تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دعونا نتذكر هنيهات!]

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:11 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الرحمن وبركاته ..

هذه القصيدة ليست بجديدة على أهل الأدب ولكن كم هو جميل أن نذكر بعضنا بعضا بهادم اللذات ألا وهو الموت الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد .. فكما يقول لبيد ..

ألا كل ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائلُ.

وكل أناس سوف تدخل بيوتهم ... دويهية تصفر منها الأنامل.

تقول القصيدة ..

ِالنفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت ... أن السعادة فيها ترك ما فيها

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها ... إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنُه ... وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها

أين الملوك التي ِِِمتسلطنة ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

فكم مدائنٍ في الآفاق قدِِ بنيت ... أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها ... فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها

لكل نفس وان كانت على وجلٍ ... من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها

المرء يبسطها والدهر يقبضُها ... والنفس تنشرها والموت يطويها

إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ ... الدين أولها والعقل ثانيها

والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والفضل سادسها

والبر سابعها والشكر ثامنها ... والصبر تاسعها واللين باقيها

والنفس تعلم أني لا أصادقها ... ولست ارشدُ إلا حين أعصيها

واعمل لدارغداً رضوانُ خازنها ... والجار أحمد والرحمن ناشيها

قصورها ذهب والمسك طينتها ... والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل ... والخمريجري رحيقاً في مجاريها

والطيرتجري على الأغصان عاكفةً ... تسبحُ الله جهراً في مغانيها

من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها ... بركعةٍ في ظلام الليل يحييها

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:16 ص]ـ

وتقول فصيدة أخرى أشد على النفس إيلام ..

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِِ = إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ = على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ

لا تَنْهَرنَّ غريباً حَالَ غُربتهِ = الدَّهْرُ يَنْهْرُه بالذُّلِ والمِحَنِ

ِسَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني = وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني

وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها = الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ

مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني = وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

تَمُرُّ ساعاتُ أَيَّامي بِلا نَدَم = ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حَزَنِ

أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً = عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني

يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ =يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها =وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ

دَعْ عَنْكَ عَذْلي يَا مَنْ كان يَعْذِلُني =لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا بي كُنْت تَعْذُرُني

دَعْني أَسِحُّ دُمُوعاً لا انْقِطَاعَ لَهَا =فَهَلْ عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَا تُخَلِّصُني

كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحَاً =عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني

كَأَنَني وَحَوْلي مَنْ يَنُوحُ ومَنْ =يَبْكِي عَلَيَّ ويَنْعَاني وَيَنْدُبُني

وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني =وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليومَ يَنْفَعُني

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها =مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها =وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا = بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ

وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ =نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني يُغَسِّلُني

وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً =حُراً أَرِيباً لَبِيباً عَارِفاً فَطِنِ

فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني =مِنَ الثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً =وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني =غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير