[الجزار الشاعر]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:41 ص]ـ
تصفحته على أحد المواقع وأحببت نقله هنا للمتعة والفائدة ...
[الجزار الشاعر]
كان الشاعر المصري أبو الحسين الجزار المولود سنة 601هـ يعمل بالجِزارة، مهنةِ أبيه وأهله، بجانب قرضه الشعر، حتى أصبح أكبر شاعرٍ في مدينة الفسطاط في عصره، فعنَّ له أن يتفرَّغ للشعر والأدب بعد اتِّصاله بكبار الحكَّام والوزراء والأمراء والكتاب، واعتقد أنَّ عطاياهم التي يغدقون بها عليه عند مدحهم ستوفِّر له العيش الرغيد، فما كان منه إلا أن ترك الجِزارة وهجاها بالأبيات التالية:
حسبي خرافًا بحرفتي حسبي = أصبحت منها مُعذَّبَ القلبِ
مُوسَّخَ الثوبِ والصحيفةِ من = طُولِ اكتسابي ذنبًا بلا كسبِ
أعملُ في اللحمِ للعِشاءِ ولا = أنالُ منه العَشا فما ذنبي؟!
خلا فؤادي ولي فمٌ وَسِخٌ = كأنني في جِزارتي كلبي
ولكن ذهبت أحلام الجزَّار الشاعر أدراج الرياح؛ إذ لم يجد سوق الأدب رائجةً كما توقَّع، رغم اتصاله بالكبراء والوزراء، وعندما جاء عيد الأضحى ولم يجد في بيته اللحوم- وهو الجزَّار! - راح يشكو الفقر والحاجة:
لا تسلني عن الزمان فإنني = قد بَدَتْ لي أضغانُهُ وحقودُه
زمنٌ لانَ عِطْفُهُ عند غيري = وهو عندي صعبُ المراسِ شديدُه
كيف يبقى الجزارُ في يومِ عيدِ = النحرِ رهنَ الإفلاسِ والعيدُ عيدُه؟!
يتمنَّى لحمَ الأضاحِي وعند = الناسِ منه طريُّهُ وقديدُه
وأخيرًا لم يستطع الجزَّار أن يعيش بالشعر، فاضطُّرَّ أن يرجع إلى الجِزارة؛ فهي أفضل بكثيرٍ من الأدب والثقافة في الحقب البلعوطية التي لا تهتم بالإبداع والفكر، فلما عاتبه شرف الدين بن قديم في ذلك أجابه شعرًا:
لا تلمني يا سيدي شرف الدين = إذا ما رأيتني قصَّابا
كيف لا أشكر الجزارةَ ما عشت = حفاظًا وأرفض الآدابا؟!
وبها أضحت الكلابُ تُرجِّيني = وبالشعرِ كنتُ أرجو الكلابا
ومع كل هذه المرارة والتجربة المؤلمة ظلَّ هذا الشاعر يقرض الشعر حتى تُوفِّي سنة 679هـ!!.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 05:45 ص]ـ
شكرا لك اخ أحمد على النقل ...
ولا أقول إلا قول دعبل:
عسى الله أن يأوي لذي الخلق إنه ** إلى كل قوم دائم اللحظات
ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 12:50 م]ـ
مشكور على النقل
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:16 م]ـ
وبها أضحت الكلابُ تُرجِّيني = وبالشعرِ كنتُ أرجو الكلابا
.
يكفيه هذا البيت حتى لو لم يقل غيره
يعجبني المديح ولا يعجبني من يجعل شعره لمن يدفع أكثرفذلك شحاذ وليس بشاعر
المديح أن تمدح من يستحق المدح أو من سبقت يده بالإحسان إليك
شكراً لك اخي احمد.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:39 م]ـ
شكرا لك اخ أحمد على النقل ...
ولا أقول إلا قول دعبل:
عسى الله أن يأوي لذي الخلق إنه ** إلى كل قوم دائم اللحظات
اللهم اغفر لنا واجعلنا ممن تنظر اليهم ... بارك الله لك اخي على المرور الكريم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:40 م]ـ
مشكور على النقل
والشكر موصول لك أختي الكريمة بنت فلسطين.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:42 م]ـ
يكفيه هذا البيت حتى لو لم يقل غيره
يعجبني المديح ولا يعجبني من يجعل شعره لمن يدفع أكثرفذلك شحاذ وليس بشاعر
المديح أن تمدح من يستحق المدح أو من سبقت يده بالإحسان إليك
شكراً لك اخي احمد.
بارك الله لك على كريم المرور وجميل التعليق والذي استفيد منه الكثير أخي الأحيمر.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 10:26 م]ـ
أخي أحمد الغنام موضوع رائع وفيه من العبر الكثير ...
الشعر كالفن إن انتظرت أن يكسبك المال لن تجيده ولن تكسب من ورائه شيئا.
وأذم الشعر من يراد منه جني المال ألا وهو (المدح).
ومن لا يجيد المدح لن يكسبه الشعر شيئا.
بارك الله فيك وزادك من مناهله.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 12:31 ص]ـ
أخي أحمد الغنام موضوع رائع وفيه من العبر الكثير ...
الشعر كالفن إن انتظرت أن يكسبك المال لن تجيده ولن تكسب من ورائه شيئا.
وأذم الشعر من يراد منه جني المال ألا وهو (المدح).
ومن لا يجيد المدح لن يكسبه الشعر شيئا.
بارك الله فيك وزادك من مناهله.
مرورك أيضاً رائع مع التعليق أخي رعد بارك الله لك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 09:04 ص]ـ
لاحرمنا شعر مبدعينا ..