا بالغني الذي افتقر والقوي الذي ضعف والعزيز الذي ذل.

ومن العجيب الذي رأيته ولمسته في حياة هذا الرجل أنه في كِبَرهِ وضعْفِهِ في شيخوخته يتمثل بقوله:

لِعَيْنَيْك يا شيخَ الطيورِ مَهابَةٌ ... يَفِرُّ بُغاثُ الطيرِ عنها ويُهْزَمُ

وما عجزت عنك الغداة وإنّما ... لكلِّ شبابٍ هَيْبَةٌ حين يَهْرَمُ

ويقول: مهابة العِلم يُهزَمُ أمامها الجهل، فهي في شباب أبدا،

و شباب العزيمة لا يَهْرَمُ أبدا إلا إذا تسلط عليه الهوى والانغماس في الرذيلة.

وتأملوا قوله:

(وقد صاح القطا وهْو أبْكمُ)

أليس ذلك مما نعاينه كل يوم أن ينطق السفيهُ بكل قُبْح إذا لم يجد مَن يردعه عن سفاهته ويرده إلى الصواب الذي عليه الراشدون والعقلاء من الناس، وهو معنى مأخوذ مِن الحديث: (وينطق فيها الرويبضة)،

ومن قول الأفوه الأودي:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم * * * ولا سراة إذا جُهَّالهم سادوا

رحم اللهُ العقادَ،

وبارك فيك يا أخي جلمود.

ـ[جلمود]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 05:22 م]ـ

بعد هذه القراءات المتأنية التي أبدع فيها الأستاذ جلمود، وجدتُنِي أتساءل:

فهذه القصيدة التي صدرت عن وعْي وصِدْق وتجريب للحياة كان المظنون أن يكون قائلها طاعِنا في السن حين قالها، ولكن الشاعر كان يومها دون الثلاثين؛ فكأنه استشرف ما سيكون عليه حال الأقوياء بعد زوال قوتهم: يتساوى في ذلك الإنسان والحيوان والطير والنبات والدول والشعوب حتى الجماد إذا سُلِب التماسك بين أجزائه فالمآل واحد لكل هؤلاء: ضعفٌ وخَوَرٌ يُطْمِع الضعفاء ويُغْري السفهاء أن يستهينوا بالغني الذي افتقر والقوي الذي ضعف والعزيز الذي ذل.

ومن العجيب الذي رأيته ولمسته في حياة هذا الرجل أنه في كِبَرهِ وضعْفِهِ في شيخوخته يتمثل بقوله:

لِعَيْنَيْك يا شيخَ الطيورِ مَهابَةٌ ... يَفِرُّ بُغاثُ الطيرِ عنها ويُهْزَمُ

وما عجزت عنك الغداة وإنّما ... لكلِّ شبابٍ هَيْبَةٌ حين يَهْرَمُ

ويقول: مهابة العِلم يُهزَمُ أمامها الجهل، فهي في شباب أبدا،

و شباب العزيمة لا يَهْرَمُ أبدا إلا إذا تسلط عليه الهوى والانغماس في الرذيلة.

وتأملوا قوله:

(وقد صاح القطا وهْو أبْكمُ)

أليس ذلك مما نعاينه كل يوم أن ينطق السفيهُ بكل قُبْح إذا لم يجد مَن يردعه عن سفاهته ويرده إلى الصواب الذي عليه الراشدون والعقلاء من الناس، وهو معنى مأخوذ مِن الحديث: (وينطق فيها الرويبضة)،

ومن قول الأفوه الأودي:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم * * * ولا سراة إذا جُهَّالهم سادوا

رحم اللهُ العقادَ،

وبارك فيك يا أخي جلمود.

بارك الله فيكم، شيخنا الفاضل منصور مهران،

فحرف من عندكم يزيد على مثقال صفحة من كلمي،

فإطلالة بهية زادت القراءة غنى تتيه به وتفخر،

فبارك الله فيكم من قبل ومن بعد!

ـ[جلمود]ــــــــ[23 - 06 - 2009, 06:39 م]ـ

ويُثْقِلُهُ حَمْلُ الجَناحين بعدما=أقَلّاه وهْو الكاسرُ المُتَقَحِّمُ

جاء هذا البيت امتدادا للبيت السابق ومكملا لصورته؛ لذا سأوجز الكلام عنه،

انتهينا في البيت السابق إلى قولنا:

إذن اندفعت الدماء تشق طريقها نحو قلب العقاب، وهنا يصل العقاب إلى مرحلة الغليان، فيقرر أن يلقي بتبعات الفشل في الهم جانبا ويبدأ في الطيران، القوة القلبية شديدة تدفعه دفعا فيبدأ في استجماع قواه ويضم جناحيه اختبارا لها ولقدرتها على الطيران ولكنه يجدها يابسة جافة كالضلوع المتهشمة، ولكنه يمضي، فهل سينجح أو لا؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله في البيت القادم ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير