[سرقات المتنبي]
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 02:55 ص]ـ
سرقات المتنبي ممن سبقه من الشعراء ومن بعض معاصريه كما ورد في كتاب يتيمة الدهرفي محاسن أهل العصر للثعالبي
قال عمرو بن كلثوم:
فآبوا بالنهاب وبالسبايا= وإبنا بالملوك مصفدينا
أخذه أبو تمام فأحسن إذ قال:
إن أسود الغاب همتها =يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
وأخذه أبو الطيب فلم يحسن في تكرير لفظ النهب وذكر القماش إذ هو من ألفاظ العامة:
ونهب نفوس أهل النهب أولى = بأهل المجد من نهب القماش
وقال بشار بن برد:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا = وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه
أخذه أبو الطيب وذكر الرماح مكان الأسياف فقال:
وكأنما كسي النهار بها دجى = ليل، وأطلعت الرماح كواكبا
وقال مسلم بن الوليد:
أرادوا ليخفوا قبره من عدوه = فطيب تراب القبر دل على القبر
ألم به أبو الطيب فقال:
وما ريح الرياض لها ولكن = كساها دفنهم في التراب طيبا
وقال الفرزدق:
وكنت فيهم كممطور ببلدته = يسر أن جمع الأوطان والمطرا
أخذه أبو الطيب فقال:
وليس الذي يتبع الوبل رائداً =كمن جاءه في داره رائد الوبل
وقال أبو نواس، ويقال: إنه أمدح بيت للمحدثين:
وكلت بالدهر عيناً غير غافلة = بجود كفيك تأسو كل ما جرحا
أخذه أبو الطيب وزاد فيه حسن التشبيه فقال:
تتبع آثار الرزايا بجوده = تتبع آثار الأسنة بالقتل
وقال أبو نواس، وهو من قلائده في وصف الخمر:
إذا ما أتت دون اللهاة من الفتى =دعا همه من صدره برحيل
أخذه أبو الطيب ونقله إلى معنى آخر فقال:
وما هي إلا لحظة بعد لحظة =إذا نزلت في قلبه رحل العقل
وقال ابن عيينة، ويروي للخليل:
زر وادي القصر، نعم القصر والوادي = في منزل حاضر، إن شئت، أو بادي
ترقى به السفن والظلمان حاضرة = والضب والنون والملاح والحادي
وهذا أحسن ما قيل في وصف مكان يجمع بين أوصاف البر والبحر والحاضرة والبادية، ألم به أبو الطيب في وصف متصيد عضد الدولة بناحية سهلية جبلية تجمع الأضداد:
سقياً لدشت الأرزن الطوال = بين المروج الفيح والأغيال
مجاور الخنزير والرئبال= داني الخنانيص من الأشبال
مستشرف الدب على الغزال = مجتمع الأضداد والأشكال
وقال بعض العرب، وهو من الأمثال السائرة:
إذا بل من داء به ظن أنه = نجا، وبه الداء الذي هو قاتله
أخذه أبو الطيب فقال واحسن:
وإن أسلم فما أبقى ولكن =سلمت من الحمام إلى الحمام
وقال بعض الرجاز:
هل يغلبني واحد أقاتله = ريم على لباته سلاسله
سلاحه يوم الوغى مكاحله
أخذه أبو الطيب فأكمل الوصف وأظهر الغرض حيث قال:
من طاعني ثغر الرجال جآذر= ومن الرماح دمالج وخلاخل
ولذا اسم أغطية العيون جفونها = من أنها عمل السيوف عوامل
وقال أبو تمام:
غربت خلائقه وأغرب شاعر =فيه فأبدع مغرب في مغرب
أخذه أبو الطيب فقال:
شاعر المجد خدنه شاعر اللف = ظ كلانا رب المعاني الدقاق
وقال ابن الرومي:
لا قدست نعمى تسربلتها = كم حجة فيها لزنديق
أخذه أبو الطيب فقال:
فإنه حجة يؤذي القلوب بها = من دينه الدهر والتعطيل والقدم
ولابن الرومي وقد أجاد:
وأحسن من عقد العقيلة جيدها =وأحسن من سربالها المتجرد
أخذه أبو الطيب فقال:
ورب قبح وحلي ثقال = أحسن منها الحسن في المعطال
وقال عبيد الله طاهر:
وجربت حتى لا أرى الدهر مغرباً = علي بشيء لم يكن في تجاربي
أخذه أبو الطيب فقال:
قد بلوت الخطوب حلواً ومراً = وسلكت الأيام حزناً وسهلا
وقتلت الزمان علماً فما يغ = رب قولاً ولا يجدد فعلا
وكرر هذا المعنى فقال:
عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا = فلما دهتنا لم تزدني بها علماً