تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذن فالعربية هي التي مهدت للعرب وزن أشعارهم بما تحويه من مميزات 0 أما الذين ربطوا ظهور الشعر بشخصيات معينة كمن ربطه بالمهلهل , واسمه عدي بن ربيعة التغلبي , وأطلق عليه لقب المهلهل لأنه ـ كما يقال ـ هو أول من قطع الشعر وشطره بهذه الطريقة التي نعرفها إلى الآن , فكان إذا قال شعرا , قيل هلهل عدي , أي هلهل الشعر فسمي مهلهلا 0

وإذا قلنا بصحة هذا القول , يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل المهلهل هو أول من قال الشعر؟ بالطبع لا فقد وجد أشعارا موجودة واكتسب خبرة من سابقيه ثم كون لنفسه خبرة خاصة جعلته يطور الشعر , إذن فالشعر لم يظهر بظهور المهلهل 0

ماذا عن النثر؟

وقد يؤخذ علي أنني تكلمت في حديثي عن النشأة في فرع واحد من فروع الأدب العربي وهو الشعر , وأهملت النثر , فكيف بدأ النثر؟ من الأفضل لنا قبل الإجابة على هذا السؤال , أن نضع حدا للنثر , فما هو النثر؟ هو كلام بليغ يؤثر في النفوس دون الخضوع لوزن أو قافية، ويشمل الخطب والرسائل

والكتابة ..... الخ

فإذا اتفقنا على دقة هذا التعريف , وأدائه لمعنى النثر بشكل واف , فكيف سنستطيع أن نصنف النثر من أدب العرب القديم في العصر الجاهلي , على ضوء هذا التعريف؟ سنجد أن كل كلام العرب ـ تقريباـ صالح لان يكون نثرا 0

ألا ترى معي أن كلامهم كان فصيحا وبليغا ومفهوما للسامعين ـ من نفس الشريحة الزمنية طبعا ـ بسهولة؟

أجل فحتى كلام العامة منهم , وكلامهم في مخاطباتهم اليومية كان فصيحا وصالحا لأن يكون نثرا أدبيا0

وخير شاهد على ذلك الأمثال التي تعد غاية في الفصاحة والبلاغة والإيجاز الذي لا يفقدها القدرة على أداء المعاني , فعلى الرغم من إيجازها كانت تجمع معان كثيرة , ومع ذلك فقد كانت تصدر من عامة الناس وخاصتهم 0

لقد كانوا فصحاء بالفطرة , ولذلك لم يشكل النثرمحورا لاهتمامهم كالذي شكله الشعر 0

لقد كان النثر يظهر على شكل خطب أو أمثال أو وصايا من الآباء ...... الخ

ومع ذلك لم يكن ظهوره ـ اللا مقصود ـ يكفي لتقسيم الأدب إلى شعر ونثر (في ذلك الزمن طبعا)

لان النثر كان مقصورا على الخطابة في أغلب الأحيان , وتسمية النثر وتقسيمه والاهتمام به لم يأت إلا في عصور متأخرة 0

لقد كان ظهور الأدب العربي في الشعر أوضح وأقوى منه في النثر , فالشعر يتطلب الخبرة والمران والتنقيح , أضف إلى ذلك اعتماده على الوزن والقافية , كل ذلك جعل الاهتمام بالشعر أوضح , وارى أن السبب الحقيقي والمقنع لذلك هو اعتياد العرب على النثر , لان أكثر كلامهم يعد نثرا أدبيا0 مما أتاح القدرة لدى أكثرهم أن يكونوا ناثرين , فمن لم يستطع ذلك بالخطب , استطاعه بالوصايا وهكذا 0

ولذلك نستطيع إن نتخيل الشاعر خطيبا , في الوقت الذي لا نستطيع أن نتخيل كل خطيب شاعرا , وهذا يعطينا الحق إذا قلنا: كل شاعر خطيب , وليس كل خطيب شاعرا.وعلى الرغم من عدم خلو خطب العرب من الأبيات الشعرية للخطيب نفسه , ولكنها لا تخوله الحصول على لقب شاعر 0

إذن فمتى ظهر النثر؟ بالتأكيد مع ظهور العربية , فمتى ظهرت العربية؟

بالتأكيد مع ظهور العرب أنفسهم 0000

يتبع ,,,,,,,,,,,,,,,,,

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[25 - 11 - 2006, 11:48 م]ـ

ما زالت الحلقات في انتظار التفاعل مع هذه الحلقة

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 12:16 ص]ـ

أخي أبا خالد،

السلام عليكم ورحمة الله،

بداية أشكرك أخي الكريم على البحث الممتع وأدعو لك بالخير.

ثانيا: كنت كتبت تعليقا بخصوص البحور العربية واستعمال بعض الأمم البحور العربية في لغاتها في حاسوب مكتبي في الجامعة، ولم أراجعه بعد لأن الطلاب لم يتركوا لي وقتا للمراجعة والتعليق، لذلك أعيد الكتابة.

استوقفني قولك:

هذه التساؤلات تقودنا إلى استنتاج حقيقة مفادها: أن هذه البحور الشعرية لا يمكن أن نطبقها على أي شعر من غير لغة العرب، فنحن لم نجد شعرا موزونا عند غير العرب حتى ولو كان على أوزان خاصة بهذه اللغة غير أوزان العرب، المهم أن يكون موزونا. إذن فهذه الأوزان لم يكن للعربي الفضل المطلق في ابتكارها، وإلا لابتكر شعراء اليونان والهنود وغيرهم أوزانا خاصة بهم، أوزانا تناسب لغاتهم.

ويتلخص تعليقي فيما يلي:

الحقيقة إن أمما كثيرة مثل الفرس والترك والكرد والسريان واليهود استعاروا من العرب بحور شعرهم وقرضوا عليها شعرا مليحا في لغاتهم. هذه حقيقة معروفة، وإن شاء الله أمثل لك ببعض شعر السريان واليهود الذي قرض بقوالب البحور العربية.

من جهة أخرى: لليونان ستة بحور للشعر شبيهة إلى حد ما ببحور الشعر العربية لكنها دونها في الموسيقى لأن اليونانية دون العربية في الموسيقى.

وللفائدة أذكر أن الناس يميزون بين نوعين من البحور: البحور الكمية والبحور النوعية. البحور الكمية هي البحور التي تتوزع موسيقاها على كم مضبوط من التفعيلات ذات الإيقاع المخصوص بها ولا يجوز للشاعر فيها أن يخرج عن الكمية الموسيقية الموجودة في التفعيلات. وبحور الشعر العربية واليونانية واللاتينية بحور كمية. أما البحور النوعية، فلا تفعيلات فيها بل مقاطع نوعية (طويلة/قصيرة/مفتوحة/مغلقة/ممطوطة الخ) بدون تحديد لكمية التفعيلة. وبحور الشعر الجرماني والإنكليزي وسائر الشعر الحديث من هذا النوع.

هذا ما يحضرني الآن.

وتحية طيبة مباركة.

عبدالرحمن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير