تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يكتشف القارئ بواسطة الخلل في تماسك التجربة أخطائه في إجراءات القراءة، ويعتبر تلك الأخطاء جزءاً من التجربة، لأنها ناشئة عن استراتيجيات خاطئة تشكل جزءاً من تفاعله مع النص، حيث ((يكون التبني الوقتي لتلك الاستراتيجيات غير الملائمة هو ذاته – على أية حال – استجابة لاستراتيجية مؤلفٍ مّا، وإن الأخطاء المتمخضة هي جزء من التجربة التي تقدمها لغة المؤلف، وبالتالي هي جزء من معناها)) * (نقد استجابة القارئ – 166). ويرتبط هذا التوجه المنهجي بكون المنهج يقوم على مراقبة خطوات التجربة الكلية كنموذج لما يحدث فعلياً أثناء القراءة.

وفي شروح السقط يورد الشراح مواضع الخلل في التجربة في صورة استراتيجيات خاطئة، و يواجه الشراح مواضع الخلل في التجربة بواسطة استراتيجيات تعيد صياغة العلاقة بين النص و منظورات القراءة بصورة متوافقة، بحيث يتوصلون إلى تقديم تجربة متماسكة في التفاعل الجمالي مع أسلوب أبي العلاء، كهدف فعلي للقراءة في الشروح، و ذلك عبر تجريب أنواع من التفاعل مع معطيات التركيب النصي، فالشارح كقارئ يقدم تجربة في القراءة ((يجرب بما فيه الكفاية ليستنبط خصائص الخطابات الأدبية التي تشتمل على كل شيء بدءاً من اكثر الرسائل محلية (مجازات الخطاب .... الخ)، وفي هذه النظريات إذن تصبح اهتمامات مدارس النقد الأدبية الأخرى مثل خواص النوع الأدبي والمواضعات والخلفية الفكرية .... الخ معادة التحديد بمقتضى الاستجابة الممكنة والمحتملة)) [نقد استجابة القارئ – 167]

وهكذا تمثل مراجعة الشراح لتجاربهم بوجه ٍ من الوجوه ذلك القارئ المخبر عند فش، وهو القارئ الهجين فهو ((ليس نتاج عملية تجريد، ولا قارئاً حياً فعلياً، إنما هو قارئ حقيقي يفعل كل شيء ضمن حدود قدرته كما يجعل من نفسه مخبراً)) [نقد استجابة القارئ – 167]

أرجو ملاحظة ان هذه الورقات هي جهد شخصي و اجتهادات تحتمل وجهات النظر كافة، و يسعدني الحوار البناء ممن يتفاعل مع ما أكتب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير