المعَّريّ ورسالة الصَّاهل والشَّاحج
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 05:46 م]ـ
رسالة الصاهل والشاحج
ألف أبو العلاء المعري رسالة الصاهل والشاحج سنة 411 هـ/1020م، وفي سنة 1395 هـ/ 1975 م حققتها عائشة عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ، ونشرتها دار المعارف المصرية في تلك السنة، وتقع في 806 صفحات.
ومما قاله المعري، وهو يوجه كلامه إلى الشاحج، أي البغل: ” ولست أسأَلُكَ ما سألتُ الصاهِلَ (الحصان) من حَمْلِ الشِّعر. لأني لم أرَ بَرَكَةً في ذِكْرِهِ: أَدَّاْنِيْ إلى طُوِل مُناقضةٍ، وأوقع بيني وبين الفاخِتَةِ حتى وَشَتْ بِي إليك، فصَنعتَ بِي ما تراه.
ومع هذا فإني كرهت أن أتصَوَّر بصُوَرِ أهل النظم الْمُتكسِّبين الذين لم يَتْرُكْ سؤالُ الناس في وجوهِهم قطرةً من الحياء، ولا طُوْلُ الطمَع في نفوسِهم أَنَفَةً مِن قَبِيْحِ الأفعَال. فعَدَلْتُ عن ذلك إلى تَحْمِيْلِك أخباراً مُستطرَفَةً، لها في السَّمْع ظاهِرُ، ولها في المعنى باطِنٌ، أَنْحُو بِها ما نَحاهُ ابنُ دُرَيْدِ في كتاب الملاحِنِ، وابن فارس الرازي في كتاب فُتْيَاْ فَقِيْهِ العرب.
وإذا ألقيتُ إليك ما تيسَّر منها عندي، فأحْسِنْ حِفْظَهُ وخَزْنَهُ، وإذا بلغت في سَفَرِكَ مَبَاْرِكَ الإبل مِنَ الْحضرةِ الجليلة فارفعْ صوتَك بالْعَجِيْجِ، فلَعَلَّهُ يُفْهَمُ عنك. ففي نَحْوٍ من حديثنا ضُرِبَ الْمَثَلُ: كَفَىْ بِرُغَاْئِهَا مَنَادياً.
(وإلى واحة أخرى من الرسالة: مع شكري الجزيل للأخ أحمد الغنام لاطلاعي على هذه الرسالة القيمة، وما فيها من مسائل لغويّة ونحوية وصرفية)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 06:17 م]ـ
أخي محمد عودتنا على فرائد اللغة شعراً ونثراً .. وهذه الرسالة من أجمل ماكتب المعري وهي تكاد تكون معجماً بحد ذاتها والوقوف عليها لاشك سيكون ممتعاً فننتظر مزيداً من المحطات على هذه الرسالة، بارك الله لك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 07:35 م]ـ
في معرض حديثه عن الحمامة نرى المعري يتعرض لآراء نقدية في الشعر،فعند قراءتنا لهذه الرسالة اللطيفة تمر علينا هذه اللفتة من المعري وأمثاله كثير فيها:
... وقد بلغك دعوة " نوح " صلى الله عليه وسلم لها، وأداؤها الأمانة له لما أرسلها. قال الشاعر:
وقد هَاجَني صوتُ قُمْريةٍ = هتوفِ العَشِيِّ طروبِ الضُّحَا
مُطَوَّقةٍ كُسِيَتْ حُلَّةً= بدَعوةِ نوحٍ لها إِذ دَعَا
من الوُرْقِ نوَّاحَةٍ باكرتْ = عَسِيبَ أَشَاءٍ بِذَاتِ الأَضَا
تغَنَّتْ عليه بشَجْوٍ لها = يُهَيِّجُ للصبِّ ما قد مَضَى
ألا ترى إلى مناقضته كيف جعلها نواحة مغنية في حال واحدة؟ ولعل صوتها تسبيح للقادر المجيد، ليس بنياحة ولا غناء.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 06:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد دائما تأتي بالدرر
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله أبا العلاء وبارك مسعى بنت الشاطئ فيما حققت من ذخائر التراث
تحيّة عطرة لهذا الموضوع فعامة أدب الرسائل جدير بمحل كريم في منتدى الأدب العربي
رسالة الصاهل والشاحج قطعة من نثرنا العظيم حوت أدبا وساقت من مسائل اللغة ما يصلح أن يفرد في كتاب. أراها تمثل مع شقيقتها رسالة الغفران طورا من أطوار الترسل في العربيّة تصب فيه المعارف في قالب الحكاية بل تستمد الحكاية من معارف العالم الشيخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وساقت من مسائل اللغة ما يصلح أن يفرد في كتاب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد أفردت في كتاب فعلا، وذلك في رسالة دكتوراه بجامعة أم القرى بعنوان (المسائل اللغوية في رسالة الصاهل والشاجح لأبي العلاء المعري) للدكتور عبد المجيد الحارثي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 10:55 م]ـ
وهناك كتاب آخر بعنوان (المسائل اللغوية في رسالة الغفران)
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 01:06 ص]ـ
ومما قاله المعري، وهو يوجه كلامه إلى الشاحج، أي البغل: ” ولست أسأَلُكَ ما سألتُ الصاهِلَ (الحصان) من حَمْلِ الشِّعر. لأني لم أرَ بَرَكَةً في ذِكْرِهِ: أَدَّاْنِيْ إلى طُوِل مُناقضةٍ، وأوقع بيني وبين الفاخِتَةِ حتى وَشَتْ بِي إليك، فصَنعتَ بِي ما تراه.
أخي محمد ..
بل هو كلام الشاحج (البغل) متحدّثاً إلى أبي أيوب (البعير) بعد أن اشتكى له من تنكر الصاهل (الحصان) لخؤولته، وأذيّة الفاختة (الحمامة) له ..
دعنا نستمتع بقراءتك واختياراتك لواحات الكتاب ..
وجزاك الله خيراً