تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هو المختارُ " صلى الله عليه وسلم "

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 12:09 ص]ـ

هو المختارُ " صلى الله عليه وسلم "

د. عبدالرحمن العشماوي

من نبع هديك تستقي الأنوار = وإلى ضيائك تنتمي الأقمار

رب العباد حباك أعظم نعمة = دينا يعزُّ بعزَّه الأخيار

حُفظت بك الأخلاق بعد ضياعها = وتسامقت فى روضها الأشجار

وبُعثت للثقلين بعثة سيدٍ = صدقتْ به وبدينه الأخبار

أصغت اليك الجن وانبهرت بما = تتلو، وعَمَّ قلوبها استبشار

يا خير من وطيءَ الثرى وتشرفت = بمسيره الكثبان والأحجار

يا من تتوق إلى محاسن وجهه = شمسٌ ويفْرَحُ أن يراه نهار

بأبي وأمي أنتَ، حين تشرَّفت= بك هجرة وتشرَّفَ الأنصار

أنْشَأْتَ مدرسة النبوة فاستقى = من علمها ويقينها الأبرار

هي للعلوم قديمها وحديثها = ولمنهج الدين الحنيف منار

لله درك مرشدا ومعلما = شَرُفَتْ به وبعلمه الآثار

ربَّيْتَ فيها من رجالك ثلَّةً = بالحقِّ طافوا في البلاد وداروا

قوم إذا دعت المطامع أغلقوا = فمها، وإن دعت المكارم طاروا

إن واجهوا ظلماً رموه بعدلهم = وإِذا رأوا ليل الضلال أناروا

قد كنت قرآناً يسير أمامهم = وبك اقتدوا فأضاءت الأفكار

عمروا القلوب كما عَمَرْت، فما مضوا = إلا وأفئدة العباد عَمَار

لو أطلق الكونُ الفسيحُ لسانه = لسرتْ إليك بمدحه الأشعار

لو قيل: مَنْ خيرُ العبادِ، لردَّدتْ = أصواتُ مَنْ سمعوا: هو المختارُ

لِمَ لا تكون؟ وأنتَ أفضلُ مرسلٍ = وأعزُّ من رسموا الطريق وساروا

ما أنت إلا الشمس يملأ نورُها = آفاقَنا، مهما أُثيرَ غبار

ما أنت إلا أحمد المحمود فى = كل الأمور، بذاك يشهد غار

والكعبة الغرَّاءُ تشهد مثلما = شهد المقامُ وركنها والدَّار

يا خير من صلى وصام وخير من= قاد الحجيج وخير من يَشْتَارُ

سقطت مكانة شاتم، وجزاؤه= إن لم يتب مما جناه النار

لكأنني بخطاه تأكل بعضها = وهناً، وقد ثَقُلَتْ بها الأوزار

ما نال منك منافق أو كافر = بل منه نالت ذلة وصَغَار

حلّقت في الأفق البعيد، فلا يدٌ = وصلت إليك، ولا فمٌ مهذار

وسكنت فى الفردوس سُكْنَى من به = وبدينه يتكفَّل القهَّار

أعلاك ربك همة ومكانة= فلك السمو وللحسود بوار

إنا ليؤلمنا تطاول كافر= ملأت مشارب نفسه الأقذار

ويزيدنا ألماً تخاذل أمةٍ = يشكو اندحار غثائها المليار

وقفت على باب الخضوع، أمامها = وهن القلوب، وخلفها الكفار

يا ليتها صانت محارم دارها = من قبل أن يتحرك الاعصار

يا خير من وطيء الثرى، فى عصرنا = جيش الرذيلة والهوى جرَّار

فى عصرنا احتدم المحيط ولم يزل = متخبِّطاً فى موجه البحَّار

جمحتْ عقول الناسِ، طاشَ بها الهوى = ومن الهوى تتسرَّب الأخطار

أنت البشير لهم، وأنت نذيرهم = نعم البشارةُ منك والإنذار

لكنهم بهوى النفوس تشربوا = فأصابهم غَبَشُ الظنونِ وحاروا

صبغوا الحضارةَ بالرذيلةِ فالْتقى = بالذئبِ فيها الثَّعْلبُ المَكَّارُ

ما (دانمركُ) القوم، ما (نرويجهم)؟ = يُصغي الرُّعاةُ وتفهم الأبقار

ما بالهم سكتوا على سفهائهم = حتى تمادى الشرُّ والأشرار

عجباً لهذا الحقد يجري مثلما = يجري (صديدٌ) فى القلوب،و (قََارُ)

يا عصرَ إلحاد العقولِ، لقد جرى = بك في طريق الموبقاتِ قطار

قََرُبَت خُطاك من النهاية، فانتبهْ = فلربَّما تتحطَّم الأسوار

إني أقول، وللدموع حكايةٌ = عن مثلها تتحدَّث الأمطار

إنَّا لنعلم أنَّ قَدْرَ نبيِّنا = أسمى، وأنَّ الشانئينَ صِغَارُ

لكنه ألم المحب يزيده = شرفاً، وفيه لمن يُحب فخار

يُشقي غُفاةَ القومِ موتُ قلوبهم = ويذوق طعمَ الرَّاحَةِ الأغْيارُ

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 12:16 ص]ـ

قصيدة رائعة مثل ناقلها ...

بارك الله فيك أخي الليث.

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 11:40 ص]ـ

قصيدة رائعة مثل ناقلها ...

بارك الله فيك أخي الليث.

بارك الله فيك أخي رعد على المرور العطر

اطلالتك رائعة وكلامك عذب أعتز به

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 01:57 م]ـ

صلى الله عليه وسلم

جعلها الله في موازين حسناتك أخي ليث

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير