[قصيدة في رثاء الابناء لابن الرومي.]
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 01:13 م]ـ
:)::::)
السلام عليكم.
يسعدني ان اشارك معكم في هذة القصيدة الشعرية التي اخترتها لكم من ديوان ابن الرومي في رثاءابنه الاوسط محمد والتي تعتبر من اجمل ما قيل في رثاء الابناء.
وارجو أن تعطوني رائيكم فيها ..........
بكاؤكما يشفي و إن كان لا يجدي، .... فجودا فقد أودى نظيركما عندي
بنيّ الذي أهدته كفايّ للثرى .... فيا عزة المهدى، ويا حسرة المهدي
ألا قاتل الله المنايا و رميها ..... من القوم حبات القلوب على عمد
توخى حمام الموت أوسط صبيتي ..... فلله كيف اختار واسطة العقد
على حين شمت الخير من لمحاته ...... و آنست من أفعاله آية الرشد
طواه الردى عني، فأضحى مزاره ...... بعيداً على قرب، قريباً على بعد
لقد أنجزت فيه المنايا و عيدها، ....... وأخلفت الآمال ما كان من وعد
لقد قل بين المهد و اللحد لبثه ...... فلم ينس عهد المهد،إذ ضم في اللحد
ألح عليه النزف حتى أحاله ...... إلى صفرة الجاديّ عن حمرة الورد
و ظلّ على الأيدي تساقط نفسه ...... ويذوي كما يذوي القضيب من الرند
فيا لك من نفس تساقط أنفساً ....... تساقط در من نظام بلا عقد
عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له ....... ولو أنه أقسى من الحجر الصلد
بودي أني كنت قد مت قبله ....... و أن المنايا، دونه،صمدت صمدي
ولكن ربي شاء غير مشيئتي، ........ وللرب إمضاء المشيئة، لا العبد
و ما سرني أن بعته بثوابه، ....... و لو أنه التخليد في جنة الخلد
و لا بعته طوعاً، ولكن غصبته ...... و ليس على ظلم الحوادث من معد
و إني وإن متعت بابنيّ بعده، ....... لذاكره ما حنّت النيب في نجد
وأولادنا مثل الجوارح، أيها ....... فقدناه، كان الفاجع البيّن الفقد
لكل مكان لا يسد اختلاله ...... مكان أخيه في جزوع ولا جلد
هل العين بعد السمع تكفي مكانه ....... أم السمع بعد العين، يهدي كما تهدي؟
لعمري لقد حالت بي الحال بعده، ...... فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي
ثكلت سروري كله إذ ثكلته، ....... و أصبحت في لذّات عيشي أخا زهد
أريحانة العينين والأنف و الحشا ..... ألا ليت شعري، هل تغيرت عن عهدي
سأسقيك ماء العين ما أسعدت به ....... وإن كانت السقيا من العين لا تجدي
أعينيّ جودا لي، فقد جدت للثرى، ..... بأنفس مما تُسألان من الرفد
أقرة عيني، قد أطلت بكاءها ....... و غادرتها أقذى من الأعين الرمد
أقرة عيني، لو فدى الحي ميّتاً ........ فديتك بالحوباء أول من يفدي
كأني ما استمتعت منك بضمة ....... و لا شمة في ملعب لك أو مهد
ألام لما أبدي عليك من الأسى ...... و إني لأخفي منه أضعاف ما أبدي
محمد، ما شيء توهم سلوة ....... لقلبي إلاّ زاد قلبي من الوجد
أرى أخويك الباقيين كليهما ....... يكونان للأحزان أورى من الزند
إذا لعبا في ملعب لك لذّعا ....... فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
فما فيهما لي سلوة، بل حزازة ....... يهيجانها دوني، وأشقى بها وحدي
وأنت، وإن أفردت في دار وحشة ........ فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أود إذا ما الموت أوفد معشراً ....... إلى عسكر الأموات، أني من الوفد
ومن كان يستهدي حبيباً هدية ....... فطيف خيال منك في النوم أستهدي
عليك سلام الله مني تحيّة ........ ومن كل غيث صادق البرق و الرعد
:):):):)
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 04:07 م]ـ
سئل أعرابي لماذا أصدق شعركم الرثاء قال: "لأننا كنا نقول وأكبادنا تحترق"
جميل ما اخترته لنا أخي عصام فهذه القصيدة رائعة من روائع الرثاء لما تتحلى به من صدق في العاطفة وبراعة في الأسلوب.
لقد اخترت فأحسنت الاختيار، فإلى الأمام.
بارك الله فيك
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 04:23 م]ـ
:):):)
شكراً لك أخي ليث على هذا المرور الكريم.
وجزاك الله خير.
فهذا من ذوقك الرفيع فشكراً لك مرةًأخرى:):):).
ـ[رحيق القلم]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 08:11 م]ـ
جميل مااخترت لنا أخي عصام
والله لم أقرأ مرثية أجمل ولا أصدق ولاأرق من هذه المرثية!!
لطالما رددتها وتمثلت بها وتوجدت بلحنها الموسيقي الحزين في مواطن مشابهه، وقد استمتعت بقراءتها الساعة كامله بصوت شجي وأنا استلهم ذكريات أحبة انتزعهم الموت انتزاعا على حين غرة!!
إنها جمرة من الوجد والشوق استحالت شعرا على لسان ابن الرومي!!
شكرا لك أخي عصام مرة أخرى على حسن الاختيار
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 08:22 م]ـ
:):):)
مشكورة أختي رحيق القلم هلى هذا المرور الطيب.
أن شاء الله ما تشوفين شر بعد كذة.
اما من فقدتيهم فهم في رحمت الله.
بارك الله فيك ومشكورة.
:)
تحياتي:)
..........