تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المجنون الشاعر]

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 10:41 م]ـ

يروى عن المبرد أنه قال: خرجت أنا وجماعة من أصحابي مع المأمون، فلما قربنا من نحو الرقة فإذا نحن بدير كبير فأقبل إلي بعض أصحابي فقال: مل بنا إلى هذا الدير لننظر من فيه، ونحمد الله، سبحانه، على ما رزقنا من السلامة. فلما دخلنا إلى الدير رأينا مجانين مغلولين، وهم في نهاية القذارة، فإذا منهم شابٌ عليه بقية ثياب ناعمة، فلما بصر بنا قال: من أين أنتم يا فتيان، حياكم الله؟ فقلنا: نحن من العراق. فقال: يا بأبي العراق وأهلها! بالله أنشدوني أو أنشدكم؟ فقال المبرد: والله إن الشعر من هذا لطريف. فقلنا: أنشدنا! فأنشأ يقول:

الله يعلمُ أنّني كَمِدُ = لا أستطيعُ أبثُّ ما أجِدُ.

روحانِ لي: رُوحٌ تضَمّنَها = بلَدٌ، وأُخرَى حازَها بلَدُ.

وَأرَى المُقيمَةَ ليس ينفعُها = صبرٌ، ولا يقوَى بها جَلَدُ.

وأظُنّ غائبَتي، كَشاهِدَتي، = بِمكانها تجِدُ الذي أجِدُ. قال المبرد: إن هذا لطريف، والله زدنا! فأنشأ يقول:

لمّا أناخُوا قُبَيْلَ الصُّبْحِ عِيسَهُمُ = وَرَحّلوها، فسارت بالهوَى الإبلُ.

وَأبرَزَتْ من خِلالِ السِّجْفِ ناظِرَها = ترنو إليّ وَدمعُ العينِ مُنْهَمِلُ.

وَوَدّعَتْ بِبَنانٍ عَقدُها عَنَمٌ، = ناديتُ لا حَمَلَت رجلاك يا جَمَلُ!

ويلي من البَينِ! ماذا حلّ بي وبِها، = من نازِلِ البينِ حانَ الحَينُ وارْتَحَلوا.

يا رَاحلَ العِيس عَجّل كيْ نُوَدّعَها! = يا رَاحلَ العِيس في ترْحالكَ الأجلُ!

إنّي على العَهدِ لم أنقض مَودّتَهم، = فليتَ شعري لطولِ العهد ما فعلوا؟ فقال رجل من البغضاء الذين معي: ماتوا! قال: إذاً فأموت. فقال له: إن شئت. قال: فتمطى واستند إلى السارية التي كان مشدوداً فيها فما برحنا حتى دفناه.

مصارع العشاق الجزء الأول ص22 - 23

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 10:57 م]ـ

أحسنت أخي ليث .. موضوع جميل

ولكن هل تعلم من هو هذا الشاعر؟؟

جادك الغيث يا ليث:)

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 11:56 م]ـ

أحسنت أخي ليث .. موضوع جميل

ولكن هل تعلم من هو هذا الشاعر؟؟

جادك الغيث يا ليث:)

عثرت على تسعة مصادر تذكر القصة وهي: العقد الفريد، وأمالي الزجاجي، ونهاية الأرب في فنون الأدب، وعقلاء المجانين، وغرر الخصائص الواضحة، وتزيين الأسواق في أخبار العشاق، ومصارع العشاق، وأخبار أبي القاسم الزجاجي، و المحب والمحبوب و المشموم و المشروب، ولم أجد من ينسب هذه الأبيات لشاعر باستثناء كتاب [المحب والمحبوب و المشموم و المشروب]

فقد نسبها إلى [ماني المُوَسْوِسُ]

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 12:18 ص]ـ

لا يمكنني القول إلا .. شكرا

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 12:25 ص]ـ

قال مساور الوراق: قلت لمجنون كان عندنا، وكان شاعراً، ويقال إن عقله ذهب لفقد ابنة عم كانت له، فقلت له يوماً: أجز هذا البيت:

وَما الحُبُّ إلاّ شُعلةٌ قَدحَتْ بها = عيونُ المَها باللَّحظِ بينَ الجوانِحِ

قال فقال على المكان:

ونارُ الهوى تَخفَى، وفي القلبِ فِعلُها = كفعل الذي جادَت به كفُّ قادحِ

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 12:54 ص]ـ

يا رَاحلَ العِيس عَجّل كيْ نُوَدّعَها! = يا رَاحلَ العِيس في ترْحالكَ الأجلُ!

إنّي على العَهدِ لم أنقض مَودّتَهم، = فليتَ شعري لطولِ العهد ما فعلوا؟

مثال آخر يدل على وفاء الرجل وما أكثر هذه الأمثلة , فهل أتيت بمثله يدل على وفاء المرأة ...

غير الموضوع الذي جئت به من قبل في موضوع (من الحب ما قتل).

وأقترح موضوع للمناظرة بين وفاء الرجل ووفاء المراة (قصة من هنا وقصة من هناك).بارك الله فيك أخي الليث , كل مواضيعك مميزة ورائعة.

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 01:35 ص]ـ

يا رَاحلَ العِيس عَجّل كيْ نُوَدّعَها! = يا رَاحلَ العِيس في ترْحالكَ الأجلُ!

إنّي على العَهدِ لم أنقض مَودّتَهم، = فليتَ شعري لطولِ العهد ما فعلوا؟

مثال آخر يدل على وفاء الرجل وما أكثر هذه الأمثلة , فهل أتيت بمثله يدل على وفاء المرأة ...

غير الموضوع الذي جئت به من قبل في موضوع (من الحب ما قتل).

وأقترح موضوع للمناظرة بين وفاء الرجل ووفاء المراة (قصة من هنا وقصة من هناك).بارك الله فيك أخي الليث , كل مواضيعك مميزة ورائعة.

أخي رعد بارك الله فيك

بداية لست مدافعا أو محاميا عن المرأة ولا أنا من المتشدقين الذين يقولون كلاما يخلطون فيه الحابل بالنابل من أجل أن يظهروا أنهم متحضرون أو ليكسبوا ود المرأة باستعطافها، ولكني أحب أن أضع الأشياء موضعها، دون التحيز لطرف على حساب طرف.

ومع ذلك أخي رعد فأنا مستعد لذلك لكن ليس بالقصص ولكن بالمنطق، وبالحوار البناء، وأنا على ثقة بأنك صاحب منطق وعقلك متفتح وصدر واسع وصدقني إني لا أقول ذلك إلا بناء على ما خبرتك وعلمتك، وصدقني يا عزيزي أنني أعتز بك وأسعد كثيرا عندما تكون متصلا وأفتقدك كثيرا إن لم تكن متصلا.

وأرجو أن تفتح الموضوع الذي تحدثت عنه ولكن غدا لأني الآن مشغول بأعمال مدرسية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير