[حمامة حميد بن ثور]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 12:05 ص]ـ
يذكر الثعالبي أن العرب "تجعل صوت الحمام مرّةً سجعاً, ومرّة غناءً, وأخرى نَوْحاً, وتضرب به المثل في الإطراب والشجى (1)
وهذه قصيدة حميد بن ثور الهلالي, التي فيها ضرب من المسرحة والحضور المشهدي لقصة الحمامة الفاقد وفرخها المنتهب, يقول (2):
وما هاجَ هذا الشوقَ إلاّ حمامة=دعتْ ساقَ حرّ ترحةً وترنّما
من الورق حمّاءُ العلاطين باكرتْ=عسيب أَشاءٍ مطلع الشمس أَسْحَما
إذا هزهزتْهُ الريح أو لعبتْ به=أَرَنّت عليه ماثلاً ومقوَّما
تباري حمامَ الجهلتينوترعوي =إلى ابن ثلاثٍ بين عُودين أعجما
تطوّقَ طوقاً لم يكنْ عن تميمة=ولا ضربَ صوّاغٍ بكفّيه درهما
بنَتْ بيتَهُ الخرقاء وهي رفيقة=به بين أعواد بعلياءَ مُعْلَما
فلما اكتسى ريشاً سُخاماً ولم يجد=له معها في باحة العُشّ مَجْثما
أُتيحَ له صقرٌ مُسِفَّ لم يدعْ=لها ولداً إلا رميماً وأعْظُما
فأوفتْ على غصنٍ ضُحيّا فلم تدعْ=لباكية في شجوها متلوَّما
فلم أرَ محزوناً له مثل صوتها=ولا عربياً شاقَه صوتُ أعجماـ
(1) الثعالبي: ثمار القلوب في المضاف والمنسوب, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, دار نهضة مصر 1965, ص 467.
(2) حميد بن ثور: ديوان حميد بن ثور الهلالي, إشراف د. محمد يوسف نجم, دار صادر, بيروت 1995 ص 100/ 101.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 10:09 م]ـ
فلم أرَ محزوناً له مثل صوتها ... ولا عربياً شاقَه صوتُ أعجما
بوركت أخي محمد على هذه القصيدة الجميلة، وهذا ليس مستغرباً عنك أخي الكريم.