تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هذه اول مشاركه لي في موقعكم الجميل]

ـ[نادرمانع]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 10:36 م]ـ

هذه قصيدة ابي البقاء الرندي

"في رثاء الأندلس"

إذا تأملت في ابياتها وجدتها تعكس زماننا في بعض المواقع

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ من سره زمن ساءتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ

أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟

وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ؟ وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسان

وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟

أتى على الكل أمرٌ لا مَردّ لهُ حتى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا

لو صارَ ما كانَ من مُلكٍ ومن مَلكٍ كما حَكى عن خوالي الطيف وسنانُ

فجائع الدهر أنواع منوعة وللزمانِ مَسراتٌ وأحزان

وللحوادثِ سُلوانٌ يُسهلها وما لمَا حل بالإسلام سُلوانُ

دَهى الجزيرة أمرٌ لا عَزاء لهُ هوى لهُ أحدٌ وأنهدّ ثهلانُ

تبكي الحنيفية البيضاءُ من أسفٍ كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ

عَلى ديارٍ من الإسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ

حيثُ المساجدُ قد صَارت كنائسَ ما فيهنّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ

حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ حتى المنابر تَرثي وهي عيدانُ

ياغافلاً ولهُ في الدهر موعظة إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ

تلك المصيبةُ أنست ما تقدمها وما لها من طوال الدهر نسيانُ

ياراكبينَ عِتاقَ الخيلِ ضَامرة كأنّها في مجال السبقِ عُقبانُ

وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهفة كأنها في ظلام النقعِ نيرانُ

أعندَ كمُ نبأ من أهلِ أندلسٍ فقد سَرى بحديث القوم ركبانُ

كم يستغيث بنا المستضعفونَ وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ

مَاذا التقاطعُ في الإسلام بينكمُ وأنتمُ ياعبادَ الله إخوانُ

ألا نُفوسٌ أبياتٌ لها هِمَمٌ أمَا على الخير أنصارٌ وأعوانُ

يَا مَن لذلة قومٍ بعد عِزهمُ أحالَ حالهمُ جَورٌ وطغيانُ

بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم واليومَ هُم في بلاد الكفر عُبدانُ

لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَدٍ إن كانَ في القلب إسلامٌ وإيمانُ

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 10:52 م]ـ

مشكور على هذه المشاركة الجميلة، فعلا بداية موفقة.

بعد إذنك سأقوم بنقل القصيدة منسقة

لكل شيء إذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمور كما شاهدتها دول = من سرهُ زَمنٌ ساءته أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحد = ولا يدوم على حال لها شانُ

يُمزق الدهرُ حتماً كلّ سابغة = إذا نبت مشرفيات وخرصانُ

وينتضي كل سيف للفناء ولو = كان ابن ذي يزنٍ والغمد غمدانُ

أين الملوك ذوي التيجان من يمن = وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟

وأين ما شادهُ شدّاد في إرم = وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟

وأين ما حازه قارون من ذهبٍ = وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟

أتى على الكل أمر لا مرد له =حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا

وصار ما كان من ملك ومن ملكٍ = كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ

فجائع الدهر أنواع منوعةٌ = وللزمان مسراتٌ وأحزانُ

دار الزمان على (دارا) وقاتله = وأم كسرى فما آواه إيوانُ

كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ = يوماً ولا ملك الدنيا سليمانُ

وللحوادث سلوان يسهلها =وما لما حلَّ بالإسلام سلوانُ

دهى الجزيرة أمر لا عزاء له = هوى له أحدٌ وانهدّ ثهلانُ

أصابها العين في الإسلام فارتأزت = حتى خلت منه أقطار وبلدانُ

فاسأل (بلنسية) ما شأن (مرسية) = وأين (شاطبة) أم أينَ (جيان)؟

وأين (قرطبة) دار العلوم فكم =من عالم قد سما فيها له شان؟

وأين (حمص) وما تحويه من نزه = ونهرها العذب فياض وملانُ

قواعدٌ كن أركان البلاد فما =عسى البقاء إذا لم تبق أركانُ

تبكي الحنيفية البيضاء من أسف = كما بكى الفراق الألف هيمانُ

على الديار من الإسلام خالية = قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ

حيث المساجد قد صارت كنائس ما = فيهن إلا نواقيس وصلبانُ

حتى المحاريب تبكي وهي جامدة = حتى المنابر ترثي وهي عيدانُ

يا غافلاً وله في الدهر موعظة = إن كنتَ في سنةٍ فالدهر يقظانُ

وماشياً مرحاً يلهيه موطنه = أبعد (حمص) تغر المرء أوطانُ!!!؟

تلكَ المصيبةُ أنْسَتْ ما تَقَدَّمَها = ومالهَا من طوالِ الدَّهرِ نِسيانُ

يا راكبينَ عتاقَ الخيلِ ضامرةً = كأنَّها في مجالِ السَبقِ عُقبانُ

وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهَفةً = كأنَّها في ظَلامِ النَّقعِ نيرَانُ

أَعندكُم نبأٌ من أهلِ أندلُسٍ = فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ

كَم يستغيثُ بنا المستضعفونَ وهُم = قَتلى وأسرَى فما يهتزُ إنسانُ

لماذا التقاطعُ في الإسلامِ بينكمُ = وأنتم يا عبادَ اللهِ إخْوانُ

يا من لذلَّةِ قومٍ بعدَ عزَّتِهِم = أحالَ حالهُمْ جورٌ وطُغيانُ

بالأمسِ كانُوا مُلُوكاً في منازلهِم = واليومَ هم في بلادِ الكفرِ عُبدانُ

فلو تراهُم حَيَارى لا دليلَ لهم = عليهِمْ مِن ثيابِ الذُّلِ ألوَانُ

يا ربَّ أمٍ وطفلٍ حِيلَ بينهُما = كما تُفرَّقُ أرواحٌ وأبدانُ

وطفلةٌ مثلَ حُسنِ الشمسِ إذ طلعت= كأنَّما هي ياقوتٌ وَمَرجانُ

يقودُها العِلْجُ للمكروُهِ مكرَهةً = والعينُ باكيةٌ والقَلبُ حيرانُ

لمثلِ هذا يبكِي القلبُ مِن كَمدٍ = إن كانَ في القَلبِ إسلامٌ وإيمانُ [/ QUOTE]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير