تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(1) البقرة: 17.

(2) ابن ناقيا، الاجمال في تشبيهات القرآن: 56.

(3) البقرة: 17.

(4) البقرة: 261.

(5) الهلوي، الفوز الكبير في أصول التفسير: 29.


(63)

ومسنونة زرق كأنياب أغوال (*)
وقوله تعالى: (طلعها كأنه رءوس الشيطين) (1) (2).
د ـ والبلاغي حينما ينظر إلى اللفظ يستطيع بشكل وآخر أن يؤول هذا اللفظ بعدة اعتبارات يغوص بعضها في الأعماق ويطفو بعضها على السطح، وزايدة على تمرسه باستخراج الصور البلاغية الأصيلة كالمجاز والتشبيه والاستعارة، فإن فهمه الخاص يقوده إلى استنباط جمال اللفظ بوجوه مختلفة، نجمل بعضها بما يلي:
في ملاءمة الالفاظ لما يجاورها يجد البلاغي دلالة هامشية في مقابلة هذه الألفاظ وألفاظ آخر من نسخها فيستنتج من ذلك جمال تلك الألفاظ، وضرورة استعمالها دون سواها، لتحقيق هذا الغرض الهامشي، ويتمثل هذا بالتخريجات التالية:
آ ـ الآيتان (إن الله لا يستحى أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيرا ويدى به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين (26) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)) (3).
استخرج منها السيوطي عدة مقابلات في الألفاظ، أجملها بأن الله تعالى قد «قابل بين 0 بعوضة فما فوقها)، وبين (فأما الذين آمنوا) و (أما الذين كفروا)، وبين (يضل) و (يهدي)، وبين (ينقضون) و (ميثاقه) وبين (يقطعون) و (أن يوصل)» (4). وما أفاده السيوطي واستخرجه من مقابلة هذه الألفاظ عبارة عن منحنى جانبي يتعلق بالألفاظ، هذا المنحنى الجانبي هو المعبر عنه بالدلالة الهامشية، لأنه بحث موقع لفظ من لفظ.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير