تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صياغة جديدة لمعلقة عنترة]

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 10:46 م]ـ

من لم يقرأ معلقة عنترة قرأ أبياتا منها ومن لم يقرأ شيئا منها ولا أظنه موجود بيننا فقد سمع بها، لكن الكثير حتى من المتعلمين لم يسمع بقصيدة الشاعر الإسلامي الفذ عبد الرحمن العشماوي في صياغة جديدة لمعلقة عنترة.

قد يقول قائل إن هذه القصيدة نشرت في كثير من المنتديات بما فيها هذا المنتدى الأغر، ومع علمي بذلك فأنا مصر على إعادة نشرها لكثير من الأسباب من بينها:

1 - قوة هذه القصيدة وجزالة ألفاظها وقوة تعابيرها فقد شممتُ فيها عبق التاريخ، ووجدتُ الأصالة العربية تفوح من أرجائها بما فيها من عبق زاخر.

2 - عندما قرأت بعض أبياتها على بعض الأساتذة، طلبوا مني قراءة القصيدة كاملة، فاستغربت أنهم لم يسمعوا بها.

ويتربع على عرش هذه الأسباب جميعها وقد يكون الباعث الإساس الذي أيقظها في ذهني وجعلني أستعرضها هو ترديدي لبعض أبياتها اليوم كيف لا والمنطقة تعيش ظرفا يستحق أن نقرأ عليه هذه القصيدة وغيرها.

والآن أترككم مع القصيدة

[صياغة جديدة لمعلقة عنترة]

هل غادر الرؤساء من متردم = أم هل عرفت حقيقة المتكلم

سنة على سنة تراكم فوقها = تعب الطريق وسوء حال المسلم

سنة على سنة و أمتنا على = جمر الغضى و الحزن يشرب من دمي

قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا = أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟!

يا دار مأساة الشعوب تكلمي = و عمي صباح الذل فينا واسلمي

إنا على المأساة نشرب ليلنا = سهراً وفي حضن التوجس نرتمي

ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى = شبحاً يعبر عن خيال مبهم

التوصيات تنام فوق رفوفها = نوم الفقير أمام باب الأشأم

شجب و إنكار و تلك حكاية =ماتت لتحيا صرخة المستسلم

أأبا الفوارس وجه عبلة شاحب = و أمام خيمتها حبائل مجرم

أأبا الفوارس صوت عبلة لم يزل = فينا ينادي: ويك عنترة أقدم

ترنو إليك الخيل وهي حبيسة = تشكو إليك بعبرة وتحمحم

هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى = وعزفت في الميدان ركض الأدهم

هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي = عن قبح وجه الخائن المتلثم

وأرحتنا من كل صاحب زلة = يوحي إليك بقصة ابني ضمضم

أأبا الفوارس أمطرت من بعدكم = سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم

لو أبصرت عيناك وجه محمد = و رأيت ما يجري بدار الأرقم

ورأيت مكة وهي تغسل وجهها = بالنور من آثار ليل مظلم

وفتحت نافذة لتسمع ما تلا = جبريل من آي الكتاب المحكم

ورأيت ميزان العدالة قائماً = يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم

ورأيت كيف غدا بلال سيداً = ومضى الطغاة إلى شفير جهنم

لو أن عينك أبصرت إسلامنا = لخرجت من كهف الضلال المعتم

وحملت عبلة و الحجاب يزيدها = شرفاً وأطفأت اللظى في زمزم

لو عشت في الإسلام ما عانيت من = لون السواد ولا نضحت بمنشم

أأبا الفوارس قد عرفتك حافظاً = حق الجوار تغض طرف الأكرم

ولقد رأيتك في خيالي و الوغى = تشتد حين كررت غير مذمم

فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى = في عصرنا وجه الشجاع المقدم

لكنَّ دولاب الأماني لم يدر = إلا بصورة خائف متوهم

كم فارس من قومنا لما رأى = لهب الرصاص أدار مقلة غيلم

ترك الضحايا خلفه وسعى إلى = قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي!!

أأبا الفوارس قف مكانك إننا = لنعيش في زمن الخداع المبرم

لم يدرك العربي في أيامنا = كرم الجدود ولا يقين المسلم

طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها = ليس الكريم على القنا بمحرّم

وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى = قلبي من الجرح العميق المؤلم

يا أمة الإسلام هل لك فارس = يغشى الوغى ويعف عند المغنم

إني ذكرتكِ و الجراح نواهل = مني وحرفي قد تلجلج في فمي

فوددت تمزيق الحروف لأنها = وجمت وجوم جبينكِ المتورم

يا أرض (داكار) اسألي عن حالنا = إن كنت جاهلة بما لم تعلمي

يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا = بتنا على حال الأصم الأبكم

يا أرض داكار المشوقة ربما = رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم

ولربما فتحت لكِ الباب الذي = يفضي إلى الأقصى الجريح فيممي

ولربما أفضى إليك البحر في = زمن السكوت بسرّه فتفهمي

وتأملي كل الوجوه ورددي = ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي

وإذا رأيت بشائر الفرح التي = ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي

يا قادة الدول التي لم تتخذ = لغة موحدة أمام المجرم

في الكون دائرتان واحدة لها = ألق و أخرى ذات وجه أسحم

يا قادة الدول التي لولا الهوى = وخضوعها لعدوها لم تهزم

القمة الكبرى، صفاء قلوبكم = لله نصْرُ الخائف المتظلم

القمة الكبرى، خلاص نفوسكم = من قبضة الدنيا وأسر الدرهم

القمة الكبرى، انتشال شعوبكم = من فقرها، من جهلها المستحكم

القمة الكبرى، جهادٌ صادق = وبناء صرح إخائنا المتهدم

أما مطاردة السراب فإنها = وهم يجرعنا كؤوس العلقم

مدوا إلى الرحمن أيديكم فما = خابت يد تمتد نحو المنعم

مدوا إلى الرحمن أيديكم فما = خابت يد تمتد نحو المنعم

مدوا إلى الرحمن أيديكم فما = خابت يد تمتد نحو المنعم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير