وحجة ذلك هي دلالة الاشتقاق على معنى الكلمة = شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً،وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه،وقالوا كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه ..
أما قولهم الشيء: كل ما يخبر عنه فزيادة لا حجة عليها ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:51 م]ـ
تعريف الشيء بأنه الموجود دعوى لا حجة لها في العربية ..
ومن رزقه الله علم حجتها من العربية = فليدلنا عليها ..
الكلام في اشتقاق اللفظ وتعريفه تعريفاً جامعاً مانعاً قضية يدخلها الاجتهاد والخطأ، ومن طرق معرفة الخطأ مخالفة مؤدى القول لدليل صحيح واقتضاؤه معنى باطلاً.
وليس هذا ما نحن بصدده، ولا ما أردت الاعتراض عليه.
غير أن اللفظ الواحد يطلق ويراد به معان متعددة قد يجمعها أصل واحد في الاشتقاق، وقد لا يكون الأمر كذلك.
وتعريف سيبويه للشيء أقرب من تعريف الراغب الأصفهاني وإن كانا قد اتجها للتعريف بالحد الرسمي.
فسيبويه يقول الشيء يقع على كل ما يخبر عنه، ولذلك يعده أعم العام.
والراغب يقول: الشيء عبارة عن كل موجود إما حساً كالأجسام وإما معنى كالأقوال.
ويمكن أن يحتج للراغب بالاتفاق على أن المعدوم ليس بشيء، فيكون عكسه شيئاً، كما قال تعالى: {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً}
وبيت لبيد يخطئ فهمه من لا يتأنى معه أناة الشعر فإن مراد لبيد: كل شيء خلال ما شاءه الله باطل،وليس مراده أن كل الموجودات باطلة خلا موجود هو الله فهذا معنى لا تعرفه العرب، وليست الموجودات باطلة بل منها الخير والحق والأنبياء ولا يبطل كل هذا عربي فضلاً عن أن يقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..
وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله ..
بطلان الشيء وكذلك لفظ (ليس بشيء) يطلق على نفي الوجود الحسي، وعلى نفي الاعتبار، ومن الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان: (ليسوا بشيء) رواه مسلم، ومنه أيضاً بيت لبيد فإن مراده ظاهر، وقد صدقه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك هو بطلان ما يعبد من دون الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد قال صلى الله عليه وسلم ((أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمة لبيدٍ: ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل)) وهذا تصديق قوله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير} وقال تعالى: {فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون}).
ومن ذلك على أحد القولين قوله تعالى: {إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء} على اعتبار أن (ما) نافية.
والمشركون كانوا يدعون أن الله أراد عبادتهم ما يعبدون من دونه، وأنه يرضى ذلك، وبيت لبيد على ما ذكرت من التأويل مما يحتج لهم به، وهذا نقيض استدلال النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقه للبيد على قوله بل تفضيله له في الصدق على قول كل شاعر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك ..
الأنبياء والملائكة والحق والخير والجنة والنار لا يبطلون لا حساً ولا اعتباراً ..
وإدخال قول لبيد في مسألة العبادة أجنبي عن سياق شعره ولم يتقدمه في هذا القصيد ماله تعلق بالعبادة ..
وأي حجة على عبادة غير الله تنفع المشركين في بيت يقول صاحبه وكل ما لا يشاؤه الله لا يكون؟!
ولبيد كان إذ قال هذا الكلام مشركاً يعبد غير الله،ولا يكون أن واحداً من العرب المشركين يرى إبطال عبادة غير الله ثم هو يقيم عليها!!
والنبي صلى الله عليه وسلم صدقه في أن كل شيء لا يشاؤه الله لا يكون،وهذا محل تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يناسب سياق الأبيات ولحاقها ..
ونعم الاستدلال بالاشتقاق يخطي ويصيب ولكنه أحسن من قول لا حجة له كالذي يذكرونه، خاصة إلى ما معه من القرائن المؤيدة التي منها أنك لا يعوزك على هذا التفسير أن تؤول عدداً كبيراً من نصوص الوحيين، وألا أن تطيل الطريق في إخراج المعدوم من جملة الأشياء ..
فهذا التفسير يجمع دلالة الاشتقاق وحفظ نصوص الشرع من كثرة إدخال التخصيص عليها، وهو أقرب في إبطال كلام المبتدعة ..
جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد العزيز وحفظكم الله ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 04:28 م]ـ
تحية للأخ محمد نينش وفي الحقيقة ما كان موضوعك يستحق كل هذه التعليقات من علماء أفاضل وطلاب علم وليس فيه من العظمة التي أشرت إليها (أقصد الموضوع والأسلوب) شيء يذكر.
ولولا مداخلة الفضلاء لما استحق البقاء في هذا الملتقى المبارك، ولكن الفائدة في التعليقات لا في أصل المقال.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[20 Sep 2010, 04:35 م]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة زوجة وأم وزاك الله علماً ومكانه، كلامك صحيح، وهو قول مشايخنا وعلمائنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:27 م]ـ
فانتهوا خيرا لكم
ما رأيك أخي الحبيب لو انتهيت أنت خيراً لك؟
النقاش علمي مميز
والفائدة في النقاشات كما قال حبيبنا د. فاضل .. جزى الله الزملاء المتحاورين خيراً.
وأنا أعتذر للأخت زوجة وأم نيابة عن الأخ محمد نينش أصلحه الله، فأرجو أن لا يقع في نفسها حرج منه.
¥