[محبوكات صفي الدين الحلي .. ممتعة ومفيدة جدا ... أنصحكم بالزيارة]
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 01:49 ص]ـ
هل تعلمون أن لصفي الدين الحلي ثمان وعشرون قصيدة محبوكة
فقد نظم الشاعر الأسطورة صفي الدين الحلي على كل حرف من الحروف العربية الثمان والعشرون قصيدة تبدأ وتنتهي بنفس الحرف.
وإليكم جميع القصائد المحبوكة من الألف للياء.
نبدأ بحرف الألف
أَبَتِ الوِصالَ مَخافَةَ الرُقَباءِ = وَأَتَتكَ تَحتَ مَدارِعِ الظُلَماءِ
أَصَفَتكَ مِن بَعدِ الصُدودِ مَوَدَّةً = وَكَذا الدَواءُ يَكونُ بَعدَ الداءِ
أَحيَت بِزَورَتِها النُفوسَ وَطالَما = ضَنَّت بِها فَقَضَت عَلى الأَحياءِ
أَنتَ بِلَيلٍ وَالنُجومِ كَأَنَّها = دُرَرٌ بِباطِنِ خَيمَةٍ زَرقاءِ
أَمسَت تُعاطيني المُدامَ وَبَينَنا = عَتبٌ غَنيتُ بِهِ عَنِ الصَهباءِ
أَبكي وَأَشكو ما لَقيتُ فَتَلتَهي = عَن دُرِّ أَلفاظي بَدُرِّ بُكاءِ
آبَت إِلى جَسَدي لِتَنظُرَ ما اِنتَهَت = مِن بَعدِها فيهِ يَدُ البُرَحاءِ
أَلفَت بِهِ وَقعَ الصَفاحِ فَراعَها = جَزَعاً ما نَظَرَت جَراحَ حَشائي
أَمُصيبَةً مِنّا بِنَبلِ لِحاظِها = ما أَخطَأَتهُ أَسِنَّةُ الأَعداءِ
أَعَجِبتِ مِمّا قَد رَأَيتِ وَفي الحَشا = أَضعافُ ما عايَنتِ في الأَعضاءِ
أُمسي وَلَستُ بِسالِمٍ مِن طَعنَةٍ = نَجلاءَ أَو مِن مُقلَةٍ كَحلاءِ
إِنَّ الصَوارِمَ وَاللِحاظَ تَعاهَدا = أَن لا أَزالَ مُزَمَّلاً بِدِمائي
أَجَنَت عَليَّ بِما رَأَيتِ مَعاشِرٌ = نَظَروا إِلَيَّ بِمُقلَةٍ عَمياءِ
أَكسَبتُهُم مالي فَمُذ طَلَبوا دَمي = لَم أَشكُهُم إِلّا إِلى البَيداءِ
أَبعَدتُ عَن أَرضِ العِراقِ رَكائِبي = مُتَنَقِّلاً كَتَنَقُّلِ الأَفياءِ
أَرجو بِقَطعِ البيدِ قَطعَ مَطامِعي = وَأَرومُ بِالمَنصورِ نَصرَ لِوائي
أَدرَكتُهُ فَجَعَلتُ أَلثَمُ فَرحَةً = بِوُصولِهِ أَخفافَ نوقِ رَجائي
أَضحى يُهَنّيني الزَمانُ بِقَصدِهِ = وَيُشيرُ كَفُّ العِزِّ بِالإِيماءِ
أَومَت إِلَيَّ مُشيرَةً أَن لا تَخَف = وَابشِر فَإِنَّكَ في ذُرى العَلياءِ
أَبِمارِدَينَ تَخافُ خَطفَةَ مارِدٍ = وَشِهابُها في القَلعَةِ الشَهباءِ
أُلهيتُ عَن قَومي بِمَلِكٍ عِندَهُ = تَنسى البَنونَ فَضائِلَ الآباءِ
إِنّي تَرَكتُ الناسَ حينَ وَجَدتُهُ = تَركَ التَيَمُّمِ في وُجودِ الماءِ
المُرتَقي فَلَكَ الفَخارِ إِذا اِغتَدى = وَإِذا بَدا فَالناسُ كَالحِرباءِ
أَفنى جُيوشَ عُداتِهِ بِخَوافِقِ ال = راياتِ بَل بِسَواكِنِ الآراءِ
أَسيافُهُ نِقَمٌ عَلى أَعدائِهِ = وَأَكَفُّهُ نِعَمٌ عَلى الفُقَراءِ
إِن حَلَّ حَلَّ النَهبُ في أَركانِهِ = أَو سارَ سارَ الخُلفُ في الأَعداءِ
أُمُجَندِلَ الأَبطالِ بَل يا مُنتَهى = الآمالِ بَل يا كَعبَةَ الشُعَراءِ
أَقبَلتُ نَحوَكَ في سَوادِ مَطالِبي = حَتّى أَتَتني بِاليَدِ البَيضاءِ
أُرقي إِلى عَرشِ الرَجا رَبَّ النَدى = فَكَأَنَّ يَومي لَيلَةُ الإِسراءِ
يتبع
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 01:54 ص]ـ
حرف: الباء
بَدَت لَنا الراحُ في تاجٍ مِنَ الحَبَبِ = فَمَزَّقَت حالَةَ الظُلماءِ بِاللَهَبِ
بِكرٌ إِذا زُوَّجَت بِالماءِ أَولَدَها = أَطفالَ دُرٍّ عَلى مَهدٍ مِنَ الذَهَبِ
بَقِيَّةٌ مِن بَقايا قَومِ نوحٍ إِذا = لاحَت جَلَت ظُلمَةَ الأَحزانِ وَالكُرَبِ
بَعيدَةُ العَهدِ بِالمِعصارِ لَو نَطَقَت = لَحَدَّثَتنا بِما في سالِفِ الحِقَبِ
باكَرتُها بِرِفاقٍ قَد زَهَت بِهِمُ = قَبلَ السُلافِ سُلافُ العِلمِ وَالأَدَبِ
بِكُلِّ مُتَّشِحٍ بِالفَضلِ مُتَّزِرٍ = كَأَنَّ في لَفظِهِ ضَرباً مِنَ الضَرَبِ
بَل رُبَّ لَيلٍ غَدا في الآهِباتِ غَدَت = تَنقَضُّ فيهِ كُؤوسٌ وَهيَ كَالشُهُبِ
بَذَلتُ عَقلي صَداقاً حينَ بِتُّ بِهِ = أُزوِّجُ اِبنَ سَحابٍ بِاِبنَةِ العِنَبِ
بِتنا بِكاساتِها صَرعى وَمِضرَبُنا = يُعيدُ أَرواحَنا مِن مَبدَإِ الطَرَبِ
بَعثٌ أَتانا فَلَم نَدرِ لِفَرحَتِنا = مِن نَفخَةِ الصورِ أَم مِن نَفحَةِ القَصَبِ
بِرَوضَةٍ طَلَّ فيها الطَلُّ أَدمُعَهُ = وَالدَهرُ مُبتَسِمٌ عَن ثَغرِهِ الشَنِبِ
بَكَت عَلَيهِ أَساكيبُ الحَيا فَغَدا = جَذلانَ يَرفُلُ في أَثوابِهِ القُشُبِ
بُسطٌ مِنَ الرَوضِ قَد حاكَت مَطارِفَها= يَدُ الرَبيعِ وَجارَتها يَدُ السُحُبِ
باتَت تَجودُ عَلَينا بِالمِياهِ كَما = جادَت يَدُ المَلِكِ المَنصورِ بِالذَهَبِ
بَحرٌ تَدَفَّقَ بَحرُ الجودِ مِن يَدِهِ = فَأَصبَحَ المُلكُ يَزهو زَهوَ مُعتَجِبِ
بادٍ بِبَذلِ النَدى قَبلَ السُؤالِ وَمَن = في دَولَةِ التُركِ أَحيا ذِمَّةَ العَرَبِ
بَدرٌ أَضاءَ ثُغورَ المُلكِ فَاِبتَسَمَت = بِهِ فَكانَ لِثَغرِ المُلكِ كَالشَنَبِ
بَنى المَعالي وَأَفنى المالَ نائِلُهُ = فَالمُلكُ في عُرُسٍ وَالمالُ في حَرَبِ
بِبَأسِهِ أَضحَتِ الأَيّامُ جازِعَةً = فَلا تُصاحِبُ عُضواً غَيرَ مُضطَرِبِ
بَأسٌ يُذَلَّكُ صَعبُ الحادِثاتِ بِهِ = فَأَصبَحَ الدَهرُ يَشكو شِدَّةَ التَعَبِ
بِهِ تَناسَيتُ ما لاقَيتُ مِن نَصَبٍ = وَلَذَّةُ الشِبعِ تُنسي شِدَّةَ السَغَبِ
بادَرتُهُ وَعُقابُ الهَمِّ يَطرُدُني = فَاليَومَ قَد عادَ كَالعَنقاءِ في الهَرَبِ
بِكُم تَبَلَّجَ وَجهُ الحَقِّ يا مَلِكاً = بِهِ تَشَرَّفَ هامُ المُلكِ وَالرُتَبِ
بَنَيتَ لِلمَجدِ أَبياتاً مُشَيَّدَةً = وَلَم يُمَدُّ لَها لَولاكَ مِن طُنُبِ
بَسَطتَ في الأَرضِ عَدلاً لَو لَهُ اِتَّبَعَت = نَوائِبُ الدَهرِ لَم تُعذَر وَلَم تَنُبِ
بَلَّغتَ سَيفَكَ في هامِ العَدوِّ كَما = أَنشَيتَ سَيفَ العَطا في قِمَّةِ النَشَبِ
باشِر غَرائِبَ أَشعاري فَقَد بَرَزَت = إِلَيكَ أَبكارُ أَفكاري مِنَ الحُجُبِ
بَدائِعٌ مِن قَريضٍ لَو أَتيتُ بِها = في غَيرِكُم كانَ مَنسوباً إِلى الكَذِبِ
بَقيتَ ما دارَتِ الأَفلاكُ في نِعَمٍ = مَحروسَةٍ مِن صُروفِ الدَهرِ وَالنُوَبِ
يتبع
¥