[رائعة جديدة من روائع فاروق جويدة]
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 07:24 م]ـ
نشر الشاعر فاروق جويدة اليوم الجمعة في جريدة الأهرام
رائعة جديدة من روائعه، اترككم معها، ومع الاستمتاع بشعره الإبداعي:
هذي بلاد .. لم تعد كبلادي
إلي شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج
علي شواطئ إيطاليا وتركيا واليونان
كم عشت أسأل: أين وجه بلادي =أين النخيل وأين دفء الوادي
لاشيء يبدو في السماء أمامنا =غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه =قدر .. كيوم البعث والميلاد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي =أبني قصورا من تلال رماد
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي =لا تستبيح كرامتي .. وعنادي
أشتاق أطفالا كحبات الندي =يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام تواري سحرها =صخب الجياد .. وفرحة الأعياد
... ***************
اشتقت يوما أن تعود بلادي =غابت وغبنا .. وانتهت ببعادي
في كل نجم ضل حلم ضائع =وسحابة لبست ثياب حداد
وعلي المدي أسراب طير راحل =نسي الغناء فصار سرب جراد
هذي بلاد تاجرت في عرضها =وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبق من صخب الجياد سوي الأسى= تاريخ هذي الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي =تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها=حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل =ومقابر سئمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا =بالقهر والتدليس .. والأحقاد
ما عاد فيها ضوء نجم شارد=ما عاد فيها صوت طير شاد
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا =وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما=ضاق الزمان بثورتي وعنادي
أحببتها حتي الثمالة بينما=باعت صباها الغض للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب= وصراخ أرض في لظي استعباد
... ***************
لا تسألوني عن دموع بلادي =عن حزنها في لحظة استشهادي
في كل شبر من ثراها صرخة=كانت تهرول خلفنا وتنادي
الأفق يصغر .. والسماء كئيبة=خلف الغيوم أري جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا=والريح تلقي للصخور عتادي
نامت علي الأفق البعيد ملامح=وتجمدت بين الصقيع أياد
ورفعت كفي قد يراني عابر=فرأيت أمي في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها=كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا=تتزاحم الأجساد .. في الأجساد
حتي الشهادة راوغتني لحظة=واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه وجه بنيتي=ودعاء أمي .. كيسملح زادي
ردوا إلي أمي القميص فقد رأت=مالا أري من غربتي ومرادي
وطن بخيل باعني في غفلة=حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا=للجوع تصرخ في حمي الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا=والعمر يبكي .. والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا=وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها=ومضي وراء المال والأمجاد
كل الحكاية أنها ضاقت بنا=واستسلمت للص والقواد!
في لحظة سكن الوجود تناثرت=حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان آخر ما لمحت علي المدي=والنبض يخبو .. صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله=وعلي امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت .. والكلمات تهرب من فمي: =هذي بلاد .. لم تعد كبلادي
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 08:13 م]ـ
جميلة ... شكراً لك
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 08:21 م]ـ
جميلة جدا د. عاشق
وخصوصا هذين البيتين:
في كل ركن من ربوع بلاد ****يتبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها **** حملت سفاحا فاستباح الوادي
ـ[المعتزة بإسلامها]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 11:35 م]ـ
شكرا جزيلا
والقصيدة فعلا رائعة جدا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 11:42 م]ـ
صرخات موزونة اخي د. عاشق الفصحى، بارك الله لك ولافض فوه الشاعر الكريم.