تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أخطاء قاتله]

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 06:38 م]ـ

سأورد تحت هذا العنوان أخطاء ارتكبها شعراء وأدت إلى الإيقاع بهم او ضرب أعناقهم أو حرمانهم من أعطياتهم على أحسن الأحوال.

فمثالها ما جرى لأرطأة بن سهية المري، وكان قد بلغ مائة وثلاثين سنة، فدخل على عبد الملك فقال له: ما بقي من شعرك يا بن سهية؟ فقال: والله ما أشرب ولا أطرب ولا أغضب، ولا يجيء الشعر إلا على مثل إحدى هذه الخلال، وإني لأقول:

رأيت المرء تأكله الليالي = كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما تبغي المنية حين تأتي = على نفس ابن آدم من مزيد

وأعلم أنها ستكر حتى = توفي نذرها بأبي الوليد

وكان أرطأة يكنى أبا الوليد، وعبد الملك يكنى أبو الوليد، فارتاع عبد الملك واشتد ذلك عليه وتغير لون وجهه ظنا بأنه يعنيه، فقال له أرطأة: إني لم أعنك وإنما عنيت نفسي، وشهد عنده جماعة أن كنيته أبو الوليد فأمسك عنه، ولولا ذلك لأوقع به وأهلكه.

يتبع ........

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 07:24 م]ـ

ومن ذلك ما حدث به المصور العنزي وكان راوية العرب قال: دخلت على زياد فقال: أنشدنا، فقلت: من شعر من؟ قال: من شعر الأعشى، قال: فأرتج علي ولم يحضرني إلا قوله:

رحلت سمية غدوة أجمالها = غضبى عليك فما تقول بدا لها

فقطب زياد وغضب وعرفت ما وقعت فيه فخرجت منهزما. فلما أجاز الناس لم أستجر أن أرجع إليه، لأن أم زياد كان اسمها سمية.

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 07:26 م]ـ

ودخل ذو الرمة على عبد الملك فقال له: أنشدني أجود شعرك فأنشده:

ما بال عينك منها الماء ينسكب =كأنه من كلى مفرية سرب

وكانت عينا عبد الملك تسيلان ماء، قال: فغضب عليه وأمر به، فأخرج مهانا وقد عرف موضع خطئه. فلما كان من الغد دخل في زمرة الناس وأنشد:

ما بال عيني منها الماء ينسكب

حتى أتى على آخرها فأجازه

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 08:05 م]ـ

ومن الاتفاق العجيب أن عبد الملك كان قد أعطى عمرو بن سعيد الأشدق أمانه وخدعه وكاذبه حتى قتله.

واتفق أن إبراهيم بن متمم بن نويرة وفد على بني عمرو بن سعيد الأشدق فقالوا لعبد الملك: ما رأينا بدويا يشبه إبراهيم بن متمم عقلا وفضلا، فقال عبد الملك: أدخلوه، فلما دخل عليه رأى منه ما رآه القوم، فقال له: أنشدنا بعض مراثي أبيك متمم في عمك مالك فأنشده:

نعم الفوارس يوم نشبة غادروا = تحت التراب قتيلك ابن الأزور

فلما انتهى الى قوله:

أدعوته بالله ثم قتلته = لو هو دعاك بمثلها لم يغدر

فظن عبد الملك أن بني عمرو بن سعيد قد وضعوه على ذلك، فغضب حتى انتفخ سحره غيظا، ونظر الى بنيه مقطبا فعرفوا ما عنده، فأقسموا له بالطلاق وأكدوا الأيمان وأنذروا الحج وحرموا الأموال والعبيد والإماء إن كانوا علموا بقوله، أو اطلعوا عليه، أو شاوروه فيه، أو جرى منهم في هذا قول أو فعل، فأمسك معرضا وأخرج ابن متمم خائبا. فلما انصرفوا جمعوا له من بينهم شيئا وردوه الى بلاده خوفا على نفسه من عبد الملك.

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 08:09 م]ـ

ومن غلطات الشعراء أن أبا النجم العجلي دخل على هشام بن عبد الملك، وكان أحول فأنشده أأرجوزته اللامية التي يقول في أولها:

الحمد لله الوهوب المجزل

حتى بلغ قوله:

والشمس قد صارت كعين الأحول

غضب هشام وأمر به فضرب وسجن.

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 08:12 م]ـ

ومن ذلك إساءة الأدب في خطاب الممدوح مثل قول أبي نواس:

سأشكو الى الفضل بن يحيى بن خالد = هواها لعل الفضل يجمع بيننا

فقال له الفضل: ويلك أما وجدت غيري يجمع بينكما؟،

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 08:13 م]ـ

ومدح جرير بشر بن مروان بقصيدة منها:

يا بشر حق لوجهك التبشير = هلا غضبت لنا وأنت أمير

قد كان حقك أن تقول لبارق= يا آل بارق فيم سب جرير؟

فقال له بشر: قبحك الله يا بن المراغة، أما وجدت رسولا غيري؟!

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 08:17 م]ـ

وقد أخذ بلال على ذي الرمة كلمة هي دون هذا المأخذ لما أنشده:

سمعت: الناس ينتجعون غيثا = فقلت لصيدح: انتجعي بلالا

تناخي عند خير فتى يمان = إذا النكباء ناوحت الشمالا

صيدح اسم ناقته. فقال بلال: يا غلام مر لها بالقت والنوى يريد أن ذا الرمة لا يحسن المدح

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 10:55 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير