تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(65)

والظل إزاء الحرور، والأحياء قبل الأموات، وإن الله يسمع من يشاء مقابل وما أنت بمسمع من في القبور.

وقد اعتبر ابن الزملكاني الجزء الأخير منه في الإفراط في التنزيل والغاية في التحقير (1).

ثانياً: في استعمال اللفظ للتعريض وفي الكناية خرج البلاغي دلالة هامشية بمثل هذه التخريجات.

آ ـ الكلمة «قرية» في قوله تعالى:

(وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة ... ) (2) وقد استعمل فيها اللحن وهو «التعريض بالشيء من غير تصريح، أو الكناية عنه بغيره» (3). فقد عرض الله بأهل مكة وما يصيبهم من العذاب شأن الأمم السابقة، ولم يصرح بذلك كما هي عادته في هذا المجال، وإنما يشير إلى ذلك لحناً صوراً وبالرمز صور أخر، كما عرض بالمنافقين وذكر أوصافهم في ألفاظ مخصوصة بهم، ولكنه أمسك عن ذكر أسمائهم إبقاء عليهم وتألفا لقلوبهم.

ب ـ وفي استعمال الكلمة «امرأة» بالنسبة لامرأة نوح وامرأة لوط في قوله تعالى:

(ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط ... ) (4) دلالة هامشية حملها الزمخشري على التعريض بقوله:

وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين المذكورتين في أول السورة (عائشة وحفصة) وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (ص) بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده .... وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله، فإن ذلك الفضل لا ينقصهما إلا مع كونهما مخلصتين. وأسرار التنزيل ورموزه في كل باب بالغة من الطف الخفاء حداً يدق عن تفطن العالم ويزل عن تبصره» (5).


(1) ابن الزملكاني، البرهان: 310.
(2) النحل: 112.
(3) قدامة بن جعفر، نقد النثر: 50.
(4) التحريم: 10.
(5) الزمخشري، الكشاف: 4|571.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير