هنا أتوقف لأترك المجال لقراءات أخرى من المدخل اللغوي او غيره. على أنه ينبغي أن أشير الى أن هذه القراءة لا تزعم أنها شملت البعد اللغوي للنص بكامل تمظهراته، بل إنني حاولت في عجالة أن أبرر الجاذبية الفنية لهذا النص و لو في كلمات موجزة، أتمنى أن أجد الوقت للاضافة اليها بما يستحقه نص مترف كهذا النص.
ـ[سامح]ــــــــ[23 - 07 - 2003, 09:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة الفاضلة: أسماء الزهراني
أحيييكِ على لفتاتك الطيبة .. وأطروحاتك القيمة .. التي نحن بأمس الحاجة
إليه .. وأعلم أن خدمة هذا المنتدى الطيب لهو من الخير الذي يؤجر عليه
صاحبه-بإذن الله-.
و " دارين " للشاعر الحسن المكرمي من النصوص القادرة على الحضور بقوة في قراءتها. و يتبدى ذلك الحضور في تفاعل القارئ معها بمنطق الدهشة التي ظهرت في تعابير من علق عليها هنا من القراء في تلقائية التعليق و انفعاليته الجمالية. و هكذا كانت قراءتي الاولى للنص، و زمن الدهشة هو مرحلة ضرورية في تلقي أي نص ادبي، و لا يمكن للتحليل الجمالي ان يخرج للوجود قبل أن يتخمر جيدا في دهشة جمالية، فيكون عمق التحليل بقدر زمن تعتقه في ذلك الانبهار بالنص، و لذلك تجد بعض النصوص يجبرك على العودة اليه في قراءات متتالية كل قراءة هي بنت زمنها الخاص، و تصنع عالمها الخاص.
رائعة هي تلك الكلمات .. فهي تلج إلى النفس لتجبرها
على الوقوف احتراماً لها .. على أن هذه القصيدة لم تصل إلى
مرتبة عالية من الجمال الذي نفتقده في زماننا .. ولكن لازال
الخير موجود .. والباحث عن الجمال لايعدم أن يجده.
قدمتِ قراءة سريعة للقصيدة .. ولكنها تنم عن استيعاب لجماليات
النص .. وكنت أتمنى لو أسبهت في تبيين القيمة الجمالية لتوظيف
العنصر اللغوي.
دعيني أأذن لقلمي المتواضع بالتطفل على القصيدة .. محاولة لقراءتها
كما أثرت فيّ ..
لعلني أركز على المطلع الذي يبدو مفتاح القصيدة .. التي به يلج القارئ
إليها ..
بالله .. بالمصطفى الهادي .. وبالدين
مطلع يشدك .. يجذبك بقوة .. يجعلك تتساءل مالذي يريد الوصول إليه
ماذا سيقول عن الإله
والرسول والدين
فتأتي:
آمنت حقاً .. وبالآيات تهديني
فتطمئن النفس وترتاح إلى غرض الأديب .. وماذا لديه
ثم يوثق هذا الاطمئنان في النفس بتوثيق إيمانه بالله ورسوله ودينه
فيقول:
بالشرعِ بالملة الغرا .. بما سطعتْ
به شموسُ الهدى من نورِ تبيينِ
لكنني .. حرف استدارك وتوكيد
فتنشده النفس إليه وتتساءل
ماذا ياتراه استدرك؟؟!!
لكنني رغم إيماني يحفزني
شعري .. ويدفعني دفعَ الشياطينِ
لأنْ أصدقَ عن رأيٍ ومعتقدٍ
أنْ ثَمّ " إنسانة ٌ" ليستْ من الطينِ
أنْ ثَمّ " إنسانة ٌ" ليستْ من الطينِ
فنتساءل .. ماذا تكون إذن؟؟
ولكنه للأسف ينقض ماقاله سريعاً
فيقول:
وأنها إن تكنْ لابدّ كائنة ً
فطينةٌ ظُلّلتْ دهراً ب " نسرين ِ"
وفي رأيي القاصر .. أنه كان من الأولى أن يبين ماذا تصورها
خلقت منه .. إن لم تكن خلقت من الطين .. ثم إن شاء قال:
وإنها إن تكن ......
وأنها إن تكنْ لابدّ كائنة ً
فطينةٌ ظُلّلتْ دهراً ب " نسرين ِ"
وموزجت " ياسميناً " ثم ما لبثت
من بعدِ ذاك عليها أُنِزلت " كوني "
كوني " ملاكاً " برغم الطين وانتفضي
" خريدةً " من عِدادِ الخُرّد العينِ
" كوني " .. كأنه يشير إلى قوله تعالى (كن فيكون)
يارب والشعرُ ذنبٌ حين يقذفنا
خلف الحقائقِ من حينٍ إلى حينِ
جميل هذا البيت .. وهو يبين فيه حقيقة الشعراء حينما يسافروا
بخيالهم بعيداً بعيداً حتى تزل أقدامهم في " رب كلمة لاتلقي لها بالاً"
كما أنه حينما يسمي الشعر ذنباً .. وقول الشعر لايكون خطيئة
وإنما هو سبب .. فاستعمل المجاز ليبين عن قوة سبب الشعر
في إيقاع المرء في الذنوب.
أتمنى أن لاأكون أغرقت حتى حولت القراءة مضمونية .. ربما لأن
المضمون كان له نصيب الأسد من جمال النص.
تحياتي لكِ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[انكسار]ــــــــ[19 - 12 - 2003, 09:54 م]ـ
مرورك السريع على النص يضيف اليه
لا يهم كثر الكلام في القراءة
المهم ان تثير جوا و تنقل لنا هذا الجو
سلمت اخي سامح