[المهلهل يرثي أخاه]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 12:03 ص]ـ
هو عدي بن ربيعة التغلبي، خال امرىء القيس، وجدّ عمرو بن كلثوم. قيل إنّه من أقدم الشعراء الذين وصلت إلينا أخبارهم وأشعارهم، وإنّه أوّل من هلهل الشعروقيل سمي بذلك لِرَداءة شعْره، وقيل: لأَنه أَوَّل من
أَرقَّ الشعْر وهو امرؤ القيس ابن ربيعة والمشهور أنه ابو ليلى عَدِيّ بن ربيعة) أَخو كُليب وائل؛ وقيل: سمي مهلهِلاً بقوله لزهير بن جَناب:
لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هَجِينُهُمْ،=هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابراً أَو صِنْبِلا
وقال ابن بري: ويقال: هَلْهَل فلان شعْره إِذا لم ينَقِّحه وأَرسله كما حضَره ولذلك سمي الشاعر مُهَلهِلاً. توفّي المهلهل عام 92 ق. هـ / 530م.
ومن مراثيه المشهورة في أخيه:
أهاج قذاء عيني الإدِّكارُ =هدوءاً فالدموع لها انحدارُ
وصار الليلُ مشتمِلاً علينا =كأنّ الليلَ ليس له نهارُ
دعوتُكَ يا كليب فلم تُجِبْني =وكيف يجيبني البلد القِفَارُ
وإنّك كنتَ تحلم عن رجال =وتعفو عنهم ولك اقتِدار
(تاريخ الأدب العربي / الدكتور عمر فرّوخ: ج1، ص111.)
ـ[بثينة]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 12:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
ما شاء الله، وهذه الأبيات له كذلك:
وبتُّ أراقبُ الجوزاء حتى = تقارب من أوائلها انحدارُ
أصرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ = تباينت البلادُ بهم فغاروا
وأبكي والنجومُ مُطَلعات = كأن لم تحوها عني البحارُ
على من لو نُعيت وكان حياً = لقاد الخيلَ يحجبُها الغبارُ
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 04:47 ص]ـ
بوركت أخ محمد وأخت بثينة وأكمل معكما قول المهلهل:
يعيش المرء عند بني أبيه=ويوشك أن يصير بحيث صاروا
أرى طول الحياة وقد تولى=كما قديسلب الشيء المعارُ
كأني إذ نعى الناعي كليباً=تطاير بين جنبي الشرار
فدرت وقد غشيَ بصري عليه= كما دارت بشاربها العقار
وحادت ناقتي عن ظل قبر=ثوى فيه المكارم والفخار
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 03:51 م]ـ
ومن مراثيه:
فإن يك بالذنائب طال ليلي * فقد أبكي من الليل القصير
وأنقذني بياض الصبح منها * لقد أنقذت من شر كبير
كأن كواكب الجوزاء عوذ * معطفة على ربع كسير
كأن الجدي في مثناة ربق * أسير أو منزلة الأسير
كأن النجم إذ ولى سحيرا * فصال جلن في يوم مطير
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:18 م]ـ
أرجو أن تسمح لي أخي أستاذ محمد سعد بهذه المشاركة.
وهذه القصيدة من أجمل قصائد عدي بن ربيعة (المهلهل) , في رثاء أخيه وائل بن ربيعة (كليب) ,.
وسمي وائل بن ربيعة بهذه الكنية (كليب) لأنه اتخذ جرو كلب , فكان إذا نزل منزلا به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فيعوي , فلا يرعى أحدا هذا الكلأ إلا بإذنه , وكان يفعل هذا أيضا بحياط الماء فلا يردها أحد إلا بإذنه , أو من آذن بحرب، فضرب به المثل في العز فقيل: أعز من كليب.
أليلتنا بذي حسم أنيري = إذا أنت إنقضيت فلا تحوري
فإن يك بالذناب طال ليلي = فقد أبكي من الليل القصير
وأنقذني بياض الصبح منها = لقد أنقذت من شر كبير
كأن كواكب الجوزاء عوذ = معطفة على ربع كسير
كأن الجدي في مثناه ربق = أسير أو بمنزلة الأسير
كأن النجم إذا ولى سحيرا = فصال جلن في يوم مطير
كواكبها زواحف لاغبات = كأن سماءها بيدي مدير
فلو نبش المقابر عن كليب = فيخبر بالذنائب أي زير
بيوم الشعثمين لقر عينا = وكيف لقاء من تحت القبور
وإني قد تركت بواردات = بجيرا في دم مثل العبير
هتكت به بيوت بني عباد = وبعض القتل أشفى للصدور
وهمام بن مرة قد تركنا = عليه القشعمين من النسور
قتيل ما قتيل المرء عمرو = وجساس بن مرة ذو ضرير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا رجف العضاة من الدبور
على أن ليس عدلا من كليب = إذا طرد اليتيم عن الجزور
على أن ليس عدلا من كليب = إذا ما ضيم جيران المجير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا خيف المخوف من الثغور
على أن ليس عدلا من كليب = غداة بلابل الأمر الكبير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا هبت رياح الزمهرير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا وثب المثار على المثير
على أن ليس عدلا من كليب = إذا برزت مخبأت الخدور
على أن ليس عدلا من كليب = إذا علنت نجيات الأمور
وتسألني بديلة عن أبيها = ولم تعلم بديلة ما ضميري
فلا وأبي بديلة ما أفأنا = من النعم المؤبل من بعير
ولكنا طعنا القوم طعنا = على الأثباج منهم والنحور
نكب القوم للأذقان صرعى = ونأخذ بالترائب والصدور
فدى لبني شقيقة يوم جاءوا = كأسد الغاب لجت في الزئير
تركنا الخيل عاكفة عليهم = كأن الخيل تدحض في غدير
كأنا غدوة وبني أبينا = بجنب عنيزة رحيا مدير
ولولا الريح أسمع أهل حجر = صليل البيض تقرع بالذكور
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:29 م]ـ
أشكرك على عنايتك ونقلك القصيدة كاملة. فلقد وقفت عندها وأنا أحفظها.
¥