ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 05:13 م]ـ
ERRATA
تصحيح
هذه المحاور هي التمشي العام في مقاربة النصوص والمنهجية التي لا بد وأن تتبع في استنقاش مضمون النص ورسالته. بيد أن نجاح القارئ في تحديد كل هذه المحاور ليس يعني بالضرورة نجاحه في تحديد المضمون, وذلك ما يسمى الاستغلاق أو الانغلاق المعنوي, وقد يكون هذا الانغلاق وهما من قبل القارئ لقصر فهمه وقلة معارفه الكونية, وقد يكون بسبب استغلاق الكاتب نصه بالمبالغة في التجريد والتعمية وهذا ملاحظ في الشعر الحديث كثيرا.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 06:36 م]ـ
راائع يا ضاد ..
أحسن الله إليك ورفع قدرك ..
لقد أبنت فأحسنت.
شكر خاص لك ولأخي مغربي، فقد قام كل منكما بتكميل فكرة الآخر.
فقد قمت بكتابة مقالك ومقال المغربي على شكل رسم بيانيّ ليثبت المعنى في ذهني ويتضح .. فكان رائعًا ..
ولا أملك إلا قول أحمد شوقي:
يا فتية الشام شكرًا لانقضاء له ... لو أن إحسانكم يجزيه شكرانُ.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:04 م]ـ
عفوًا ضاد ..
التبست عليّ خلال المراجعة المعارف الكونية ..
أولًا ..
هل تقصد بالمعارف الكونية، أن يكون لدى القارئ أو الناقد أداتين:
*المعرفة اللغوية
*الفهم الجيد للمضمون ..
ثانيًا:
قلت:
فلو قال كاتب في نصه:"وجاء من أقصى القرية رجل يسعى فأزبد وأرعد وسب وشتم وتوعد".وطرحنا ذلك على زيد وقلنا له:"ما معنى ذلك؟ " لقال لنا: (إذا لم تكن له معارف كونية كافية) .....
هنا مربط الفرس.
ماهي المعارف الكونية التي كان على زيد امتلاكها؟
شكرًا لك وعذرًا على الإطالة ..
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:19 م]ـ
أشكر لك حسن قراءتك وفهمك.
ليس على زيد أن يعرف شيئا بعينه في الإطلاق, لأن لا أحد يستطيع أن يحدد ذلك, وإنما هي مقاربات, مثل لزوم قارئ الشعر الحديث معرفة الأساطير اليونانية وغيرها, ولزوم قارئ تفسير الرازي معرفة أصول علم الكلام, وعلى ذلك فقيسي, والقارئ الأفضل والناقد هو ما اتسعت دائرة معارفه. - ولكن كان على زيد أن يعرف في التخصيص أن ما سئل عنه يتضمن جزءا من آية قرآنية من سورة يس: "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى * قال يا قومي اتبعوا المرسلين - الآية", وهذا الرجل محض قومه النصح فلم يسمعوه, أما رجلنا فقد فعل العكس, وبهذا يصبح التضمين القرآني إما فاسدا أو يحمل دلالة أخرى هي أن هذا الرجل لابد أن يتبع سنة رجل المدينة في الآية, وهذا نتبينه من باقي النص لو جعلنا له باقيا.
والمعارف الكونية في الأدب مهمة جدا, في التأليف والفهم والنقد.
فخذي مثلا: لو قلت لك: "أتعبت السائلين من بعدك يا أميرة البيان"
فماذا تفهمين؟
ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:42 م]ـ
أحرجتني بسؤالك المباغت ..
**
الذي فهمته -والله أعلم-:هو أني كنت أسأل في موضوع جيّد لا يطرقه كثيرون، فأنت بقولك تثني عليّ ..
ماذا، هل كانت ليّ معارف كونية؟
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 08:10 م]ـ
أنت "زيدية الفهم":) , فقد اقتصرت على المعنى اللغوي, وهو صحيح, ولكن في جملة \أتعبت السائلين من بعدك\ إشارة خفية لو عرفتها لاستحيت ولرددت علي كلامي,
فهذه الجملة على نسق جملة قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أبي بكر رضي الله عنه: "أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر",
فلو كنت تعرفين أصل التركيب, لقلت: "ومن أنا حتى ترفعني إلى هذه الدرجة؟ " لأنه حيي بنا أن لا نرفع أنفسنا إلى منازل هؤلاء العظام ولو تشبيها, بل نحن نتشبه بهم قدر المستطاع.
وهذا الفرق المعنوي تصنعه المعارف الكونية, فطالعي وكوني ما حييت فضولية في العلم والثقافة.
بارك الله لك في عمرك وعلمك وجسمك وعقلك.
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 08:13 م]ـ
وهذا أصل القصة منقولا:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر
فى عهد الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم كان صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم والتابعين يتسابقون لفعل الخير ومساعدة المحتاج
ونصرة المظلوم وكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله
عنهما من أشد المتنافسين على هذه الأعمال العظيمه التي يلقى
صاحبها الخير الكبير والثواب الكثير في الدنيا والآخرة ..
وقعت أحداث هذه القصة فى عهد خلافة أبو بكر الصديق رضي الله
عنه وعندها كان عمر بن الخطاب يراقب ما يفعله أبو بكر الصديق
ويأتى بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى مراتب الجنة ..
في أحد الأيام كان عمر يراقب أبو بكر الصديق في وقت الفجر وشد
انتباهه أن أبا بكر يخرج الى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر
بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته ... وهو لا يعلم
ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعلة أبو بكر الصديق داخل هذا
البيت لأن عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا ما كان
من أمر هذا البيت الذى لا يعلم عمر سره!!
مرت الايام ومازال خليفة المؤمنين أبابكر الصديق يزور هذا البيت
ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن
الخطاب دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله
وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر!!
حينما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى
على الحراك كما أنها عمياء العينين ولم يجد شيئاً آخر في هذا
البيت فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد؟؟!! وأراد أن يعرف
ما سر علاقة الصديق بهذه العجوز العمياء؟!؟
سأل عمر العجوز: ماذا يفعل هذا الرجل عندكم؟ (يقصد أبو بكر الصديق)
فأجابت العجوز وقالت: والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى
كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لى الطعام وينصرف
دون أن يكلمنى!!؟؟
جثم عمر ابن الخطاب على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال
عبارته المشهورة:
(لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر)
¥