تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تذكرت ليلى والسنين الخواليا]

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 03:30 ص]ـ

إليكم رائعة مجنون بني عامر

تذكرت ليلى والسنين الخواليا = وأيام لا أعدى على الدهر عاديا

ويوم كظل الرمح قصرت ظله = بليلى فلهاني وما كنت لاهيا

فيا ليل كم من حاجة لي مهمة = إذا جئتكم بالليل لم أدر ماهيا

خليليّ ألا تبكي لي التمس = خليلاً إذا أنزفت دمعي بكى ليا

فما أشرف الإيفاع إلا صبابة = ولا أنشد الأشعار إلا تداويا

وقد يجمع اللّه الشتيتين بعدما = يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

لحى اللّه أقواما يقولون إننا = وجدنا طوال الدهر للحب شافيا

وعهدي بليلى وهي ذات مؤصد = ترد علينا بالعشي المواشيا

فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها = وأعلاق ليلى في فؤادي كما هيا

إذا ما جلسنا مجلساً نستلذه = تواشوا بنا حتى أمل مكانيا

سقى اللّه جارات لليلى تباعدت = بهن النوى حيث احتللن المطاليا

بتمرين لاحت نار ليلى وصحبتي = بقرع العصا ترجى المطى الحوافيا

فقال بصير القوم لمحة كوكب = بدا في سوادا لليل من ذي يمانيا

فقلت لهم بل نار ليلى توقدت = بعليا تسامى ضوءها فبدا ليا

خليلي لا واللّه لا أملك الذي = قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا

قضاها لغيري وابتلاني بحبها = فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا

وخبرتماني أن تيماء منزل = لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا

فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت = فما للنوى ترمي بليلى المراميا

فلو أن واش باليمامة داره = وداري بأعلى حضرموت أتى نيا

وماذا لهم لا أحسن اللّه حالهم = من الحظ في تصريم ليلى حباليا

وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل = بي النقض والإبرام حتى علانيا

فيا رب سوّ الحب بيني وبينها = يكون كفافاً لا عليّ ولا ليا

فما طلع النجم الذي يهتدى به = ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا

ولا سرت ميلاً من دمشق ولا بدا = سهيل لأهل الشام إلا بدا ليا

ولا سميت عندي لها من سمية = من الناس إلا بل دمعي ردائيا

ولا هبت الريح الجنوب لأرضها = من الليل إلا بت للريح جانيا

فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها = عليّ فلن تحموا عليّ القوافيا

فاشهد عند اللّه إني أحبها = فهذا لها عندي فما عندها ليا

قضى اللّه بالمعروف منها لغيرنا = وبالشوق مني والغرام قضى ليا

وإن الذي أملت يا أم مالك = أشاب فؤادي واستهان فؤاديا

أعد الليالي ليلة بعد ليلة = وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا

وأخرج من بين البيوت لعلني = أحدث عنك النفس بالليل خاليا

أراني إذا صليت يممت نحوها = بوجهي وإن كان الممصلى ورائيا

وما بيَ إشراك ولكن حبها = وعظم الحوى أعيى الطبيب المداويا

أحب من الأسماء ما وفق اسمها = وأشبهه أو كان منه مدانيا

خليليّ ليلى أكبر الحاج والمنى = فمن لي بليلى أو فمن لها بيا

خليليّ ما أرجو من العيش بعدما = أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا

وتجرم ليلى ثم تزعم أنني = سلوت ولا يخفى على الناس ما بيا

فلم أر مثلينا خليلي صبابة = أشد على الرغم الأعادي تصافيا

خليلان لا نرجو اللقاء ولا ترى = خليلين إلا يرجوان تلاقيا

وإني لأستحييك أن تعرض المنى = توصلك أو أن تعرضي في المنى ليا

يقول أناس عل مجنون عامر = يروم سلوا قلت أنى لما بيا

إذا ما استطال الدهر يا أم مالك = فشأن المنايا القاضيات وشأنيا

إذا اكتحلت عيني بعينيك لم تزل = بخير وجلت غمرة عن فؤاديا

فأنت التي إن شئت شقيت عيشتي = وأنت التي إن شئت أنعمت باليا

وأنت التي ما من صديق ولا عدى = يرى نضو ما أبقيت إلا رثى ليا

أمضروبة ليلى عليّ أزروها = ومتخذ دين لها أن ترانيا

إذا سرت في الأرض الفضاء رأيتني = أصانع رحلي أن يميل حياليا

يميناً إذا كانت يميناً وإن تكن = شمالاً ينازعني الهوى عن شماليا

وإني لأستغشى وما بي نعسة = لعل خيالاً منك يلقي خياليا

هي السحر إلا أن للسحر رقية = وإني لا ألقي لها الدهر راقيا

ذكت نار شوقي في فؤادي فأصبحت = لها وهج مستضرم في فؤاديا

ألا أيها الركب اليمانون عرّجوا = علينا فقد أمسى هوانا يمانيا

أسائلكم هل سال نعمان بعدنا = وحب إلينا بطن نعمان واديا

ألا يا حمامي بطن نعمان هجتما = عليّ الهوى لما تغنيتما ليا

وأبكيتماني وسط صحبي ولم أكن = أبالي دموع العين لو كنت خاليا

ويا أيها القمريتان تجاذبا = بلحنيكما ثم اسجعا علانيا

فإن أنتما استطربتما أو أردتما = لحاقاً بأطلال الغضى فاتبعانيا

ألا ليت شعري ما لليلى وما ليا = وما للصبا من بعد شيب علانيا

ألا أيها الواشي بليلى ألا ترى = إلى من تشها أو لمن أنت واشيا

لئن ظعن الأحباب يا أم مالك = فما ظعن الحب الذي في فؤاديا

فيا رب إذ صيرت ليلى هي المنى = فزنى بعينيها كما زنتها ليا

وإلا فبغضها إلي وأهلها = فإني بليلى قد لقيت الدواهيا

على مثل ليلى يقتل المرء نفسه = وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا

خليليّ إن ضنوا بليلى فقرّبا = إلى النعش والأكفان واستغفرا ليا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير