تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن عجبٍ تسيء إليك أرضٌ ..... شبَبْتَ فما أسأْت بها شبابا

منازلٌ كنت تنزلها طهوراً ..... وتلقى الوحي فيها والكتابا

فما عرفوا عليك بهن نقصاً ..... ولا أخذوا عليك بهن عابا

تقوم الليل في جنبات غارٍ ..... وتقطعه زكاةً واحتسابا

تزلزل بالدعاء ذُرى حِراء ..... فلولا اللهُ يمسكه لذابا

لقد آذاك أهلٌ في حماهم ..... فكان أذاهمُ العجبَ العُجابا

رمَوْا والله صانك من أذاهم ..... فأخطأ سهمُ راميهم وخابا

فلا ترجو السلامة من قريبٍ ..... ولا تأمن من الأهل انقلابا

فربَّ أباعدٍ كانوا رجاءً ..... ورب أقارب كانوا مُصابا

أمينَ الله أهلُك قد أساؤوا ..... ولجّ لسانهم إثْماً وعابا

وقالوا الساحر الكذابُ حاشا ..... لربّك لم يقلْ يوماً كِذابا

وكانوا من صفاتك في يقينٍ فكيف يروْن دعوتك ارتيابا

ولكنْ دولةُ الأغراض تُعمي ..... وتُلقي فوقَ أعينها حجابا

لقد جحدوا ضياءك وهو سارٍ ..... يشقُّ البيدَ أو يطوي الهِضابا

كأن من الهدى فيه سراجٌ ..... ومن وضح اليقين بها شهابا

ومن تكن المآربُ ضللته ..... يجدْ في الحق زيفاً واضطرابا

أمين الله قومك قد أساؤوا ..... وطار صوابُهم ومضى وغابا

لقد عادوْك موجِدةً وكِبراً ..... وربّ مكابرٍ فقد الصّوابا

مضوْا يستكثرون عليك فضلاً ..... من الله الذي يعطي الرّغابا

هو الحسدُ الذي أكل البرايا ..... وصيّرهم على إنسٍ ذئابا

يكاد الحقدُ يمسخهم قروداً ..... ويخلُق فيهمُ ظفراً ونابا

ولما أنْ قدَرْت عفوت عنهم ..... ولم تفرض على الجاني عِقابا

دعَوْت لهم بمغفرةٍ وصَفْحٍ ..... فكان دعاؤك العالي مُجابا

ملكت رِقابهم عفْواً فلانوا ..... ولم أرَ مثله ملك الرّقابا

خرجْت إلى المدينة وهي دارٌ ..... شهِدتَ بها على الكفر انقلابا

فقد آواك أهلوها وكادوا ..... لِينْسوك الرحيلَ والاِغترابا

وجدت بها من الأنصار أهلاً ..... وزدت بهم على البعد اقترابا

وربّ أباعد لك قد أجابوا ..... وما سمع القريبَ ولا أجابا

رجوْت بهم لدين الله نصْراً ..... ولم أرَ راجياً في الله خابا

ـ[مصطفى أحمد محمد علي]ــــــــ[20 - 03 - 2010, 09:58 ص]ـ

تنويه

تصحيح:

اسم الشاعر السوداني: عمران العاقب عبد المجيد وليس العاقد وقد أعلنت الإذاعة البريطانية فوزه بالمركز الأول ثم عادو ا وأعلنوه في المركز الثاني حيث كان المركز الأول من نصيب الشاعر السنغالي عمر فوجب التنويه.

ـ[مصطفى أحمد محمد علي]ــــــــ[23 - 03 - 2010, 06:53 ص]ـ

لقد اشتركت أنا نفسي في هذه المسابقة التي نظمتها الإذاعة البريطانية سنة 1979 وقد فاز بالمركز الأول الشاعر السنغالي عمر وبالمركز الثاني الشاعر عمران العاقب عبد المجيد وهو سوداني أما القصيدة التي فازت بالمركز الأول فقد كنت محتفظا بها في ورقة إلى أن ضاعت مني لكثرة تنقلاتي ولئن وجدتها سأكتبها وأحفظ أبياتا من قصيدة الشاعر عمران العاقب عبد المجيد سأكتبها الآن:

ما ربع مكة إن قر الأليف به ربع ******* ولا في حواشي ليلها سمر

صوت السموات هز البيد فانبعثت******* عزائم تابعت ما سطر القدر

سجى الدجى خاشعا والبيد أرعشها ******* سهد الليالي وأضنت سوحها الفكر

والراسيات على البطحاء يغمرها******* سود الظلال وفي أعماقها الحذر

والريح تمشي الهوينى في الشعاب فما ******* يهتز من روحها نجم ولا شجر

يسري به الركب في ظلماء حالية ******* بالنجم يطرفه التهويم والخدر

وصاحب لك في إيثاره قبس ******* من النبوة لا يرقى له النظر

يطوف حولك إشفاقا وتفدية ******* كما يطوف ببيت الله معتمر

كما قال الشاعر عمر السنغالي وهو الذي فاز بالمركز الأول:

هجرت بطاح مكة والشعابا ***** وودعت المنازل والرحابا

تخذت من الدجى يا بدر سترا***** ومن رهبوت حلكته ثيابا

فكيف تركت خلفك كل شأن ***** وغادرت الأحبة والصحابا

وشر مواطن الإنسان دار***** يرى من أهله فيها عذابا

ومن عجب تسيء إليك أرض ***** نشأت وما أسأت بها شبابا

يزلزل بالدعاء ذرى حراء***** فلولا الله يمسكه لذابا

ملاحظة: تكتب في الشعر (تخذت) بدون ألف ولوأضيفت الألف ينكسر البيت وقد قرأها المذيع (تخذت) وهكذا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير