مَا حَقُّ قَدْرِكَ أنْ أُحَمِّلَ مُرْسَلاً
ـ[السليك بن سلكه]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 07:10 م]ـ
أأُخَيّ! نَهْنِهْ دَمْعَكَ المَسْفُوكا، = إنّ الحَوَادِثَ يَنْصَرِمْنَ وَشِيكا
ما أذْكَرَتْكَ بمُترِحٍ صِرْفِ الجوَى، = إلاّ ثَنَتْهُ بِمُفْرِحٍ يُنْسيكَا
ألدّهرُ أنصَفُ منكَ في أحكامِهِ، = إذْ كانَ يأخُذُ بَعضَ ما يُعطيكَا
وَقلَيلُ هَذا السّعيِ يُكسِبُكَ الغِنى، = إنْ كَانَ يُغْنيكَ الذي يَكْفيكَا
نَلْقَى المَنُونَ حَقَائقاً، وَكَأنّنا = مِنْ غِرّةٍ نَلْقَى بهِنّ شُكُوكا
لا تَرْكَنَنّ إلى الخُطُوبِ، = فإنّها لَمعٌ يَسُرُّكَ تَارَةً وَيَسُوكا
هَذا سُلَيمانُ بنُ وَهْبٍ، بَعْدَمَا = طَالَتْ مَسَاعيهِ النّجُومَ سُمُوكَا
وَتَنَصّفَ الدّنْيا يُدَبّرُ أمْرَهَا، = سَبْعِينَ حوْلاً قَدْ تَمَمْنَ دكيكَا
أغْرَتْ بهِ الأقْدارُ بَغْتَ = ما كانَ رَسُّ حَديثِها مَأفُوكَا
فكَأنّمَا خَضَدَ الحِمَامُ، بيَوْمِهِ، = غُصْناً بمُنْخَرَقِ الرّيَاحِ نَهيكَا
بَلّغْ عُبَيْدَ الله فَارِعَ مَذْحِجٍ = شَرَفاً، وَمُعطَى فَضْلِها تَمليكَا
مَا حَقُّ قَدْرِكَ أنْ أُحَمِّلَ مُرْسَلاً = غَيرِي آلَيكَ، وَلَوْ بَعُدْتُ ألُوكَا
كُلُّ المَصَائبِ، ما بَقيتَ، نَعُدُّهُ = حَرضاً يزَِكُّ عنِ النّفوسِ رَكيكَا
أنْتَ الذي لوْ قيلَ للجُودِ اتّخِذْ = خِلاًّ، أشَارَ إلَيكَ، لا يَعدُوكَا
وَكأنّمَا آلَيْتَ وَالمعْرُوفَ، لا = تَألُوُهُ مُصْطَفياً، وَلا يَألُوكَا
إنّ الرّزِيَّةَ في الفَقيدِ، فإنْ هَفَا = جَزَعٌ بصَبرِكَ، فالرّزِيئَةُ فيكَا
وَمَتى وَجَدْتَ النّاسَ، إلاّ تَارِكاً = لحَميمِهِ في التُّرْبِ، أوْ مَترُوكَا
بَلَغَ الإرَادَةَ إنْ فَداكَ بِنَفْسِهِ، = وَوَدِدْتَ لَوْ تَفْديهِ لا يَفْديكَا
لَوْ يَنْجَلي لكَ ذُخْرُها مِنْ نَكبَةٍ = جَلَلٍ، لأضْحَكَكَ الذي يُبكيكا
وَلحَالَ كُلُّ الحَوْلِ، من دونِ الذي = قَد باتَ يُسخِطُكَ الذي يُرْضِيكا
ما يَوْمُ أُمّكَ، وَهْوَ أرْوَعُ نَازِل = ٍ فَاجَاكَ، إلاّ دُونَ يَوْمِ أبيكا
كَلْمٌ أُعِيدَ على حَشَاكَ، وَلَمْحَةٌ = مِمّا عَهِدْتَ الحَادِثاتِ تُريكَا
وَفَجيعَةُ الأيّامِ قِسْمٌ سُوّيَتْ = فيهِ البرِيّةُ: سُوقَةٌ وَمُلُوكا
عِبْْْْْءٌ تَوَزَّعَهُ الأَنامُ يُخِفُّهْ = أَلاَّ تَزالَ تُصِيبُ فيه شَريكَا
ـ[مروان بن محمد]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 07:22 م]ـ
أشكرك أخي السليك على هذه القصيده
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 01:28 ص]ـ
الله الله الله على هذه القصيده وهذا الإختيار