هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم=وللعاشق المسكين ما يتجرع
أرجو تقبل مروري.
بارك الله فيك أختي الثلوج الدافئة على هذه القصة الجميلة، ونكتفي بها هذه الليلة.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:04 م]ـ
روى الرياشي عن الأصمعي عن جبر بن حبيب قال: أقبلت من مكة أريد اليمامة فنزلت بحي من عامر، فأكرموا مثواي، فإذا فتىً حسن الهيئة قد جاءني، فسلم علي، فقال: أين يريد الراكب؟ قلت: اليمامة. قال: ومن أين أقبلت؟ قلت: من مكة. فجلس إلي، فحادثني أحسن الحديث ثم قال لي: أتأذن لي في صحبتك إلى اليمامة؟ قلت: أحب خير مصحوب، فقام، فما لبث أن جاء بناقة كأنها قلعة بيضاء، وعليها أداة حسنةٌ، فأناخها قريباً من مبيتي، وتوسد ذراعها، فلما هممت بالرحيل أيقظته فكأنه لم يكن نائماً، فقام فأصلح رحله فركب وركبت، فقصر علي يومي بصحبته، وسهلت علي وعوث سفري، فلما رأينا بياض قصور اليمامة تمثل:
وأعرَضَتِ اليَمامَةُ واشمَخَرّتْ = كَأسْيَافٍ بأيدي مُصْلِتِينَاوهو في ذلك كله لا ينشدني إلا بيتاً معجباً في الهوى، فلما قربنا من اليمامة مال عن الطريق إلى أبيات قريبة منا، فقلت له: لعلك تحاول حاجةً في هذه الأبيات؟ قال: أجل! قلت: انطلق راشداً. فقال: هل أنت موفٍ حق الصحبة؟ قلت: أفعل. قال: مل معي! فملت معه، فلما رآه أهل الصرم ابتدروه، وإذا فتيان لهم شارةٌ، فأناخوا بنا و عقلوا ناقتينا، وأظهروا السرور، وأكثروا البر، ورأيتهم أشد شيء له تعظيماً، ثم قال: قوموا إن شئتم، فقام، وقمت لقيامه، حتى إذا صرنا إلى قبرٍ حديث التطيين ألقى نفسه عليه، وأنشأ يقول:
لَئِن مَنَعوني في حَياتي زيارَةً = أُحامي بِها نفساً تَمَلّكَها الحبُّ
فَلَن يَمنعوني أن أُجاورَ لحدَها = فيَجمَعَ جِسمَينَا التجاورُ والتُّرْبُثم أن أناتٍ، فمات. فأقمت مع الفتيان حتى احتفروا له ودفناه. فسألت عنه، فقالوا: ابن سيد هذا الحي، وهذه ابنة عمه، وهي إحدى نساء قومه، وكان بها مغرماً، فماتت منذ ثلاث، فأقبل إليها وقد رأيت ما آل إليه أمره. فركبت وكأنني والله قد ثكلت حميماً.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:40 م]ـ
جهد جبار ومتميز أخي ليث ...
دمت نجما ساطعا في سماء الفصيح ..
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 04:18 ص]ـ
أشكرك أخي رعد على المرور العطر
كنت تسأل عن قصص ماتت فيها المرأة من الحب
كثير من القصص الواردة ماتت فيها المرأة
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 06:26 م]ـ
أحضرت لكم قصة
تفاجأت من نهايتها، لم يكن الموت
فآثرت البحث عن غيرها
انتظروا قصة اليوم أو غدا -إن شاء الله-
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 08:20 م]ـ
نحن بالانتظار أخي ليثاً، بارك الله فيك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 11:29 م]ـ
أشكرك أخي رعد على المرور العطر
كنت تسأل عن قصص ماتت فيها المرأة من الحب
كثير من القصص الواردة ماتت فيها المرأة
ننتظر ابداعاتك أخي " ليث " ..
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 04:38 م]ـ
قال الأصمعي: قال لي الرّشيد: امض إلى بادية البصرة فخذ من تحف كلامهم وطرف حديثهم. فانحدرت، فنزلت على صديقٍ لي بالبصرة، ثمّ بكّرت أنا وهو على المقابر، فلمّا صرت إليها إذا بجاريةٍ نادى إلينا ريح عطرها قبل الدّنوّ منها، عليها ثيابٌ مصبغاتٌ وحلى، وهي تبكي أحرّ بكاء. فقلت: يا جارية ما شأنك؟ فأنشأت تقول:
فإن تسألاني فيم حزني؟ فإنّني = رهينة هذا القبر يا فتيان.
أهابك إجلالاً، وإن كنت في الثّرى = مخافة يومٍ إن يسؤك مكاني
وإنّي لأستحييك، والتّرب بيننا = كما كنت أستحييك حين تراني
فقلنا لهاك ما رأينا أكثر من التّفاوت بين زيّك وحزنك فأخبري بشأنك؟ فأنشأت تقول:
يا صحب القبر، يا من كان يؤنسني = حيّاً، ويكثر في الدّنيا مواساتي
أزور قبرك في حليٍّ وفي حللٍ = كأنّني لست من أهل المصيبات
فمن رآني، رأى عبرىً مفجعةً = مشهورة الزّيّ تبكي بين أمواتي
فقلنا لها وما الرّجل منك: قالت: بعلي، وكان يجب أن يراني في مثل هذا الزّيّ، فآليت على نفسي أن لا أغشى قبره إلاّّ في مثل هذا الزّيّ لأنّه كان يحبّه أيّام حياته، وأنكرتماه أنتما عليّ.
قال الأصمعي: فسألتها عن خبرها ومنزلها. وأتيت الرّشيد فحدّثته بما سمعت ورأيت، حتّى حدّثته حديث الجّارية. فقال: لا بدّ أن ترجع حتّى تخطبها إليّ من وليّها، وتحملها إليّ، ولا يكون من ذلك بد. ووجّه معي خادماً ومالاً كثيراً. فرجعت إلى قومها فأخبرتهم الخبر، فأجابوا وزوّجوها من أمير المؤمنين وحملوها معنا وهي لا تعلم. فلمّا صرنا إلى المدائن نما إليها الخبر، فشهقت شهقةً فماتت، فدفنّاها هنالك. وسرت إلى الرّشيد فأخبرته الخبر، فما ذكرها وقتاً من الأوقات إلاّّ بكى أسفاً عليها.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 04:45 م]ـ
أحسنتم جميعا بارك الله فيكم
¥