[الشيخ عبدالله الخليلي]
ـ[أبو شهاب]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 07:22 م]ـ
هذه أول مشاركة لي في منتدى الأدب ,فأتمنى أن تنال اعجابكم
شاعر عُمان عبد الله الخليلي .. شيخ حفظ للشعر رصانته - قد وافته المنية
بتاريخ 2000/ 7/30 وهو يمثل أحد أهم أعمدة القصيدة الكلاسيكية العمانية.
ويعد عبد الله الخليلي معلماً من معالم الثقافة العمانية بالنظر لتوظيفه الموروث الشعري التقليدي في الموضوعات التي عالجها الشاعر في قصائده مع الإشارة الي كونه برغم كل ما يحيط القصيدة الكلاسيكية من صرامة فقد جنح الي كتابة قصيدة التفعيلة ومسايرة الحداثة الشعرية كمحاولة لخلق فضاءات شعرية منفتحة تدلل علي سعة عقله وصدره وثقافته.
وهو بالإضافة الي موسوعته اللغوية والتاريخية وبراعته في الشعر فقد حفظ القرآن ومع براعة في الأعراب وعلوم العربية والعلوم الدينية التي أجاد فيها وأصبح مرجعاً لها.
يقول الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي المقيم بعمان إن موكب الشاعر الخليلي مر مجللا بهواء شعري جديد أزال الغبار الذي خلفته (أطلال) الذائقة الشعرية التقليدية ليملأ رئتي القصيدة العمانية بأريج جديد ينشر العافية في أوصالها ولتصبح قصيدته جسراً بين من سبقوه ومن لحقوه من شعراء تأثروا بتجربته كعبد الله الطائي الذي بدوره مهد لظهور جيل السبعينيات الشعري في السلطنة والذي يمثله: سعيد الصقلاوي وذياب العامري وهلال العامري وسعيدة بنت خاطر الفارسي.
في أشعار الخليلي معالجات متنوعة تتطور مع تطور العصر الذي عاشه، ويعتمد الخليلي علي الكلمات البسيطة السهلة علي أذن المتلقي مع ميل لأوزان موسيقية خفيفة تتخلل المقاطع الشعرية بعد أن كان يعتمد الجزالة في اللغة الشعرية التي تضمنتها قصائده الأولي.
عانق الروض يا نسيم عليلا
وتدارك قلبا هناك عليلا
وأنثر الطل في الزهور ثغورا
باسمات تراود التقبيلا
وأفتح السمع من ضميرك أني
سوف ألقي عليك قولا ثقيلا
عاش الخليلي (1922 ــ 2000) حياة حافلة بالشعر والأدب والفلسفة والتتبع الثقافي فاتسعت مداركه ومواهبه واتسعت دائرة إبداعه. ويبدو أن الشاعر الخليلي يعد رائد الشعر المسرحي في عمان، حيث قدم مسرحية (جذيمة والملك) التي أستقي أحداثها من عصر ما قبل الإسلام مستغلا معرفته بالسرد القصصي ليوظفها في هذا النتاج.
بين روح وروح
طاف كف المسيح
والمني حضر
والتهاني تلوح
فأنتهز فرصة
من زمان شحيح
وكتب الخليلي الشعر الاجتماعي والسياسي الوطني والديني الفلسفي، وهذا التنوع في اللغة يمنح قصيدة الخليلي ليس القوة الشعرية بل أتساع مدي مساحتها وحركتها في قلوب الناس الذين حفظوها ورددوها في مجالسهم الخاصة والعامة.
يقول الشاعر العماني سيف الرحبي: (الشيخ عبدالله بن علي الخليلي هو من تلك السلالة الشعرية الكبيرة في عمان والوطن العربي، التي حفظت للشعر مجده ورصانته وتاريخه، من أبي مسلم البهلاني الرواحي، عمانيا وحتي بدوي الجبل والجواهري عربيا، بما يعني ذلك الحفظ من تواتر قيم إبداعية وأرث من الرؤي والتصورات أبدعها أسلاف الشعر العظام من مختلف العصور .. الشيخ الخليلي ينتمي الي شجرة الأنساب الشعرية هذه عبر مناخاته العمانية وخصائصها المكانية والروحية).
ومن أول أعمال الشاعر التي يتذكرها عن مسقط رأسه مدينة سمائل:
هذي سمائل في انتظار قدومكم
تزهو وتصبح كل يوم تزهر
كالروض باكرة الحيا فاقاحه
ثغر ونرجسه عيون تنظر
والآس من تحت النسيم كأنه
قد يقدمه الهوي ويؤخر
والياسمين علي البنفسج طافح
والورد يفتحه الغمام وينشر
قدم الشاعر أعمالاً شعرية مطبوعة منها ديوان (من نافذة الحياة) و (من وحي العبقرية) و (وحي النهي) وهو مقصورة شعرية في الحكم نظمها الشيخ مرتبة علي حروف المعجم طبعت لأول مرة عام 1980، كما أصدر الشاعر كتاباً يتضمن كثيراً من قصائده ومعالجات في الفقه والعلم (بين الفقه والأدب) طبع عام 1988 وديوان (علي ركاب الجمهور) عام 1988 أيضاً.
وأصدر الشاعر قصصاً بعنوان (بين الحقيقة والخيال) صيغت بقالب شعري جميل وطبعت عام 1990 وقد ترك الشاعر الكبير أرثا ثقافياً يستحق الاهتمام والعناية والدراسة وأخراج ما تبقي للشاعر من الدواوين المخطوطة الي حيز النور حيث ان له من المخطوطات: ديوان وحدة الشعب ثم أرج البردة وهو تخميس لقصيدة البوصيري ثم الخيال الزاخر وهو مجموعة قصائد وديوان الخيال الوافر وسجلات الأدب وفارس الضاد.
ومن القصائد المشهورة والمتداولة شعبياً قصيدته (عمان) التي يصف فيها بلده ومرتع طفولته وجمال طبيعتها وطيبة أهلها ومنها:
هزت كياني وما أدراك ما الحال
وأرقتني ولما يهدأ البال
وجاذبتني عناني وهي صامدة
والحاديات الي الغايات آمال
وسابقت خطوات الدهر صاعدة
حتي تسامت وكل الكون إقبال
وحاذت الركب في زحف التقدم عن
وعي وشاهد نص القول أفعال
الي أن يقول:
عمان منبت أهل الله من قدم
ومعقل العزٌ والعلياء سربال
عمان ما جشأت للذعر جازعة
يوما ولاركعت والشر زلزال
هبت الي المصطفي تسعي طواعية
ولم يقدها له سيف وعسٌال
¥