في أرضنا للناس أكبرُ شاهدٍ **** دينٌ ودنيا، نعمةٌ وأَمانُ
هي دوحةُ ضَمَّ الحجازُ جذورَها **** ومن الرياض امتدَّت الأَغصانُ
الأصل مكةُ، والمهاجَرُ طَيْبةٌ **** والقدسُ رَوْضُ عَراقةٍ فَيْنَانُ
شيمُ العروبة تلتقي بعقيدةٍ **** فيفيض منها البَذْلُ والإحسانُ
للقدس عُمْقٌ في مشاعر أرضنا **** شهدتْ به الآكامُ والكُثْبانُ
شهدت به آثارُ هاجرَ حينما **** أصغتْ لصوت رضيعها الوُديانُ
شهدت به البطحاء وهي ترى الثرى **** يهتزُّ حتى سالت الُحْلجانُ
ودعاءُ إبراهيمَ ينشر عطره **** في الخافقين، وقلبُه اطمئنان
هذي الوشائج بين مهبط وحينا **** والمسجد الأقصى هي العنوانُ
هو قِبلةٌ أُولى لأمتنا التي **** خُتمت بدين نبيِّها الأديانُ
أوَ لَمْ يقل عبدالعزيز وقد رأى **** كيف الْتقى الأحبار والرُّهبانُ
وأقام بلْفُورُ الهياكلَ كلَّها **** للغاصبين وزمجر البُركان
وتنمَّر الباغي وفي أعماقه **** حقدٌ، له في صدره هَيجَانُ
وتقاطرتْ من كلِّ صَوْبٍ أنْفُسٌ **** منها يفوح البَغْيُ والطغيانُ
وفدوا إلى القدس الشريف، شعارهم **** طَرْدُ الأصيل لتخلوَ الأوطانُ
وفد اليهود أمامهم أحقادهم **** ووراءهم تتحفَّرُ الصُّلبان
أوَ لم يقل عبدالعزيز، وذهنُه **** متوقدٌ، ولرأيه رُجْحَانُ
وحُسام توحيد الجزيرة لم يزلْ **** رَطْباً، يفوح بمسكه الميدانُ
في حينها نَفضَ الغُبارَ وسجَّلَتْ **** عَزَماتِه الدَّهناءُ والصُّمَّانُ
أوَ لم يَقُلْ، وهو الخبيرُ وإِنما **** بالخبرةِ العُظْمى يقوم كيانُُ:
مُدُّوا يدَ البَذْلِ الصحيحةَ وادعموا **** شعبَ الإِباءَ فإنهم فُرْسَانُ
شَعْبٌ، فلسطينُ العزيزةُ أَنبتتْ **** فيه الإباءَ فلم يُصبْه هَوانُ
شَعْبٌ إذا ذُكر الفداءُ بَدا له **** عَزْمٌ ورأيٌ ثاقبٌ وسنانُ
شعبٌ إذا اشتدَّتْ عليه مُصيبةٌ **** فالخاسرانِ اليأسُ والُخذلاُن
لا تُخرجوهم من مَكامنِ أرضهم **** فخروجُهم من أرضهم خُسران
هي حكمةٌ بدويَّة ما أدركتْ **** أَبعادَها في حينها الأَذهانُ
يا قُدْسُ لا تَأْسَي ففي أجفاننا **** ظلُّ الحبيبِ، وفي القلوبِ جِنانُ
مَنْ يخدم الحرمين يأَنَفُ أنْ يرى **** أقصاكِ في صَلَفِ اليَهودِ يُهانُ
يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ **** واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ
ياقدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 10:22 م]ـ
القدس نادت فهل من مجيب؟ ـــــ * ـــــ
القدسُ نادت
الكاتب: د / عبد المعطي الدالاتي
القدسُ نادت
سكتوا، وما فتحوا فما ... فجراحُهم نطقتْ دما
سكتوا، و لم يتكلّموا ... لمّا الرصاص تكلّما
ثبتوا ثباتَ الخزرجِ ... و هوَوْا فصاروا أنجما
اَلقدسُ نادت: مَن تُرى ... يحمي الحرائرَ و الحِمى؟
فأجابها مَن أسلمَ ... لله حقّاً .. و انتمى:
إنَّ الرجولة لن تَرى ... في الأرض إلا المسلما
فهو الذي يرعى الحمى ... ويرى الخنوعَ مُحرّما
نادى الجهادُ .. فلم يُجبْ ... إلا بأنْ يتقدّما
عبسَ الردى في وجهه ... فأجابه مُتبسِّما:
أنا مسلمٌ لا أنحني ... إلا لمن رفع السما
مُذْ لاح نور محمّدٍ ... أقسمتُ، فيمَن أقسما:
لا أنثني عن دربه ... حتى أُضرَّجَ بالدِّما
فدمُ الشهيدِ و دمعُهُ ... أرأيتَ أغلى منهما؟!
فله الجِنانُ تزيّنتْ ... وتعطّرت حورُ السما
وإذا الْتقى بالمصطفى ... صلّى عليه و سلّما
د / عبد المعطي الدالاتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ * ـ كما هي منقولة بتصرف خاص لا تعديل فيها سوى إضافة التالي (فهل من مجيب؟).
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 03:54 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا نائل على مروركم الكريم .. وجزاكم الخير كله على هذه القصيدة الجميلة ...
دمتم بخير.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 04:06 م]ـ
بارك الله في القلم وصاحبته على النقل الجميل المؤثر , وألف شكر على الإثراء والجهد العظيم الذي تبذلينه في إعلاء كلمة الحق ورايه القدس وفلسطين لعنان السماء.
كما وأشكرك أخي نائل على الإضافية العذبة وبارك الله فيك.
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 04:07 م]ـ
:):):)
مشكورين اخي نائل وانتي اختي صاحبة القلم على هذا النقل الرائع وهذا الاختيار الجميل للقصائدالحماسية.
والتي تذكرنا دائماً وابداَ بوطننا الثاني فلسطين.
سلمت ايديكم ودمتم لنا.
ملاحظة::ارجو ان تختاروا لنا المزيد من القصائد الوطنية لشعراءغير فلسطينين الذين كتبوا لفلسطين واراضينا المحتله في الوطن العربي والاسلامي.
دمتم لنا ذخرا.:):)
......................
¥