تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زينب محمد]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 11:09 م]ـ

أخي المغربي ..

فتح الله عليك وأنار دربك ..

هناك زاوية لم تتضح لي جيدًا ..

في قولك ..

وأن يتسلح بمقولات ومفهومات.

ماذا عنيت بها؟؟

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:07 ص]ـ

وفتح عليك وفرش طريقك سعادة وهناء

أعني بها أن تكون عملية المقاربة قائمة على أصول منهجية 000

فلا يمكن أن نقارب نصا من النصوص هكذا بمجرد

الإنفعال القائم على التذوق والإحساس بجمالية أو جماليات

تتفتق من النص المقارب - بفتح القاف - فحسب، بل

لا بد من مقولات وأدوات ينطلق بها النقد ليكون مقاربا

فعليا وبوعي مسبق 00

خلاصة الأمر، أن الناقد لا ينطلق إلا من خلال منهج نقدي 00

تحياتي

ـ[زينب محمد]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 09:01 م]ـ

آآآمين وإياك ..

الآن فهمت ..

شكر الله لك أخي ..

أسأل الله أن يستخدمنا وإياكم لما فيه عز الإسلام ونصره ..

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 09:53 م]ـ

آمين

أحسن الله إليك

ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 08:31 ص]ـ

إن لكل نص ثلاثة محاور يدور حولها, هي

النص: وهو النتاج اللغوي المكتوب أو الملفوظ

السياق: وهو الإطار الزماني والمكاني للنص

الكاتب: وهو مؤلف النص

وتدور رحى هذه المحاور لتشترك جميعا في إنتاج رسالة النص أو مضمونه, وهي الغاية من كل نص, تعسر إيصالها أو سهل. وهذا التعسر يكون إما من النص لاستغلاقه أو من القارئ لجهله, غير أن هذا الأخير لزمه أن يتبع مهجية لمقاربة النص تعتمد على تفكيك المحاور الثلاثة وتركيبهم مرة أخرى لاستخراج المضمون, وبما أن هذه العملية فردية, فنتائجها فردية, فيحصل أن يحمل النص أكثر مما أريد منه, إلا أن يأتي عامل خارج يحدد سبيلا إلى فهم النص, فمن حاد عنه فقد تعنت.

ومحور النص هو محور الفهم اللغوي المحض, فهم الألفاظ في معانيها والجمل في تراكيبها لاستخراج معنى لغوي مقارب من المضمون في أغلب النصوص البسيطة مضامينها. وهناك من المدارس الأدبية ما تقتصر في فهم النصوص على هذا المعنى اللغوي ولا تطلب غيره, وهي على حق في بعض النصوص العلمية والوصفية التي لا مجال فيها للكنايات والاستعارات والتصاوير الفنية. وهذه النصوص تقريرية لا يخرج مضمونها عن معناها اللغوي, كوصف آلة أو وصفة طبية أو بعض النصوص التشريعية الواضحة الصريحة.

ومحور السياق هو محور خارج النص داخل فيه, يؤطره في زمان ومكان, زمان الكتابة ومكانها وزمان المكتوب ومكانه. ولهذه الأزمنة والأمكنة أياد طولى في مقاربة المضمون. فمعرفة زمان الكتابة تحدد الحقبة التاريخية التي ينتمي إليها الكاتب وعلى ذلك التيارات الأدبية التي سادت فيه والتوجهات الفكرية في عصره, مثل أن تعرف أن كاتبا كتب في زمن حرب أو زمن جاهلية أو قبل التاريخ. وتحدد معرفة زمن المكتوب, ويعني ذلك الزمن النصي, عما يتحدث الكاتب زمنا وتاريخا, مثل ذكر أحداث مضت وتأريخ لعصور ووقائع. وكذلك الشأن بالنسبة إلى مكان الكاتب, مثل دولته أو أرضه, وإلى مكان المكتوب, مثل الأمكنة التي يتحدث عنها أو التي تدور فيها أحداث نصه.

ومحور الكاتب هو ثالث المحاور, فمعرفة جنس الكاتب وعمره وأصله ودينه وتوجهاته وكل ما يدور حوله وتصطبغ به كتاباته. وهذا يساعد كثيرا في تحديد أهداف الكاتب مما يكتب وخلفياته الفكرية.

هذه المحاور هي التمشي العام في مقاربة النصوص والمنهجية التي لا بد وأن تتبع في استنقاش مضمون النص ورسالته. بيد أن نجاح القارئ في تحديد كل هذه المحاور ليس يعني بالضرورة نجاحه في تحديد المضمون, وذلك ما يسمى الاستغلاق أو الانغلاق المعنوي, وقد يكون هذا الانغلاق وهما من قبل الكاتب لقصر فهمه وقلة معارفه الكونية, وقد يكون بسبب استغلاق الكاتب نصه بالمبالغة في التجريد والتعمية وهذا ملاحظ في الشعر الحديث كثيرا.

ولعل هذا يدفعنا إلى الحديث عن المعارف الكونية ودورها في مقاربة النص, الأدبي منه خاصة. وكنت درست مرة عن المعنى والتجربة, وهو أكبر سؤال يطرحه المعنويون: "أالمعنى مجرد من التجربة أم لا؟ " أي هل المعرفة اللغوية المحضة تعني الفهم؟ فإذا قلنا أن زيدا يعرف ما هو الببغاء بأنه "طائر مزين الريش قابل لحفظ بعض العبارات البشرية وترديدها" ولم يره في حياته قط, فهل يعني هذا بالضرورة أن زيدا يعرف الببغاء؟ اختلف اللغويون في الجواب, ولذلك لاختلافهم في مقدار المعرفة الكونية التي يستلزمها الفهم اللغوي. وإذا انتقلنا إلى رقعة النص, فهل تكفي المفاهيم اللغوية مع توفر المحورين الآخرين في فهم مضمون نص ما؟ فلو قال كاتب في نصه: "وجاء من أقصى القرية رجل يسعى فأزبد وأرعد وسب وشتم وتوعد", وطرحنا ذلك على زيد وقلنا له "ما معنى ذلك؟ ", لقال لنا, إذا لم تكن له معارف كونية كافية: "الحديث عن رجل جاء من بعيد وهو غضبان فصب جامّ غضبه فيمن وجدهم." وأخونا زيد صادق فيما قال, غير أنه اقتصر على المعنى اللغوي, ولم يصل إلى ما وراء النص, ألا وهو التضمين القرآني, فمسؤول آخر كان سيقول: "والله رجلكم هذا ليس كرجل المدينة الذي محض قومه النصح كما في الآية من سورة يس." وهو صادق كذلك, وبذلك اختلف المعنيان وإن اتفقا في الصورة العامة. وهذا مثال بسيط على قيمة المعارف الكونية لدى القارئ أو الناقد في تحديد المضامين اللانصية أو ما يسميه البعض "ما بين السطور", وهذه قابلة للاكتساب بالمطالعة والثقافة, والذكاء منها بمكان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير