تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من طلق امرأته ثم تبعتها نفسه]

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 05:26 م]ـ

قال الهيثم بن عدي: كانت تحت العربان بن الهيثم بن الأسود بنت عم له، فطلقها، فتبعتها نفسه، فكتب إليها يعرض لها بالرجوع فكتبت إليه:

إن كنت ذا حاجة فاطلب لها بدلاً= إن الغزال الذي ضيعت مشغول

فكتب إليها:

من كان ذا شغل فالله يكلؤه = وقد لهونا به والحبل موصول

وقد قضينا من استطرافه طرفا = وفي الليالي وفي أيامها طول

* * *

وطلق الوليد بن يزيد امرأته سعدى. فلما تزوجت اشتد ذلك عليه وندم على ما كان منه. فدخل عليه أشعب، فقال له: أبلغ سعدى عني رسالةً، ولك مني خمسة آلاف درهم. فقال: عجلها. فأمر له بها. فلما قبضها قال: هات رسالتك، فأنشدها:

أسعدى ما إليك لنا سبيلٌ = ولا حتى القيامة من تلاق

بلى، ولعل دهراً أن يواتي = بموت من خليلك أو فراق

فأتاها فاستأذن فدخل عليها. فقالت له: ما بدا لك من زيارتنا يا أشعب؟ فقال: يا سيدتي. أرسلني إليك الوليد برسالة، وأنشدها الشعر. فقالت لجواريها: خذن هذا الخبيث. فقال: يا سيدتي، إنه جعل لي خمسة آلاف درهم. قالت: والله لأعاقبنك أو لتبلغن إليه ما أقول لك. قال: سيدتي اجعلي لي شيئاً. قالت لك بساطي هذا. قال: قومي عنه. فقامت عنه وألقاه على ظهره. وقال: هاتي رسالتك، فقالت: أنشده:

أتبكي على سعدى وأنت تركتها = فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع

فلما بلغه وأنشده الشعر سقط في يده، وأخذته كظمة ثم سرى عنه، فقال: اختر واحدة ًمن ثلاث: إما أن نقتلك، وإما أن نطرحك من هذا القصر، وإما أن نلقيك إلى هذه السباع. فتحير أشعب وأطرق حيناً، ثم رفع رأسه فقال: يا سيدي، ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى. فتبسم وخلى سبيله.

يتبع

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 10:14 م]ـ

وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، أمره أبوه بطلاقها ثم دخل عليه فسمعه يتمثل:

فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها = ولا مثلها في غير شيء تطلق

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 10:18 م]ـ

وممن طلق امرأته وتبعتها نفسه قيس بن ذريح. وكان أبوه أمره بطلاقها فطلقها وندم، فقال في ذلك:

فوا كبدي على تسريح لبنى = فكان فراق لبنى كالخداع

تكنفني الوشاة فأزعجوني = فيا للناس للواشي المطاع

فأصبحت الغداة ألوم نفسي = على أمر وليس بمستطاع

كمغبون يعض على يديه = تبين غبنه بعد البياع

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 10:34 م]ـ

كل مواضيعك مميزة وممتعه أخي الليث , بدون مجاملة.

زدنا , زادك الله من مناهل علمه وبارك لنا فيك.

أخوك الرعد.

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 11:26 م]ـ

بارك الله فيك أخي رعد على مرورك الطيب العطر، وأشكرك على حسن مجاملتك

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 11:47 م]ـ

جاء أعرابي إلى ابن أبي ذؤيب في مسألة طلاق زوجته فأفتاه بطلاقها فقال:

أتيت ابن ذئبٍ أبتغي الفقه عنده = فطلق حبي ليت بتت أنامله

أطلق في فتوى ابن ذئب حليلتي = وعند ابن ذئبٍ أهله وحلائله

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 12:01 ص]ـ

وقال راوية الفرزدق: قال لي الفرزدق: امض بي إلى حلقة الحسن فإني أريد ان أطلق نوار فقلت له: أخشى أن تتبعها نفسك فقال: امض ولا تخف. فمضيت معه فقال: السلام عليكم أعلم أني قد طلقت نوار ثلاثاً، فقال الحسن: قد علمت. فلما رجع قال: إني لأجد في نفسي شيئاً من نوار، ثم أنشد يقول:

ندمت ندامة الكسعي لما = غدت مني مطلقةً نوار

وكانت جنتي فخرجت منها = كآدم حين أخرجه الضرار

ولو أني ملكت يدي ونفسي = لكان علي للقدر الخيار

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 12:11 ص]ـ

جاء أعرابي إلى ابن أبي ذؤيب في مسألة طلاق زوجته فأفتاه بطلاقها فقال:

أطلق في فتوى ابن ذئب حليلتي = وعند ابن ذئبٍ أهله وحلائله

نعم صحيح , وما عليه إن طلق النساء من أزواجهن , فلن يبالي إن كانت زوجته عنده لن يطلقها منه أحد.

قصة جميلة فيها فكاهة تنم عن البساطة والطيبة.

لا فض فوك أخي ليث.

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 10:19 م]ـ

كانت عند رجل امرأةٌ يقال لها أم مالك وكان بها معجباً. فأقسمت عليه أمّه أن يطلّقها، فذهب عقله، ونحل جسمه. فحضره الموت، فدخلت عليه أم مالك تعوده، فلمّا ولّت قال لأمّه: يا عجوز ليهنك فقد ابنك في الدّنيا، والإثم لك في الآخرة. ثمّ أنشأ أن يقول:

لنا حاجةٌ في آل مروان دونها = من النّفر الغرّ الوجوه قبيل

فمت كمداً إنّ كان يومك قد أتى = أو اصبر على ما خلّيت فقليل

فلمّا خرجت عنه، فاضت نفسه. وما وصلت إلى منزلها حتّى سقطت ميّتة.

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 11:50 ص]ـ

وطلّق عليٌّ بن منظور امرأته فندم عليها ندماً شديداً، فقال:

ما للطّلاق فقدته = وفقدت عاقبة الطّلاق

طلّقت خير خليلةٍ = تحت السّموات الطّباق

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 12:45 ص]ـ

وقال راوية الفرزدق: قال لي الفرزدق: امض بي إلى حلقة الحسن فإني أريد ان أطلق نوار فقلت له: أخشى أن تتبعها نفسك فقال: امض ولا تخف. فمضيت معه فقال: السلام عليكم أعلم أني قد طلقت نوار ثلاثاً، فقال الحسن: قد علمت. فلما رجع قال: إني لأجد في نفسي شيئاً من نوار، ثم أنشد يقول:

ندمت ندامة الكسعي لما = غدت مني مطلقةً نوار

وكانت جنتي فخرجت منها = كآدم حين أخرجه الضرار

ولو أني ملكت يدي ونفسي = لكان علي للقدر الخيار

واجتمع عند عبد الملك بن مروان الفرزدق وجرير، فقال الفرزدق: النوار طالق إن لم أقل شعرا لا يستطيع ابن المراغة أن ينقضه أبدا، ولا يجد في الزيادة عليه مذهبا. فقال عبد الملك: ما هو؟ فأنشده:

فإني أنا الموت الذي هو واقع = بنفسك فانظر كيف أنت مزاوله

وما أحد يا ابن الأتان بوائل = من الموت إن الموت لا شك نائله

فأطرق جرير ثم قال: أم حزرة طالق ثلاثا إن لم أكن نقضته وزدت عليه. فقال عبد الملك: هات فقد والله طلق أحدكما لا محالة!

فأنشد جرير:

أنا البدر يعشي نور عينيك فالتمس = بكفيك يا ابن القين .. هل أنت نائله؟

أنا الدهر يفني الموت والدهر خالد = فجئني بمثل الدهر شيئا يطاوله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير