[قصيدة في منتهى الروعة]
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 02:21 م]ـ
[ FONT="Arial Narrow"] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه القصيدة عبارة عن نص يُكتب بماء الذهب , و هي من نصوص العصر الأندلسي , و لم يُكتب لها الانتشار الواسع كما لغيرها من القصائد و مع ذلك فهي تزخر بكمٍ لا بأس به من الجمال و الروعة في الصور و الأخيلة , و الأصل أن توضع في منتدى الأدب و لكني تعمدت وضعها في القسم العام لكي يشاهدها أكبر عدد ممكن من الزوار , و بع ذلك لا بأس أن تُنقل إلى مكانها الأصلي , لا أطيل في المقدمة و أترك القصيدة تتحدث عن نفسها.
عنوان القصيدة: ضيعة الأدب
صاحب النص: ابو اسحاق إبراهيم بن عثمان بن محمد الكلبي المعروف ب (الغُزٍي)
يا حبًذا الطيف حيانا فأحيانا=أهدى لنا قُربهُ روْحاً و ريحانا
طيفُ الذي لو تجلى جهرةً لجلا=للصًبٍ من حسنه روضاً و بستانا
و طالعَ الطالعُ من مُفْترٍهِ و جنى=من نهده لمريض القلب رمانا
أفدي الغزالَ الذي غازلتُهُ سَحَراً=و النومُ يكسر من عينيه أجفانا
قال الرقيب على بُعْدٍ فقلت بلى=الآن أمكن وقت الفرصة الآنا
مُتَعْتَعٌ زئبقيُّ العهد تحسبه=من خمر مقلته في الصحو سكرانا
إذا شكوتُ الهوى قالت لواحظه=لا يُعمل السحرُ في موسى بن عمرانا
لو لم يكن ذاك ما ألقى ذُؤابَتَهُ=لأصبحتْ في عيون الناس ثعبانا
تبارك اللهُ ما أحلاك مبتسماً=و ما أمرَّ التجني منك غضبانا
عهدي به و هو يومَ البينِ ملتفتٌ=تلفُّتَ الرئمِ يخشى الصيد عطشانا
و الشوقُ قد ملَكَ الأرواحَ مُحْتَكِماً=فما يخاطبه إلا بمولانا
سارَقْتُهٌ لحظةً فانْهلَّ مدْمَعُهُ=خوفاً و صار لجين الخد قيعانا
حتَّامَ يُضْمِرُ عزمي في المنى زمني=كالاسم يضمرهُ النحويُ في كانا
بضاعتي أدبٌ بارت تجارتُهٌ=فصار ما كان ربحاً من خُسْرانا
و فيًّ طبعٌ و خيرُ القول أصْدًقُهُ=و لست ممن يصوغُ الصدق بهتانا
لا أرتضي للجديد العهد في شرف=مجداً و إن جاوزَ الشّعرى و كيوانا
و ربما أهجر الشطرنج محتسباً=كي لا أرى بيذقاً قد صار فرزانا
إن عرَّكتني خطوبٌ لنتٌ في يدها=فالعُودُ لا يستوي إلا إذا لانا
إني ظُلمتٌ و إن لم تَسْتَبِح إبِلي=بنو اللقيطةِ من ذُهْلِ بن شيبانا
و ما أُغيرَ على البلعنبري بها=كما أُغيرَ على شِعري بجُرحانا
أستودع الله من ألبسْتُهُ مِدَحي=و سِرْتُ من حُلًّةِ التعويض عُريانا
ما فارَ تنورُ قلبي من تذَكُّرِهِ=إلا ليجعل في الأجفان طوفانا
و مَهْمَهٍ لا تكاد الريحُ تعبٌرُهُ=إلا بخط جواز من سليمانا
ركبتُهُ و هو مثلُ السيف منصلتاً=و كلُّ صعب إذا مارستَهُ هانا
و للمطامع أسباب يصير بها=سَمُّ الخياط على المحتاج ميدانا
و أيُّ معدِ بنِ عدنانٍ أخاطبهُ=في دهرنا من رأى الأستاذا عدنانا
ندْباً إذا قال بذًّ الخلقَ منطِقُهُ=فصاحةً غيَّرت في وجه سحبانا
و إن ترسَّلَ أبدى علم ذي قلمٍ=لا يرتضي نُكَتَ الصّابِيِّ عنوانا
طاف الندى في أكف الناس مغترباً=حتى تخيّر من كفيه أوطانا
لو كان شاهدَ في ذا العصرِ حكمتَهُ=لقمانُ لقّبهُ لقمانُ لقمانا
ما زال يُظهر من أخلاقِهِ مِلًحَاً=حلماً و حزماً و تحقيقاً و إحسانا
حتى لقد خلتُ أنّ اللهَ من لُطَفٍ=أقامهُ عن دواعي الخلقِ برهانا
و اللهُ أكرمُ أن يُخْلي برِيَّتَهُ=من أن يكونَ لِعَيْنِ الدهر إنسانا
يا أعلمَ الناسِ باللآداب صُن أدباً=أمسى يُوَزَّعُ في تبريزَ مجانا
إن كان رُدَّ إلى صف النعال فقد=نَظَمْتَ فيهِ على التيجان تيجانا
فأنصف الشعرَ ممن ظلّ يظلمُهُ=و لا يقيم له بالقسط ميزانا
يا ابن المفرج أنت البحر من كرمٍ=يفيض غوّاصُهُ دراً و مرجانا
و أنتمُ أوجهُ العليا و ألسُنُها=عرفتمُ الفخر بطناناً و ظهرانا
فكيف لم تفضحوا من يبتغي شرفاً=و يجعلُ النحسَ للأشعارِ أثمانا
و بيننا نسبٌ للفضل تعرِفُهُ=فكن كمن وصل الأرحامَ إيمانا
هذي معانيكَ أرواحٌ فلا برِحَتْ=ألفاظُنا تُكْسِبُ الأرواحَ أبدانا
ما انقضّ في الأرض بازُ الصبحِ مُقْتَنِصاً=و طار عنها غرابُ البين حيرانا
.........................................................................
أعتذر عن الأخطاء النحوية و اللإملائيه
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 02:26 م]ـ
اللإملائيه
الإملائية
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 02:38 م]ـ
نقل جميل ومعان رائعة أخي أنس بارك الله لك ونفع بك ... واسمح لنا بنقلها الى مكانها الطبيعي وهناك يراها الكثير ان شاء الله.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 05:53 م]ـ
جميل وماتع ما نقلت أخي أنس، بارك الله فيك ..