أيُّهما أشعَر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 11:43 م]ـ
قال الشعبي: تشاجر الوليد بن عبد الملك ومَسلَمة أخوه في شعر امريء القيس والنابغة في طول الليل، أيهما اشعر، فقال الةليد: النابغة أشعر. وقال مسلمة: بل امرؤ القيس اشعر. فرضيا بالشعبي حَكَماً. فأحضراه، فأنشد الوليد قول النابغة:
كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب= وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض= وليس الذي يرعى النجوم بآيب
وصدرٍ أراح الليل عازب همِّه= تضاعف فيه الحزن من كل جانبوأنشد مسلمة قول امريء القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله= عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه= وأردف أعجازاً وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي = بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فيا لك من ليل كأن نجومه= بكل مغار الفتل شدت بيذبل
برأيك من الأشعر؟ ولمن كان الحكم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 11:57 م]ـ
يكفي قول امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
لكي يكون الأفضل:)
ويعد أذنك يا أخي الكريم سأقوم بشرح موجز عن أبيات امرئ القيس لجزالة بعض الكلمات:
قول امرئ القيس:
وليلٍ كموج البحر، أرخى سدوله = علي بأنواع الهموم، ليبتلي
"السدول": الستور. و "يبتلي": ينظر ما عندي من صبر أو جزع.
فقلت له، لما تمطى بصلبه = وأردف اعجازاً وناء بكلكل
"تمطى": امتد. و "صلبه": وسطه. و"أردف": أتبع. و "أعجازه": مآخيره. و "ناء": نهض. و "الكلكل": الصدر.
ألا أيها الليل الطويل، ألا انجلي = بصبحٍ، وما الإصباح منك بأمثل
أي: ما الإصباح بخير لي منك. والياء في انجلي أثبتها في الجزم على لغة طيئ.
فيالك من ليلٍ كأن نجومه، بكل مغار الفتل، شدت بيذبل!
"المغار": الحبل المحكم الفتل. و "يذبل": جبل.
كأن الثريا علقت في مصامها = بأمراس كتانٍ إلى صم جندل
"في مصامها": في مقامها. و "الأمراس": الحبال. و "الجندل": الحجارة. و "الصم": الصلاب.
فأما قول النابغة:
وصدرٍ أراح الليل عازب همه
فإنه جعل صدره مألفاً للهموم، وجعلها كالنعم العازبة بالنهار عنه، الرائحة مع الليل إليه، كما تريح الرعاة السائمة بالليل إلى مكانها.
وهو أول من وصف أن الهموم متزايدة بالليل؛ وتبعه الناس، فقال المجنون:
يضم إلي الليل أطفال حبها = كما ضم أزرار القميص البنائق
وهذا من المقلوب:، أراد: كما ضم أزرار القميص البنائق - ومثل هذا كثير - فجعل
المجنون ما يأتيه في ليله، مما عزب عنه في نهاره، كالأطفال الناشئة.
عليكم بالباقي واعتذر على الإطالة ...
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 11:57 م]ـ
بالرأي المجرد يا أبا فادي وبدون الخوض في التفاصيل أظن أبيات إمرئ القيس أروع ومن الدلالات على ذلك أن مسلمه من اتى بها،
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:25 ص]ـ
وهل يخفى الحُكم على من يمتلك ذائقة أدبية مثلك، ولا أنسى أخي وصديقي أحمد الغنام
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:53 ص]ـ
أما أنا فأعتقد أن المهلهل أشعر من الإثنين معا بقوله:
أليلتنا بذي حسم أنيري = إذا أنت إنقضيت فلا تحوري
فإن يك بالذناب طال ليلي = فقد أبكي من الليل القصير
وأنقذني بياض الصبح منها = لقد أنقذت من شر كبير
كأن كواكب الجوزاء عوذ = معطفة على ربع كسير
كأن الجدي في مثناه ربق = أسير أو بمنزلة الأسير
كأن النجم إذا ولى سحيرا = فصال جلن في يوم مطير
كواكبها زواحف لاغبات = كأن سماءها بيدي مدير
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 01:09 ص]ـ
أشكرك أخي رعد على هذا المرور الطيب، واشكرك على ما أتيت به، كنت أود من طرح مشاركتي بيان وجه الجمال وكيف حكمنا على هذا الجمال بالنسبة لطول الليل، أما وقد جئت بهذه الأبيات الرائعة لتكن هذه الزاوية لأجمل ما قيل في وصف الليل وطوله. مع كل الحب
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 01:14 ص]ـ
بارك الله لك أخي محمد سعد على شحذ الذهب بهذه الأبيات التي تتطلب النظرة المتانية ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 01:26 ص]ـ
الأخ رسالة الغفران أشكرك على هذا المرور الجميل، لقد أمتعتنا بهذا التوضيح.