تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال القرش]ــــــــ[26 Nov 2008, 10:08 م]ـ

4 – قواعد في المتعلقات اللفظية

* أثر المتعلقات اللفظية على الوقف والابتداء

يقوم هذا العلم على عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية، ونعني بهذا الفصل اللغوي، الذي يقوم على دراسة القواعد النحوية، مثال ذلك:

* عدم الفصل بين المبتدأ وخبره.

من المعلوم لدى أهل اللغة أنَّ كلَّ مبتدأ لابد له من خبر، فلا يكون هناك مبتدأ إلا وله خبر، وهذا ما يسمى بالعلاقة اللفظية، فلو فصل بينهما لانقطعت العلاقة اللفظية التي لا يفهم الكلام بدونها.

* عدم الفصل بين اسم إن وخبرها

من المعلوم لدى أهل اللغة أنَّ (إنَّ وأخواتها) لا بد لها من متعلقين هما: (اسمها وخبرها)، فلا يكون اسم (إن) بدون خبر (إن)، وهذا ما يسمى بالعلاقة اللفظية.

* عدم الفصل بين الفعل وفاعله

فكل فعل لا بد له من فاعل، فلا يكون فعل إلا وله فاعل ظاهرًا كان، أو مقدرًا، وهذا الارتباط يسمى بالعلاقة اللفظية، وستأتي أمثلة مفصلة عن ذلك.

نماذج في عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية

1 - لا يفصل بين المبتدأ وخبره

مثال الوقف على: + الصَّلاةَ "

من قوله تعالى: + الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون " البقرة: 3: 5.

لا يجوز الوقف على أي موضع فيما سبق اختيارًا، سواءٌ أكان على كلمة + الصَّلاَةَ " أم غيرها، إن اعتبر + الذين " مبتدأ، والخبر + أُولَئِكَ عَلَى هُدًى .. " لعدم جواز الفصل بين المبتدأ والخبر (1).

2 - لا يفصل بين اسم (إن َّ) وخبرها

مثال الوقف على: + دَابَّةٍ "

من قوله تعالى: + إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ {لا} وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " البقرة:164.

لا وقف على + دَابَّةٍ " لأن اسم (إن) لم يأت بعد وهو+ لآيَاتٍ .. ".

3 - لا يفصل بين الفعل وفاعله

مثال الوقف على: + وَالآصَال "

من قوله تعالى: + فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ " النور: 37 (1).

لا وقف: لأن ما بعدها فاعل للفعل + يُسَبّحُ ".

ولأجل التيسير: يمكن أن يستخدم الشيخ هذا الأسلوب أثناء قراءة الدارسين عليه حينما يقفون وقفًا لا يجوز، لبيان التعلق اللفظي.

يطرح سؤالا: مَن الذي يُسبحُ فيها؟

فالإجابة: + رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ ".

4 - لا يفصل بين الفعل والمفعول.

مثال الوقف على: + لا يَهْدِي "

من قوله تعالى: + إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الأحقاف: 10.

لا وقف: لأن + الْقَوْمَ " مفعول به للفعل + يهدي ".

ولأجل التيسير وتقريب المراد، يمكن طرح سؤال الله لا يَهْدِي مَن؟

فيقال: + الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ".

ومثال الوقف على: + أَوْثَاناً "

من قوله تعالى: + وَقَالَ إِنّمَا اتّخَذْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً {لا} مّوَدّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا ثُمّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ " العنكبوت: 25.

لا وقف: لأن ما بعدها مفعول لأجله لـ + اتّخَذْتُم".

ولأجل التيسير يسأل: + اتّخَذْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً " لأجل ماذا؟

فيقال: + مّوَدّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا "

5 - لا يفصل بين الشرط وجوابه

مثال الوقف على: + الْعِلْم "

من قوله تعالى: + وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ {لا} مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ " البقرة:120.

لا وقف: لأنه لا يفصل بين فعل الشرط وهو + اتَّبَعْتَ "، وجوابه وهو + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ ".

والابتداء بـ + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ " يوهم بأنه حكم على الرسول× بأنه ليس له من الله من ولي وحاشاه × فالكلام مشروط باتباع أهوائهم.

ولأجل التيسير: يمكن طرح سؤال: ما جزاؤه إن اتبع أهواءهم؟

فيقال: + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ".

6 - لا يفصل بين التمني وجوابه

مثال الوقف على: + مَعَهُمْ "

من قوله تعالى: + وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ {لا} فَأَفُوزَ فَوْزًا عظيمًا " النساء: 73.

لا وقف: لأن الفاء في + فَأَفُوزَ .. " واقعة في جواب التمني.

ولأجل التيسير، يمكن طرح سؤال: لماذا يتمنى الكافر أن يكون معهم؟

فيقال: + ليفوز فَوْزًا عظيمًا "، فالكلام مازال متعلقًا.

المرجع: سلسلة الوقف والابتداء (الوقف الاختياري)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير