تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نسبة (يا من يرى مد البعوض جناحها) إلى منشئها الحقيقي]

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 12:26 ص]ـ

إخواني:

إنتشر بين من لا علم له من الناس أن هذه القصيدة الشهيرة هي من إنشاء الزمخشري , و هذا لعمري من الخطأ الصراح , فقد نسب إثنان من أهل العلم الراسخين هذه القصيدة إلى أبي العلاء المعري , نسبها إليه القرطبي في كتاب التذكرة , و كذلك إبن قاضي شهبة , و كذلك ذكرها الزمخشري نفسه في الكشاف و لم ينسبها لنفسه بل قال (و أنشدت لبعضهم) و ذكرها , فظن من لا تحقيق عنده أنه لم ينسبها لنفسه تورعا!!! و هذا من الجهل , و كيف للزمخشري أن ينسب لنفسه ما ليس له!!! و سبب عدم ذكر الزمخشري نسبتها للمعري هو بغضه و حسده للمعري كما هو معروف , و قد أنكر عليه المفسرون هجومه على المعري في كشافه في تفسير سورة المرسلات و إتهموه بتأويل أبيات للمعري ذكرها هناك تأويلا لم يقصده المعري , و لا عجب أن يكره الزمخشري المعري الذي طالما هاجم مذاهب المعتزلة في لزومياته و غيرها , و من له إطلاع على أشعار الرجلين لا يشك في أن نفس هذه القصيدة و صياغتها المعجزة هي أقرب إلى شاعرية المعري منها إلى الزمخشري , فالزمخشري شاعر بين بين لا يبلغ أن يكون ندا للمعري , و هذه القصيدة حسب إقتناعي الشبه الأكيد هي من ديوان أبي العلاء المعري المفقود حتى الآن

(إستغفر و إستغفري) , و فد ثبت إطلاع الزمخشري على هذا الديوان إذ ذكره في الكشاف بإسم

(الإستغفار) و نسبه للمعري و ذكر منه بيتا و هو

أمت سجاح و والاها مسيلمة كذابة في بني الدنيا و كذاب

و أعتقد أنه لو بحث الإخوة في حواشي الكشاف عند ذكر الأبيات الشهيرة لوجد نسبتها للمعري , و أقصد الحواشي القديمة كحاشية الطيبي و الجاربردي و التفتازاني ... إلخ و لا أقصد الحواشي المعاصرة , و آخر من أعلمه وقف على ديوان (إستغفر و إستغفري) و صرح بذلك هو الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه لساب الميزان ...

و إنما حثني على الكتابة من إنتشار هذه القصيدة الرائعة مع عدم نسبتها لمنشئها الحقيقي , فعسى أن لا تكون صرختي هذه صيحة في واد ...

و دمتم ...

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 01:38 ص]ـ

معلومة ذات قيمة أخي الكريم والتأكد منها يزيد في قيمتها من ناحية الأمانة العلمية ونسب الفضل لأهله وهذه بعض مقاطع من القصيدة الرائعة اتماماً للفائدة:

يا من يرى مد البعوض جناحها =في ظلمة الليل البهيم الأليل

و يرى مناط عروقها في نحرها= و المخ من تلك العظام النحل

و يرى خرير الدم في أوداجها= متنقلا من مفصل في مفصل

و يرى وصول غذى الجنين ببطنها= في ظلمة الأحشا بغير تمقل

و يرى مكان الوطء من أقدامها =في سيرها و حثيثها المستعجل

و يرى و يسمع حس ما هو دونها= في قاع بحر مظلم متهول

أمنن علي بتوبة تمحوا بها ما= كان مني في الزمان الأول

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 12:35 ص]ـ

و قد سرني يا إخواني أن وجدت عنقود الزواهر في مشاركة له في هذا الملتقى يقول عن هذه الأبيات:

(والأبيات ذكرها إبن كثير في البداية، وعزاها لأبي العلاء المعري ... )

فالحمد لله على هذا الدليل الجديد ...

ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 06:53 ص]ـ

ووجدت هذه الأبيات الستة في ديوان المؤيد في الدين داعي الدعاة، بتحقيق محمد كامل حسين، طبعة دار الكاتب المصري، القاهرة، 1949 م / ص 289.

ـ[مروان الحسني]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 07:36 م]ـ

إخواني ...

إن وجود أبيات في ديوان شاعر لا يقطع بنسبتها له , و ها هي هذه الأبيات منسوبة للزمخشري , و هو أشهر من نار على علم مقارنة بداعي الدعاة الفاطمي , و لكن لم تغن هذه الشهرة و المكانة العلماء من نسبة الأبيات إلى قائلها الحقيقي , و إلى الآن وجدت 3 علماء (أو أربع إن إحتسبتم الزمخشري معهم و لو بشكل غير مباشر) نسبوها للمعري , و هم:

1 - الزمخشري حيث ذكرها في الكشاف و لم ينسبها لنفسه.

2 - القرطبي صاحب التذكرة و التفسيرالمشهور.

3 - إبن كثير الدمشقي.

4 - إبن قاضي شهبة.

(و قد نسبها الثلاثة الأخيرون صراحة إلى أبي العلاء المعري)

و هل القرطبي و إبن كثير يجهلان ذكر الزمخشري لهذه الأبيات في كشافه؟ بالقطع فقد إطلعا بشكل دقيق على الكشاف و إستفادا منه في تأليف تفسيريهما ردا أو قبولا , و لكنهما لحسن حضهما كانا يملكان ديوان المعري الذي لا نملكه حتى اللحظة , عسى أن يعثر عليه.

ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 12:44 ص]ـ

(إن وجود أبيات في ديوان شاعر لا يقطع بنسبتها له)

قلت:

___

بل يقطع بالنسبة ما لم يظهر حق أوضح ودليل أفصح، فإذا تعددت الأقوال في نسبة قول أو شعر، كانت الخطوة الأولى حصر الأقوال ولو كان بعضها خطأ، ثم الخطوة الثانية في تفنيد كل قول على حدة، وهذه هي مهمة المحققين، حتى إذا وُجِدَ اليقين أو ما هو أقرب إلى اليقين كانت هي النسبة الراجحة إلى أن يظهر دليل جديد على خلاف ذلك فيُصار إلى الدليل بلا شك.

ونسبة الأبيات التي أنشدها الزمخشري قد تترجح بأقدم نسبة وهي التي وجدها محقق الديوان في مخطوطاته التي اتخذها أصلا لنشرته للديوان.

وهذا ليس ترجيحا مصحوبا بالتعصب، ولكنها قواعد التحقيق، وهنا بقي لي أن أتتبع أقوال كل من القرطبي صاحب التذكرة و التفسيرالمشهور، وابن كثير الدمشقي، و ابن قاضي شهبة، حتى أرى ما فيها من قوة أو ضعف ثم أرجح منها ما تتضافر الأدلة على قوته. سأفعل ذلك إن شاء الله، وبالله التوفيق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير