تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت الكلمة في أصلها اليوناني تعني مواطنًا مفردًا خاصًا، أو شيئًا يتعلق بهذا المواطن الخاص أو شيئًا شخصيًا. وبتوسيع المعنى أصبحت الكلمة تعني الفردي أو الفريد المتميز.

والعبارة الاصطلاحية واسعة الاستخدام الآن فهي تطلق على الحساسية الجديدةوقصيدة النثروالأدب الملتزم.

عبيط

شخص أبله أو شديد الغباء. وفي الدراما نلتقي بالعبيط بوصفه مضحك البلاط أو مهرجا محترفا يخفي أحيانا فطنته وسرعة بديهته وفهمه خلف رداء من ادعاء البلاهة. وفي بعض الأعمال الأدبية مثل "الليلة الثانية عشرة" و"الملك لير" تؤدي بساطة مثل هذه الشخصية إلى أن تكون ملاحظاتها موضحة ومعمقة للمعاني الكامنة في الاحداث. وكلما ظهرت شخصية العبيط في الأدب كان دورها الرئيسي دائما هو دور الذي يظهر بالمغايرة فضائل الشخصيات الأخرى وصفاتها الأساسية. وفي الكثير من الأحوال يعبر العبيط عن نظرة متحررة من المواصفات المتحجرة أو الجائزة.

عدالة شعرية

توزيع مثالي للمثوبة والعقاب. وقد استخدمت العبارة أول مرة في القرن السابع عشر لتعبر عن أنه ينبغي في الأدب (كما لا يحدث دائما في الحياة) أن يكافأ الخير ويعاقب الشر. وكلمة "شعرية" لا تتضمن أن العبارة تشير إلى الشعر فقط، بل تشير إلى المصطلح اليوناني الذي اشتق منه لفظ الشعر وهو يعني الصانع أو الخالق. فهي تنطبق على أي كاتب للشعر أو النثر. وتشير العبارة كما تفهم على وجه العموم إلى النتيجة المنطقية الناجمة عن بواعث تتصف بالشمول والاستيعاب في تمثيلية أو رواية أو شعر قصصي، حتى وإن بدا الشر هو الذي يتلقى المكافأة مؤقتا والخير هو الذي يلقى الهزيمة وتحل به الكارثة.

عدمية

مصطلح مشتق بالإنجليزية والفرنسية من كلمة لاتينية تعني لا شيء أو تعني شيئا لا قيمة له .. والمصطلح يعني: (1) الرفض الشامل للقوانين والمؤسسات القائمة (2) النزعة التدميرية الشاملة ال.

وفي الفلسفة يشير المصطلح إلى شكل متطرف من نزعة الشك يتضمن القول بإنكار وجود أي أساس موضوعي ممكن للحقيقة والصدق.

ويذهب الكثيرون إلى أن هناك عناصر من العدمية في بعض أشكال الوجودية بمقدار ما تعتبر القيم والمعتقدات التقليدية بلا أساس، والوجود الإنساني بأكلمه خاويا من الهدف والمعنى والجدوى. وينطبق ذلك أيضا على بعض كتابات النزعة الحداثية.,

عدمية حداثية

قد تعني العدمية عصيانا أدبيا شاملا في وجه النفوذ المعنوي التقليدي كما قد تعني تعمدا واعيا، وتأكيدا إراديا لفقدان الاعتقاد في المطلقات المتعالية الكهنوتية والقيم الزمنية الأرضية للسادة والصفوة باعتبارها مرشدا أخلاقيا. ويصحب ذلك وجدان غائم بأن المعنى غائب عن الوجود الإنساني. وعلى ذلك فهناك فقدان لتلك الأشواق إلى وجود فاعل له حيويته ونضاله نجد إرهاصا به عند دوستويفسكي. ولم يعد الروائي الغربي يؤمن بشيء خارج الحسي والحواس التي سرعان ما تستهلك نفسها، فالطريقة القديمة في الإيمان بالإله الأب مستحيلة ويصبح كل شيء مستحيلا بدون هذا الإله الأب. لقد قال دوستويفسكي "نحن جميعا عدميون" وهو في مسار نضاله ليجعل من نفسه شيئا آخر.

والعدمية، كما تجيد بعض شخصيات دوستويفسكي تصويرها، اختلال اجتماعي دون حدود وبلا خجل من نفسه، فأحد أبطاله في عربدة من اللا فعل يسخر من فكرة "غرضية" أي شيء وكأنه يقول بأخلاقية انتحار جماعي منقضا على أسمى الكلمات ليجوفها ويفرغها بالسخرية الهازلة. ونجد شخصية ستافروجين أفعى سامة رفيعة، صعقها اليأس الفلسفي وتركبه شياطين التهكم. وتبدو تلك الشخصية كما لو كانت العدمية في تمثيلها النهائي: اللا شيء، العدم بلحمه وعظمه ودمه، كيان جسمي هو لاشيء.

ونجد إرهاصات العدمية كذلك عند فلوبير فهو يقول:

"الحياة بشعة جدا بحيث لا يمكن للإنسان تحملها الا بتجنبها وذلك بأن يعيش في عالم الفن". وتلك فكرة مهمة في العدمية العصرية، فالفن ملاذ مقدس من حياة قد أفرغت وتبعثر ما فيها من حياة ومعنى. وكما كان غياب إله أب عند نيتشه واقعة بسيطة معطاة ينجم عنها نزع القيمة عن القيم والإحساس بالقتامة (وذلك هو تعريف العدمية عنده)، فقد ذهب دوستويفسكي إلى أن كل ما هو بشع أصبح ممكنا. ويتخلل الأدب العصري القول بأن مواجهة الخواء العدمي هو المقدمة الأولى للحرية الإنسانية والأدبية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير