تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 06:26 ص]ـ

السلام عليكم ..

إن المبدع حينما يكتب إبداعه أيا كان لا تتمثّل أمام عينيه الأسس والنظرات النقدية ..

بينما الناقد حينما يسطّر نقده، فهو غالبا يكون متكئا على الإبداع بحسب نوعه، أكان شعرا أو سردا.

إذ نعلم أن النص الأدبي يعدّ يابقاً و أصلا للنقد الأدبي ..

........

إن تكرمت فسأسألك سؤالا .. انظر لقلمك و لسانك .. هل كانا هكذا قبل أن تشرع في القراءة؟

القراءة بشكل عام، والقراءة الأدبية تُثري المعجم اللغوي الخاص للفرد دونما شعوره. و حينما يشرع في الحديث أو الكتابة ستتسابق الكلمات الجديدة إلى لسانه دونما يشعر.

سيكون لديه عبارات وألفاظ جديدة اكتسبها مما يقرأ ..

هذا ليس بكلامي، وإنما كلام علماء وباحثين ..

هذا تنظيري قد لا يهمك ..

على أرض الواقع ..

حينما أقرأ الرواية قد أُعجب أحيانا بعبارة ما .. كلمة ما .. لا أسجّلها، ربما أضع تحتها خطا إن كان قلمي بالقرب .. ولكن إن ظننت أني نسيتها فإنها تأتي حينما أريد التعبير بمعناها.

أنا وجدت هذا كثيرا وأنا أكتب سواء في المقالات، أو الإبداع. من أين تعلمت ُهذا؟! من هذا الرصيد اللغوي الذي يتنامى بالداخل.

أقصد بذلك الروايات الرصينة لغويا، و ليست روايات اليوم، والتي على قفا من يحمل!

يصعب إعطائك مثالا محددا، و لكني أتمنى أن تكون الصورة التي أقصدها قد وضحت.

ما ذكرته هنا .. جانب من الجوانب الجميلة للرواية، و ما ذُكر كذلك جوانب أخرى. بيد أني لا أخالفك فيما ذكرته من ناحية الوقت؛ ولكن الباحث وحتى الشخص العادي يسيء في حق نفسه حينما يقصر قراءته على الرواية.

أحاول ألا أجعل الرواية تحتل جزءا كبيرا من وقتي المخصص للقراءة، فمثلا عند النوم، بعد التعب من القراءة الفكرية العميقة. وقت الانتظار أو السفر.

للعلم فقط .. لدي أكثر من 20 رواية لم أقرأها حتى اللحظة ضمن مجموعة كبيرة من الروايات التي تحتل جزءا من مكتبتي .. إلا أن التنظيم لقراءتها أمر مهم.

قبل أن أبدأ البحث والكتابة الجادة كانت تأخذ الرواية حيزا أكبر، لكن الفطن من يستطيع تقليصه. فمن قراءة الرواية كاملة في وقت واحد حتى قراءتها متقطعة .. بعد أن أزحت عن نفسي وهم أن متعة الرواية قراءتها بتواصل.

ـ[أبو مالك السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 07:17 ص]ـ

الأخت الفاضلة وضحاء

أجد أني اتفق معك في كثير مما قلت .. لا أختلف معك في أن القراءة تثري الرصيد اللغوي للقارئ، لكن ما حجم تلك الفائدة في تلك الصفحات الضخمة؟ …لابد أن تقولي إنها قليلة.

لو أردت حقاً أن تثري رصيدك اللغوي، عليك أن تقرأي المعاجم اللغوية الضخمة، وكذلك كتب أناس مثل الجاحظ وابن المعتز، وابن قتيبة، والطنطاوي والرافعي والمنفلوطي. ستجدين تغيراً سريعاً ربما قبل أن تنهي الكتاب.

ولو أنك تقرأين في تلك الكتب برغبة وحماس كبيرين يتنامى مع رغبتك في زيادة معجمك، لكنت اقتنيت دفتراً خاصاً بالعبارات التي أعجبتك، لكثرة ما قرأت ولخوفك من النسيان. لكن لأن ما تقرأيه في الرواية قليل، ستجدين نفسك متراخية عن التقييد والكتابة، لقلة ما لديك من أشياء تقيدينها. وربما أنك لا تقيدين ما لديك من كلمات لأن أولوياتك التي تسبق الرصيد اللغوي كثيرة. المهم أن تصل الفكرة إليك عما أعنيه.

من الروايات التي لفتت نظري قديماً رواية شقة الحرية، وبالتحديد طرح غازي القصيبي لبعض الشٌبه على الناس مثل (حديث الذبابة) المذكور في البخاري. وكذلك تعرضه لفكر الوجودية وغيرها. لكن متى أخذت تلك المعلومات؟ بعد أن أهدرت وقتي في ذاك الحين على قراءة كلام هابط، يخجل المرء أن يحدث به آخر، فما بالك أن يطلعه على آلاف القراء؟

ربما لكوني أعرف ما قيل في حديث الذبابة، لم يضف إلي القصيبي شيئا جديدا لكني أظن أنه قد أفاد غيري. ولو اردت أن أعرف كل ما قيل عن حديث الذبابة، فإني سألجأ إلى الكتب الشرعية، وليس إلى الروايات. إذاً ربما كانت الروايات لا تجيب على أسئلة قد تم الإجابة عليها، بل لطرح مشروع فكري يراه صاحب الرواية مناسباً للقارئ!.

كل الفوائد التي أخذتها من الروايات هي من جنس ما ذكرته سابقاً.

نصيحتي لمن يقرأ الروايات أن يتعظ من تجربة غيره. فقد كان طه حسين وشاكر النابلسي وغيرهم كثير قديماً من المهتمين بالأدب. لكنهم تحولوا إلى السياسة والفكر. والسبب في رأيي أنهم لم يكونوا ليصبروا على قراءة الكتب والمراجع الضخمة، وكان أمر تلقي المعلومة سهلة من خلال الرواية أمراً ممتعاً وكافيا لهم. ولكن من كثرة ما قرأوا من روايات اضطروا لممارسة النقد، والنقد يحتاج المرء فيه إلى عدة مراجع في عدة علوم وفنون. حينها تمكنوا من لعب دور والبحث في الشؤون السياسية والفكرية بطرح قوي (مع أنني لا التقي معهم في أي شيء من أفكارهم). ولو أنهم (وربما أستثني طه حسين فقط كحالة خاصة) قرأوا الكتب والمراجع في وقت مبكر، لوجدنا لهم عشرات المصنفات. لكنهم تدربوا –إن صح التعبير- على القراءة الجادة من خلال الروايات.

أخيراً أعتذر عن تشتت أفكاري وأنا أكتب هذا الموضوع. لكني مع الأسف كتبت الرد قبل يومين، ثم ضاع مني وأنا أحاول إضافته إلى المنتدى، فأعدت كتابته كما أظن أني كتبته مسبقاً.

الرجاء ممن يذكر رواية فيها غزارة في المعلومات الثقافية وجمال في الطرح أن يذكرها، ويذكر ما أعجبه فيها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير