تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[03 - 06 - 2008, 11:47 ص]ـ

أرادها لحسن ثغرها فقط

وكانت خولة بنت منظور بن زياد الفزاري عند الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله

عنهم، وكانت أختها عند عبد الله بن الزّبير، وهي أحسن النّاس ثغراً، وأتمّهم جمالاً. فلمّا

رأى ذلك عبد الملك بن مروان قتل عبد الله بن الزّبير زوجها، ثمّ خطبها، فكرهت أن

تتزوّجه وهو قاتل زوجها، فأخذت فهراً وكسّرت به أسنانها. وجاء رسول عبد الملك

فخطبها، فأذنت له ليراها، فأدّى إليها رسالته ورأى ما بها، فقالت: ما لي عن أمير المؤمنين

رغبة، ولكنّي كما ترى، فإن أحبّني فأنا بين يديه، فأتاه الرّسول فأعلمه بذلك، فقال: أنا،

والله، إنّما أردتها على حسن ثغرها الذي بلغني، وأمّا الآن فلا حاجة لي فيها.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 04:10 م]ـ

المغنّية محبوبة والمتوكّل

قال عليّ بن الجّهم: لمّا أفضت الخلافة إلى جعفر المتوكّل على الله، أهدي إليه ابن طاهر

من خراسان هديّةً جليلةً فيها جوارٍ، منهنّ جاريةٌ يقال لها محبوبة كانت قد نشأت

بالطّائف، وكان لها مولىً قد عنى بها، فبرعت في فنون الأدب، وأجادت الشّعر. وكانت

راويةً ظريفةً، مجيدةً للغناء. فقربت من قلب المتوكّل. وغلبت عليه. قال: فخرج عليّ يوماً،

وقال لي: يا علي، دخلت السّاعة على قينة وقد كتبت بالمسك على خدّها جعفراً، فما

رأيت أحسن منه، فافعل فيه السّاعة شعراً. فأخذت الدّواة والقرطاس، فانقفل عليّ، حتّى

كأنّي ما عملت بيتاً قط فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أذنت لمحبوبة أن تقول شيئاً عسى أن

ينفتح لي. فأمرها، فقالت مسرعةً، وأخذت العود فجسته، وصاغت لحناً، واندفعت

وغنّت:

وكاتبةٍ بالمسك في الخدّ جعفراً، = بنفسي خطّ المسك، من حيث أثرّا

لئن أودعت سطراً من المسك خدّها، = لقد أودعت قلبي من الشّوق أسطرا.

فاعجب لمملوكٍ يظلّ مليكه = مطيعاً له فيما أسرّ وأجهرا

قال عليّ: وغضب عليها مرّة، وكان لا يصبر عنها، فأمر جواري القصر أن لا تكلّمها

واحدةً منهنّ. فكانت في حجرتها أيّاماً، وقد تنغّص عيشه لفراقها، فبكرت عليه يوماً،

فقال: يا علي. قلت لبّيك يا أمير المؤمنين. قال: رأيت الليلة في منامي كأنّي رضيت عن

محبوبة فصالحتها وصالحتني. فقلت: خيراً يا أمير المؤمنين، أقرّ الله عينك وسرّك. إنّما هي

عبيدتك، والسّخط والرّضا بيدك، فوالله، إنّا لفي حديثنا إذ جاءت وصيفةً، فقالت: يا

أمير المؤمنين سمعت صوت عودٍ من غرفة محبوبة. قال: فقم بنا يا عليّ ننظر ما تصنع،

فنهضنا حتّى أتينا حجرتها، فإذا هي تضرب العود وتغنّي:

أدور في القصر، لا أرى أحداً = أشكو إليه، ولا يكلّمني

كأنّني قد أتيت معصيةً، = ليست لها توبةٌ تخلّصني.

فهل شفيعٍ لنا، إلى ملكٍ، = قد زارني في الكرى فصالحني،

حتّى إذا ما الصّباح لاح لنا، = عاد إلى هجره فصادمني.

قال: فصاح أمير المؤمنين، وصحت معه. فتلقته وأكّبت على رجله تقبّلها، فقال: ما

هذا؟ فقلت: يا مولاي رأيت في ليلتي هذه كأنّك صالحتني، فتعلّلت بما سمعت. قال: فأنا

والله قد رأيت مثل ذلك. وقال: يا عليّ أرأيت أعجب من هذا وكيف اتّفق ورجعنا إلى

الموضع الذي كنّا فيه. واصطلح. وما زالت تغنّيه هذه الأبيات يومنا ذلك. وازدادت

حظوتها عنده حتّى كان من أمره ما كان. فتفرّقت جواريه، فصارت محبوبة إلى الوصيف

الكبير، فما زالت باكيةً حزينةً، فدعاها يوماً مع من صار إليه من جواري المتوكّل فأمرهنّ

فغنّين. ثمّ أمرها فاستعفته فأبى، فقلن لها: لو كان في حزننا فرحٌ لطال حزننا معك. وجيء

بعودٍ فغنّت به:

أيّ عيشٍ يلذّ لي =لا أرى فيه جعفرا

كلّ من كان ذا ضناً = وسقامٍ فقد برا

غير محبوبة التي = ترى الموت يشترى

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:07 م]ـ

قولهم في الغزل

ذَكر أعرابي امرأة، فقال: لها جلد من لؤلؤ مع رائحة المِسْك، وفي كل عُضْو منها شَمْس

طالعة.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:08 م]ـ

وذَكَر أعرابيّ امرأة وَدَعها للمسير: واللهّ ما رأيْتُ دَمْعة تَرقرق من عين بإثمد على دِيباجة خَدّ،

أحسنَ من عَبْرة أمْطرتْها عينُها فأعْشب لها قَلبي.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 02:20 م]ـ

وقال أعرابيّ: ليت فلانة حَظِّي من أَمَلِي، ولرُبّ يوم سِرْتُه إليها حتى قَبض

الليلُ بَصري دونها، وإنَ منِ كلام النَساء ما يقوم مَقام الماء، فيَشْفي من الظمأ.

****************

وذكر

أعرابيّ امرأة، فقال: تلك شمْس باهتْ بها الأرضُ شمسَ سمائها. وليس لي شفيع في

اقتضائها، وإنَّ نفسي لَكَتُومٌ لدائها، ولكنها تَفِيض عند امتلائها. أخذ هذا المعنى حبيب

فقال:

ويا شمْسَ أَرْضيها التي تمَّ نُورها = فباهت بها الأرَضُون شَمْسَ سَمَائِها

شكَوْتُ وما الشَكوى لمثليَ عادةٌ = ولكنْ تَفيضُ النفسُ عند امتلائها

ـ[أم أسامة]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 07:41 ص]ـ

قلوب النساء مثل رمال البحر، لا ترى عليها في الغداة أثر ما كتبته بالأمس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير