تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بات أبوهم من بشاشته أبا لضيفهم، والأم من بشرها أما.

محمد محمد البقاش

جرول بن أوس (الحطيئة)

القصيدة التي تم الاقتباس منها:

وطاوي ثلاث

وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما

أخي جفوة فيه الأنس وحشة يرى البؤس فيها من شراسة نعمى

تفرد في شعب عجوزا إزاءها ثلاثة أشباح تخالهم بهما

حفاة عراة ما اغتدوا خبز ملة ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما

رأى شبحا وسط الظلام فراعه فلما رأى ضيفا تشمر واهتما

وقال هيا رباه ضيف ولا قرى بحقك لا تحرمه الليلة اللحما

وقال ابنه لما رآه بحيرة أيا أبت اذبحني ويسر له طعما

ولا تعتذر بالعدم عل الذي طرا يظن لنا مالا فيوسعنا ذما

فبينا هم عنت على البعد عانة قد انتظمت من خلف مسحلها نظما

عطاشا تريد الماء فانساب نحوها على أنه منه إلى دمها أظما

فأمهلها حتى تروت عطاشها وسدد فيها من كنانته سهما

فخرت نحوص ذات جحش سمينة قد اكتنزت لحما وطبقت شحما

فيا بشره إذ جرها نحو قومه ويا بشرهم لما رأوا كلمها يدمى

وباتوا كراما قد قضوا حق ضيفهم قلم يغرموا غرما وقد غنموا غنما

وبات أبوهم من بشاشته أبا لضيفهم والأم من بشرها أما.

الشاعر: جرول بن أوس (الحطيئة).


أضاعوني وأي فتى أضاعوا!
(قصة ظليلة)

طرق على الأرض كطرق النجوم. بعثرة للثرى، وإثارة للغبار. عند جبال شهدت ميلاد الرجال، نبت فيها العز وساح كالماء المدرار، وطئها رجال وأي رجال!
منقادا مهانا يلاحق أنينه الناس. يداه مصبوغتان بعرق مستقطر من وجنة بدوية جميلة. يسير جنبا إلى صاحبه وليلاه غير جزعة لجهلها من مصابه. يهبط في مكة وقدماه لا تسعفانه لثقل الحديد عليهما.
يصطحبه طيف دمشق وبغداد. يقتادونه في يوم مهرجاني. يسوقونه إلى المقصلة كما قد يبدو، لربما ..
وهو غائر في الزقاق الأنوف، ألقى إلى صديقه يقول:
- هؤلاء الناس شماتون.
فرد عليه:
- لقد شببت بأم والي مكة وأخته وزوجته، فهل كنت ترجو ثناء على تشبيبك؟
ظل عبد الله يجرر في أغلاله كل يوم. يرفع مظلمته إلى الله. يبدو في عين الوالي ظالما، وفي عين ليلاه مظلوما متخلا عنه. يصبر، ويصابر. يرجو النجاة، ويعد بالشكر إن هو نجا.
اقتادوه إلى سجن أبو غريب، ورموا به فيه. نكر سجانيه المخنثين. نكر " كوكتيل " جنود لا يعرف لهم أب، أبناء زنى مستأسدين. يفزعون لمشاغبة فأرة صبية. تنطوي صدورهم على جبن يتخفى خلف أسلحتهم. يعكسون صليبية رئيسهم، وروعة ساديته، مرهابون جبناء لولا السلاح.
أقام العرجي بينهم في سجن أبو غريب غير مصدق لما يجد. يتشكك، ويتشكك، ثم ما لبث أن تبين، عندها خاطبه لقيط لقيطة قائلا: " استدر إلى الخلف، ولا تمدن عينيك إلى العلى. هنا في العراق تحلو الفرجة، فتفرج،تفرج .. ".
ساقوا أمامه امرأة معصوبة العينين، ومكبلة اليدين، يضعون الحبل على عنقها ويجرونها. توسطوا الساحة تحت شمس شاهدة أنينة. حملوها كيوم ولدتها أمها على السجود لهم. هددوها بالقتل إن هي رفعت رأسها دون إذن منهم. أخذ بيل يوشم على سوأتها رمز النصر، وعلم أمريكا، وإسرائيل، وعلى الإلية الأخرى كتب: " المسلمون والعرب لا يستحقون الحياة ".
التفت العرجي إلى تجمع ثان، به أم مع وليدها، بأيديهم سكاكين يقطعون بها أجزاء من لحم الصبي، يتصايح ممعانا من شدة الألم، ولا يتخلص من فظاعته إلا بالإغماء. ترتفع عندها نشوة اللذة، فيثمل لها الجنود بغير ويسكي ولا جعة، يتمايلون حبورا لا يرقأ له دمع الفرح، ولا دم القرح، يضعون اللحم النيئ في فم الأم، ويدفعونه بمقدمة بنادقهم ممعنين في إيصاله إلى الحلق حتى ينزل إلى المعدة، يطعمونها لحم وليدها، فتبتلعه رغما عنها.
في الجانب القصي للساحة امرأة يحفر في جسدها جندي صورة أمه إيلينا.
جيء بسجناء محكومين بالإعدام رميا بالرصاص، مع سجانيهم إذن كتابي من رئيسهم يسمح لهم بالعبث بالسجناء العراة، والسجينات العاريات قبل إعدامهم. لاحقتهم صور المتعة، ثم ما لبث أن تمثلت ..
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير