تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي الصحيحين من حديث عروة بن الزبير عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا شيء أغير من الله)).

وفي رواية عند الإمام أحمد أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وهو على المنبر.

وإنكار أن يسمى الله شيئا تجاسر عليه بعض الجهمية، وبعضهم لم يتجاسر عليه لظهور بطلان وصف الله تعالى بنقيض ذلك فلم يجدوا إلا استعمال التمويه، وكلتا طريقتيهم ظاهرتا البطلان.

وذلك أن بعضهم قال مموهاً: (هو شيء لا كالأشياء) وأرادوا بقولهم لا كالأشياء نفي صفاته.

ولذلك قال الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية: (وقلنا: هو شيء؟

فقالوا: هو شيء لا كالأشياء.

فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء، فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشُّنعة لما يقرون من العلانية).

فإيراد الإمام أحمد هذا السؤال على الجهمية يدل على تقرر هذا الأمر عند كل من يؤمن بوجود الله، وأنه من المستبشع المعلوم بطلانه بالضرورة الجواب بالنفي، ولذلك لم يجرؤ الجهمية الذين ناظرهم الإمام أحمد على التزام النفي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض مبيناً مراد الإمام أحمد رحمه الله: (ولما قالوا هو شيء لا كالأشياء علم الأئمة مقصودهم فإن الموجودين لا بد أن يتفقا في مسمى الشيء فإذا لم يكن هناك قدر اتفقا فيه أصلا لزم أن لا يكونا جميعا موجودين وهذا مما يعرف بالعقل.

ولهذا قال الإمام أحمد: فقلنا إن الشيء الذي كالأشياء قد عرف أهل العقل إنه لا شيء؛ فبين أن هذا مما يعرف بالعقل وهذا مما يعلم بصريح المعقولات.

ولهذا كان قول جهم المشهور عنه الذي نقله عنه عامة الناس أنه لا يسمى الله شيئا لأن ذلك بزعمه يقتضي التشبيه، لأن اسم الشيء إذا قيل على الخالق والمخلوق لزم اشتراكهما في مسمى الشيء وهذا تشبيه بزعمه.

وقوله باطل؛ فإنه سبحانه وإن كان لا يماثله شيء من الأشياء في شيء من الأشياء فمن المعلوم بالعقل أن كل شيئين فهما متفقان في مسمى الشيء وكل موجودين فيها متفقان في مسمى الوجود وكل ذاتين فهما متفقان في مسمى الذات فإنك تقول الشيء والموجود والذات ينقسم إلى قديم ومحدث وواجب وممكن وخالق ومخلوق ومورد التقسيم بين الأقسام.

وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في غير هذا الموضع وبينا غلط من جعل اللفظ مشتركا اشتراكا لفظيا.

وهذا الذي نبه عليه الإمام أحمد من أن مسمى الشيء والوجود ونحو ذلك معنى عام كلي تشترك فيه الأشياء كلها والموجودات كلها هو المعلوم بصريح العقل الذي عليه عامة العقلاء).

وقال عثمان بن سعيد الدارمي: (فجعلتموه لا شيء وقد كذبكم الله تعالى بذلك في كتابه فقال: {كل شيء هالك إلا وجهه} وقال تعالى: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله}؛ فجعل نفسه أعظم الأشياء وأكبر الأشياء وخالق الأشياء). [الرد على الجهمية]

وكان بعض الزيدية ينفون أن يوصف الله بأنه شيء؛ فلما قيل: لهم أفتقولون: إنه ليس بشيء؟!

توقفوا، ولم يلتزموا لا زم مقالتهم.

قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين: (واختلف المتكلمون هل يسمى البارىء شيئا أم لا؟ على مقالتين؛ فقال جهم وبعض الزيدية: إن البارىء لا يقال إنه شيء؛ لأن الشيء هو المخلوق الذي له مثل.

وقال المسلمون كلهم: إن البارىء شيء لا كالأشياء).

وعبارة (هو شيء لا كالأشياء) يطلقها أهل السنة ويريدون بها معنى صحيحاً، ويطلقها الجهمية والمعتزلة ويريدون بها تعطيل الصفات.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:31 م]ـ

تعريف الشيء بأنه الموجود دعوى لا حجة لها في العربية ..

ومن رزقه الله علم حجتها من العربية = فليدلنا عليها ..

وبيت لبيد يخطئ فهمه من لا يتأنى معه أناة الشعر فإن مراد لبيد: كل شيء خلال ما شاءه الله باطل،وليس مراده أن كل الموجودات باطلة خلا موجود هو الله فهذا معنى لا تعرفه العرب، وليست الموجودات باطلة بل منها الخير والحق والأنبياء ولا يبطل كل هذا عربي فضلاً عن أن يقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..

وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله ..

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:21 م]ـ

بارك الله فيك ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير