[مختارات من اللافتات]
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:32 ص]ـ
في هذا الموضوع أنتقي بعض ما خطت يد الشاعر الفذ أحمد مطر وما جادت به تلك القريحة الشعرية المتوقدة و الآن أترككم مع بعض لافتاته:
الثور والحظيرة
الثورُ فرَّ من حظيرةِ البَقَرْ
الثورُ فَرْ
فَثارتْ العُجولُ في الحَظيرهْ
تبكي فِرارَ قائدِ المَسيرهْ
وشُكِّلَتْ على الأَثَرْ
مَحكَمةٌ .. ومؤتَمرْ
فقائلٌ قالَ: قَضَاءٌ وَقَدَرْ
وقائلٌ: لقَدْ كَفَرْ
وقائلٌ: إلى سَقَرْ
وبعضُهمْ قالَ: امنَحوهُ فرصَةً أخيرهْ
لَعَلّهُ يعودُ للحظيرهْ
وفي خِتام المؤتَمرْ
تقاسَموا مَرْبِطَهُ .. وجَمّدوا شَعيرَهْ
* * *
وبعدَ عامٍ، وقَعَتْ حادِثَةٌ مُثيرهْ
لم يَرجِعِ الثَّورُ
ولكنْ
ذَهَبتْ وراءهُ الحَظيرهْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:34 ص]ـ
حكاية عباس
" عبّاسُ " وَراء المِتراسْ
يَقِظٌ .. مُنْتَبِهٌ .. حَسّاسْ
منذ سنين الفتحِ .. يُلَمِّعُ سَيْفَهْ
ويُلَمِّعُ شَاربَه أيضاً ..
منتظراً .. مُحتضِناً دُفَّهْ!
* * *
بَلَعَ السارقُ ضَفَّهْ
قَلَّبَ عبّاسُ القِرطاسْ
ضَرَبَ الأخماسَ لأسداسْ
بقيتْ ضَفَّهْ
لملمَ عبّاسُ ذخيرتَه والمتراسْ
ومضى يصقُل سَيفَه
* * *
عَبَرَ اللصُّ إليهِ .. وَحَلّ ببيتِهْ
أصبَحَ ضيفَهْ
قدَّمَ عبّاسُ لهُ القهوهْ
ومضى يصقُل سَيفَه
* * *
صرخَتْ زوجتُه: عبّاسْ
أبناؤكَ قتلى .. عبّاسْ
ضيفُكَ رَاودني عبّاسْ
قُم أنقذني يا عبّاسْ
* * *
عبّاسُ وَراء المِتراسْ
مُنْتَبِهٌ .. لم يسمَعْ شيئاً
زوجتُه تغتابُ الناسْ!
* * *
صرخَتْ زوجتُه: عبّاسْ
الضيفُ سيسرقُ نعجتَنا
عبّاس اليَقِظُ الحسّاسْ
قَلَّبَ أوراقَ القِرطاسْ
ضَرَب الأخماسَ لأسداسْ
أرسل برقيةَ تهديدْ!
* * *
- فلمن تصقُل سيفَكَ يا عبّاسُ!
- لوقتِ الشِّدهْ
- أصقلْ سيفَكَ يَا عبّاسْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 12:33 ص]ـ
الجدار
وقفتُ في زنزانتي
أُقَلِّبُ الأفكارْ:
أنا السجينُ ها هُنا
أم ذلك الحارسُ بالجوارْ؟
فكلُّ ما يفصلنا جدارْ
وفي الجدارِ فتحةٌ
يرى الظلامَ من ورائِها
وألمحُ النهارْ!
* * *
لحارسي، ولي أنا .. صِغارْ
وزوجةٌ ودارْ
لكنَّهُ مثلي هُنا
جاءَ بهِ وجاءَ بي قَرارْ
وبيننا الجدارْ!
يوشِكُ أن ينهارْ!
* * *
حدّثني الجدارْ
فَقال لي: أنّ الذي ترثي لهُ
قد جاء باختيارهِ
وجئتَ بالإجبارْ.
وقبل أن ينهارَ فيما بيننا
حدّثني عن أَسَدٍ
سجَّانُهُ حِمارْ!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 12:40 ص]ـ
لن أُنافق
نافِقْ
ونافِقْ
ثمَّ نافِقْ، ثمَّ نافِقْ.
لا يَسلَمُ الجسدُ النحيلُ من الأذى
إنْ لم تُنافِقْ.
نافِقْ
فماذا في النفاقِ
إذا كَذَبْتَ وأنتَ صادِقْ؟
نافِقْ
فإنَّ الجهلَ أن تَهوي
ليرقى فوقَ جُثَّتِكَ المنافِقْ
لكَ مَبدأٌ؟ لا تَبْتَئِسْ
كُنْ ثابتاً
لكنْ .. بمختلَفِ المناطِقْ!
واسبِقْ سِواكَ بكلِّ سابِقَةٍ
فإنَّ الحُكْمَ محجوزٌ
لأربابِ السوابِقْ
* * *
هذي مقالةُ خائِفٍ
مُتملِّقٍ، مُتسلِّقٍ
ومقالتي: أَنا لنْ أُنافِقْ
حتّى ولو وضعوا بِكَفَيَّ
المغاربَ والمشارِقْ.
يا دافنينَ رُؤوسَكُمْ مِثلَ النَعامِ
تَنَعَّمُوا.
وتَنقَّلوا بينَ المبادئِ كاللقالِقْ
وَدَعوا البطولةَ لي أنا
حيثُ البطولةُ باطِلٌ
والحَقُّ زاهِقْ!
هذا أنا
أُجْري مع الموتِ السباقَ
وإنّني أدري بأَنَّ الموتَ سابِقْ
لكنّما سَيظلُّ رأسي عالياً أبداً
وحَسْبي أَنَّني في الخَفْضِ شاهِقْ!
فإذا انتهى الشوطُ الأخيرُ
وصَفَّقَ الجَمْعُ المنافِقْ
سَيَظَلُّ نَعْلِي عالياً
فوقَ الرؤوسِ
إذا علا رأسي
على عُقَدِ المشانِقْ!
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 01:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الليث ,على هذه المختارات واللافتات.
لكن أين صاحبي حسن؟؟؟؟
ها هو:
زارَ الرّئيسُ المؤتمن
بعضَ محافظات الوَطنْ
وحينَ زارَ حينا
قالَ لنا:
هاتوا شكاواكم بصِدقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أَحَداً ..
فقَدْ مضى ذاكَ الزّمَنْ.
فقالَ صاحِبي (حَسَنْ):
يا سيّدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ؟
وأينَ توفيرُ الدّواءَ للفقيرِ بلا ثَمَنْ؟
يا سيّدي
لمْ نَرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً.
قالَ الرئيسُ في حَزَنْ:
أحْرَقَ ربّي جَسَدي
أَكُلُّ هذا حاصِلٌ في بَلَدي؟!
شُكراً على صِدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَدي
سوفَ ترى الخيرَ غَداً.
**
وَبَعْدَ عامٍ زارَنا
ومَرّةً ثانيَةً قالَ لنا:
هاتوا شكاواكُمْ بِصدْقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أحَداً
فقد مَضى ذاكَ الزّمَنْ.
لم يَشتكِ النّاسُ!
فقُمتُ مُعْلِناً:
أينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ؟
وأينَ توفيرُ الدّواءَ للفقيرِ بلا ثَمَنْ؟
.. وَأينَ صاحبي (حَسَنْ)؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 11:47 م]ـ
حكمة الغاب
تَعدو حميرُ الوحشِ في غاباتِها
مُسَوَّمَهْ.
قويَّةً مُنتَقِمَهْ
لا تقبلُ الترويضَ والمُسالَمَهْ.
فالغابُ قد عَلَّمَها
أن تركلَ السِلْمَ وراءَ ظهرِها
لكي تَظلَّ سالِمَهْ!
* * *
وفي زَرائبِ القُرى .. المنظَّمَهْ
تغفو الحميرُ الخادمَهْ
ذليلةً مُسْتسلِمَهْ
لأنَّها قد نَزَعتْ جُلودَها المقلَّمَهْ
وعافتِ المُقاوَمَهْ
وأصبحتْ مُطيعةً. .
تسيرُ حَسْبَ الأنظمَهْ!
¥