تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[زهد أبي العتاهية ... ما بين الحقيقة والأسطورة]

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 05:33 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زهد أبي العتاهية مابين الأسطورة والحقيقة

لقد اختلف الباحثون والنقاد في قضية زهد أبي العتاهية وترددت الآراء بين نافٍ ومنكر لزهده وبين مؤيد له ... وهذه القضية قد تناوله الأقدمون تماما كما تناولها المحدثون ... ومن بين أولئك المحدثين الدكتور محمد عبد العزيز الكفراوي الذي ألف كتابا بعنوان "أسطورة الزهد عند أبي العتاهية"وقد ذهب فيه إلى أن زهد أبي العتاهية ليس حقيقيا ولكنه أسطورة صاغها الأقدمون .. وقد نفى زهده نفيا قاطعا .. معتمدا في ذلك على نصوص تاريخية وليس على نصوص شعرية!! وهذا أمر غريب. فالصحيح أن يحكم على الرجل من خلال أقواله وشعره .. لا من خلال نصوص تاريخية أو من خلال نصوص غيره.

وحينما نظرنا لشعر أبي العتاهية .. وجدنا أن شعره نابع من تجربة صادقة لكثرة تأثره بمعاني الزهد من الدعوة للقناعة والرضا بالقليل وذكر الموت والترهيب من النار والترغيب بالجنة. وكذلك فقد وجدنا

أن معاني الزهد عنده تتفق مع التعليمات الإسلامية وأنه سار على الطريقة التي سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون.

ثم إن معظم الروايات التي اعتمد عليها الدكتور محمد عبد العزيز الكفراوي وغيره من الباحثين سواء كانوا مستشرقين أم غير مستشرقين نُقلت وأخذت من كتاب أبي الفرج الأصفهاني ... ومعروف من هو صاحب الأغاني فهو رجل مشكوك في أمره، حيث أنه متهم بالزندقة والمجون .. لذا فأنه يلتقي مع المستشرقين في خلق تيار مناهض للحضارة العربية والإسلامية ..

إضافة إلى ذلك فإن زهد أبي العتاهية لم يكن زهدا مانويا"والزهد المانوي ناتج من وجود إلهين" إذن زهده كما ذكرنا لم يكن ناتجا عن زهد مانوي بل كان نابعا من عقيدة التوحيد والإيمان بالحساب والبعث.

فلو أنا إذا متنا تركنا ... لكان الموت غاية كل حيّ

ولكنا إذا متنا بعثنا ... لنُسْأل بعده عن كلّ شيّ

وأما عن فلسفة الزهد عند أبي العتاهية.

نقول بأن فلسفة الزهد عند أبي العتاهية متكاملة حيث نراها تتناول تحطيم الرغبة في البقاء من خلال التذكير بحقيقة الموت ومن خلال التركيز على خلق القناعة والرضا بالقليل .. سواء كان ذلك عن طريق التعليمات أو من خلال التجربة الصادقة.

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 11:58 م]ـ

بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم وعلى أسلوبك الرائع في العرض.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 12:44 ص]ـ

ما شاء الله على هذا الموضوع الجيد الذي جلا الكثير عن أبي الهتاهية، أسلوب رائع، وجهد مشكور، وهو موضوع يستحق القراءة. دمت متميزة

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 01:26 ص]ـ

إضافة إلى ذلك فإن زهد أبي العتاهية لم يكن زهدا مانويا"والزهد المانوي ناتج من وجود إلهين" إذن زهده كما ذكرنا لم يكن ناتجا عن زهد مانوي بل كان نابعا من عقيدة التوحيد والإيمان بالحساب والبعث.

فلو أنا إذا متنا تركنا ... لكان الموت غاية كل حيّ

ولكنا إذا متنا بعثنا ... لنُسْأل بعده عن كلّ شيّ

وأما عن فلسفة الزهد عند أبي العتاهية.

نقول بأن فلسفة الزهد عند أبي العتاهية متكاملة حيث نراها تتناول تحطيم الرغبة في البقاء من خلال التذكير بحقيقة الموت ومن خلال التركيز على خلق القناعة والرضا بالقليل .. سواء كان ذلك عن طريق التعليمات أو من خلال التجربة الصادقة.

موضوع جيد متكامل مقنع , فما من برهان على زهده أكبر من شعره , بارك الله فيك وفي قلمك أختي صاحبة القلم.

جهد رائع ونشاط بارز في جميع مواضيعك ومشاركاتك , أرجو الإستمرار بالإثراء المتميز مشكورة.

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 04:30 م]ـ

أساتذتي وأخوتي الأفاضل ... محمد سعد، ليث بن ضرغام، رعد أزرق ..

شكرا على هذا المرور العطر وعلى مشاركاتكم اللطيفة ..

بوركتم ودمتم بخير ..

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 07:20 م]ـ

فيما يأتي طائفة من أشعاره في الزهد

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 07:24 م]ـ

إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ

إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ = خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ

ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ مَا مضَى = وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب

لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ = ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ

فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى = ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ

إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهمِ = وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْت غَريبُ

وإنَّ أمرءًا قَدْ سارَ خمسِينَ حِجَّة ٍ = إلى مَنْهِلِ مِنْ وردِهِ لقَرِيبُ

نَسِيبُكَ مَنْ ناجاكَ بِالوُدِّ قَلبُهُ = ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِ نَسيبُ

فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما = بقرضِكَ تُجْزَى والقُرُوضُ ضُروبُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير