تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 08:25 م]ـ

صلى عليك الله

يحيى توفيق حسن

عز الورود .. وطال فيك أوام = وأرقت وحدي .. والأنام نيام

ورد الجميع ومن سناك تزودوا = وطردت عن نبع السنى وأقاموا

ومنعت حتى أن أحوم .. ولم أكد = وتقطعت نفسي عليك .. وحاموا

قصدوك وامتدحوا .. ودوني أغلقت = أبواب مدحك .. فالحروف عقام

أدنوا فأذكر ما جنيت فأنثني = خجلا .. تضيق بحملي الأقدام

أمن الحضيض أريد لمسا للذرى=جل المقام .. فلا يطال مقام

وزري يكبلني .. ويخرسني الأسى = فيموت في طرف اللسان .. كلام

يممت نحوك يا حبيب الله في = شوق .. تقض مضاجعي الآثام

أرجوالوصول فليل عمري غابة = أشواكها .. الأوزار .. والآلام

يا من ولدت فأشرقت بربوعنا = نفحات نورك .. وانجلى الإظلام

أأعود ظمئآنا وغيري يرتوي = أيرد عن حوض النبي .. هيام

كيف الدخول إلى رحاب المصطفى = والنفس حيرى والذنوب جسام

أو كلما حاولت إلماما به = أزف البلاء فيصعب الإلمام

ماذا أقول وألف ألف قصيدة = عصماء قبلي .. سطرت أقلام

مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم= أسوار مجدك فالدنو لمام

ودنوت مذهولا .. أسيرا لاأرى = حيران يلجم شعري الإحجام

وتمزقت نفسي كطفل حائر = قد عاقه عمن يحب .. زحام

حتى وقفت أمام قبرك باكيا = فتدفق الإحساس .. والإلهام

وتوالت الصور المضيئة كالرؤى = وطوى الفؤاد سكينة وسلام

يا ملء روحي .. وهج حبك في دمي = قبس يضيء سريرتي .. وزمام

أنت الحبيب وأنت من أروى لنا = حتى أضاء قلوبنا .. الإسلام

حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى = من يحمه الرحمن كيف يضام

وملأت هذا الكون نورا فاختفت = صور الظلام .. وقوضت أصنام

الحزن يملأ يا حبيب جوارحي = فالمسلمون عن الطريق تعاموا

والذل خيم فالنفوس كئيبة = وعلى الكبار تطاول الأقزام

الحزن .. أصبح خبزنا فمساؤنا = شجن .. وطعم صباحنا أسقام

واليأس ألقى ظله بنفوسنا = فكأن وجه النيرين .. ظلام

أنّى اتجهت ففي العيون غشاوة= وعلى القلوب من الظلام ركام

الكرب أرّقنا وسهد ليلنا= من مهده الأشواك كيف ينام

يا طيبة الخيرات ذل المسلمون = ولا مجير وضيعت .. أحلام

يغضّون إن سلب الغريب ديارهم = وعلى القريب شذى التراب حرام

باتوا أسارى حيرة .. وتمزقا = فكأنهم بين الورى .. أغنام

ناموا فنام الذل فوق جفونهم = لاغرو .. ضاع الحزم والإقدام

يا هادي الثقلين هل من دعوة = تدعى .. بها يستيقظ النوام

ـ[ابو مالك التميمي]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 02:25 م]ـ

من عيون الشعر في جانب المدائح قصيدة البردة للبوصيري مع مافيها من سقطات في العقيدة، وهي قصيدة طويلة زادت أبايتها على 150 بيتا وقد أصبحت محلا لاهتمام الشعراء بعدها ما بين معارض لها ومخمس ومسبع بل لعلها هي من قادت تيار الشطح والغلو في المدائح النبوية، لكنها من حيث الصنعة الادبية رائعة يقول في مطلعها:

أمن تذكر جيرانٍ بذى سلم

مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بدم

أَمْ هبَّت الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ

وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتا

وما لقلبك إن قلت استفق يهم

ومن روائع أبياتها قوله:

إنى اتهمت نصيح الشيب في عذلي

والشيب أبعد في نصح عن التهمِ

فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظت

من جهلها بنذير الشيب والهرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قرى

ضيف ألم برأسي غير محتشم

لو كنت أعلم أني ما أوقره

كتمت سراً بدا لي منه بالكتمِ

من لي برِّد جماحٍ من غوايتها

كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجُم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها

إن الطعام يقوي شهوة النَّهم

والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على

حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم

فاصرف هواها وحاذر أن توليه

إن الهوى ما تولى يُصم أو يَصم

وقوله:

واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت

من المحارم والزم حمية الندمِ

وخالف النفس والشيطان واعصهما

وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم

ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً

فأنت تعرف كيد الخصم والحكم

أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ

لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقُم

أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به

وما استقمت فما قولى لك استقمِ

ولا تزودت قبل الموت نافلةً

ولم أصل سوى فرض ولم اصم

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى

أن اشتكت قدماه الضر من ورم

وشدَّ من سغب أحشاءه وطوى

تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم

وراودته الجبال الشم من ذهبٍ

عن نفسه فأراها أيما شمم

وقوله:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير